{بغداد:الفرات نيوز} تقرير/ وفاء الفتلاوي: على الرغم من الازمة الاقتصادية التي يعيشها العراقيون مع ضراوة المعارك لتحرير بعض المدن من دنس عصابات داعش الارهابية، تشهد الاسواق ومحلات بيع المواد الغذائية اقبالا ملفتا من قبل المواطنين المتبضعين لشراء ما يسهم بانعاش الموائد الرمضانية مع اطلالة الشهر الفضيل.
مظاهر التقشف وارتفاع اسعار لم يؤثر على الاسرة العراقية لشراء ماهو ضروري لحاجتها في شهر رمضان المبارك بحسب المواطنة ام سيف التي قالت ان" اسرتها التي تتكون من {11} فردا بينهم اطفال يحتاجون الى غذاء جيد في شهر رمضان ، فكعادتي كل عام اذهب قبل يومين للتسوق من {الشورجة} كل ما هو ضروري من بهارات ورز وطحين ابيض وسكر وزيت ومعجون ومواد غذائية ضرورية اخرى، كونها بسعر الجملة ، بالاضافة الى شراء المكسرات لعمل حلوى {الكليجة}".
واضافت " رغم التقشف وقطع جزء من الراتب التقاعدي لزوجي الا انني حاولت توفير اغلب الاشياء الضرورية لاسرتي لكن ليست جميعها ، واتمنى ان تكفينا خلال ايام الشهر الفضيل".
الا ان المواطنة كوثر جليل اكدت ان التقشف اثر سلبا على اسرتها ، قائلة" التقشف الذي عملت عليه الحكومة اثر بشكل كبير على شراء احتياجات شهر رمضان المبارك لان العام الماضي كان افضل نظرا لعدم وجود هذا التقشف".
واوضحت ان" راتب زوجي لايتجاوز الـ600 الف دينار ، والدولة قد استقطعت جزءً منه ، بالاضافة الى الايجار ، فكل هذا بالطبع اثر سلبا وبشكل كبير على مصاريف شهر رمضان ، والعائلة تعرفون تحتاج بهذا الشهر الى اكثر من صنف من الطعام كونها صائمة".
من جانبها اكدت أم أمير على شراء الامور الاساسية في شهر رمضان المبارك وترك باقي المواد غير الضرورية وقالت" ان اسرتي مؤلفة من ستة افراد ، فقد اعتاد رب اسرتنا قبل شهر رمضان من كل عام الذهاب إلى { الشورجة} وشراء المواد التي تدخل باعداد الاطباق الاساسية للإفطار، فضلا عن الامور الثانوية التي تدخل في صناعة المرطبات والحلويات، ولكن هذا العام وللظرف الذي تشهده معظم العوائل من قلة الإنفاق بسبب استقطاع جزء منها وان كان البعض يراها قليلة {الاموال المستقطعة} الا انها تؤثر على دخل الاسرة، لذا تم التركيز على شراء الامور الاساسية وبالرغم من التقشف فان مائدة الافطار زاهرة بالخيرات ".
وعن غلاء الاسعار بحلول الشهر الفضيل بين عمار حسين صاحب محل لبيع المواد الغذائية " في كل عام من شهر رمضان يبدأ التجار برفع اسعار المواد الغذائية ونحن بدورنا نرفع الاسعار لاننا مجبرين على هذا ، فلو كانت هناك رقابة على التجار من ذوي اصحاب النفوس الضعيفة والمستغلين لقوت الشعب العراقي لما تجرأ على رفع الاسعار وتحميل الاسرة العراقية العبء على كاهلها".
ودعا الجهات الرقابية الى" متابعة التجار وفرض غرامات مالية عليهم في حال تم رفع الاسعار بهذا الشهر الفضيل ومحاسبتهم لاستغلالهم قوت الشعب".
لجنة المرأة والاسرة والطفل رأت ان رمضان 2016 سيكون مختلفا على الاسر العراقية كونها تعاني من حالة تقشف وعوز ، مطالبة التاجر بـ" عدم استغلال الظرف الحالي لرفع اسعار المواد الغذائية".
وقالت نائب رئيس اللجنة انتصار الجبوري ان" تراجع الوضع الاقتصادي في البلد اثر على الاسر العراقية ، فالرواتب قلت وبعض الشركات الصناعية تعطي راتبا واحدا كل شهرين ، مما اثر ذلك على المستوى المعيشي للاسر العراقية سيما مع حلول شهر رمضان المبارك "، مشيرة الى ان" الشهر الفضيل خلال هذا العام سيكون مختلفا عن الاعوام السابقة كون الاسر العراقية تعاني من حالة تقشف ".
واضافت ان" التجار بدأوا يستغلون قدوم شهر رمضان المبارك ليقوموا برفع الاسعار"، مؤكدة " ضرورة قيام الحكومة بدعم الاسعار ، وتزويد المواطن بالحصة التموينية التي هي عبارة عن اربعة مواد ولا تسد حاجة الاسرة العراقية ؛وينبغي ان تقوم وزارة التجارة بزيادة الحصة التموينية لمساعدة الاسر وتوفير بعض ماتحتاجه".
من جانبه حمل الخبير الاقتصادي محمد عباس الحكومة مسؤولية ارتفاع الاسعار مع حلول شهر رمضان المبارك لانعدام الرقابة الامنية على التجار قائلا ان" هناك مشكلة اساسية تكمن في انعدام الرقابة الامنية على الاقتصاد والنوع والكمية والنوع فهو يرفع الاسعار وقتما يريد ، فنحن نحتاج اليوم الى قوة اقتصادية من الدولة لمراقبة هكذا نوعيات من التجار الذين يستغلون الظروف المعاكسة على الاسر العراقية".
واشار الى" تاثير نسبة الاستقطاعات من رواتب الموظفين على الوضع المعيشي للاسرة العراقية ؛ لكن نتمنى ان ترتفع اسعار النفط ليتحسن دخل المواطن العراقي".انتهى و