لا شك بأن العالم يتحول إلى مكان مخيف حقاً، إذ باتت اليوم العديد من بلدان العالم غير آمنة للسياح، الذين فقدوا فرصة تحقيق أحلامهم لزيارة أهرامات مصر أو الساحل التونسي بسبب مخاوف الإرهاب المتصاعد.

مصر
فقدت مصر موقعها ضمن قائمة الوجهات السياحية المعتادة، بسبب حوادث الطيران والاضطراب السياسي الذي لحق بالربيع العربي منذ العام 2011.
وقد انخفض عدد الزوار السنوي من 14 مليون في العام 2010 إلى حوالي تسعة ملايين في العام الماضي، وفقا لبيانات صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية.

ومن المتوقع، أن تنخفض هذه الأعداد أكثر في العام 2016، إذ أظهرت أبحاث صادرة عن شركة "يورومونيتور" الدولية، انخفاضاً في عدد الزوار إلى البلاد بنسبة 46 بالمائة في الربع الأول من العام 2016، مقارنة بالفترة ذاتها في العام الماضي.
وكانت طائرة تابعة لرحلة مصر للطيران رقم "MS804" في مايو/آيار قد تحطمت في مباه البحر المتوسط خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة، واُختطفت طائرة مصرية أخرى في آواخر مارس/آذار، واستهدف إرهابيون طائرة روسية بعدما أقلعت من مطار مصر في آواخر أكتوبر/تشرين الأول العام 2015.

تونس
واجهت تونس انخفاضاً بنسبة 20 بالمائة في عدد السياح الدوليين في الربع الأول من العام 2016، بعد هجومين إرهابيين تبناهما تنظيم "داعش" واستهدفا مناطق سياحية بالتحديد.
وكان الهجوم الأول قد حصل في مارس/آذار العام 2015، عندما قام مسلحون بمهاجمة إحدى المتاحف الشعبية في قلب العاصمة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصاً. أما الهجوم الثاني، فحصل في يونيو/حزيران 2015، عندما قام مسلح بإطلاق نار على سياح على شاطئ البحر، ما أسفر عن مقتل 38 شخصاً.

ووفقاً للرئيس التنفيذي لمجلس السفر والسياحة العالمي، ديفيد سكوسيل، فإن مستويات السياحة غالباً ما تستغرق عامين للوصول إلى المستوى الطبيعي، بعد استهداف هجوم إرهابي مباشر للسياح.
وقد كانت تونس تستقبل ما بين ستة وسبعة ملايين زائر سنوياً قبل الهجمات، ولكن هذا الرقم يبدو غير واقعياً في العام 2016. كما أن رحلات الطيران إلى تونس انخفضت بنسبة 26 بالمائة خلال فترة الصيف، وفقا لشركة بيانات السفر، "فوروارد كيز."

تركيا
تعتبر تركيا من بين البلدان الأكثر زيارة في العالم، إذ استقبلت 40 مليون سائح العام الماضي، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية.

ولكن، توقفت روسيا، التي كانت تعتبر ثاني أكبر سوق لقطاع السياحة في تركيا، عن إرسال السياح كخطوة انتقامية بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية في ديسمبر/كانون الأول، ما أدى إلى انخفاض عدد السياح بحوالي 5 ملايين زائر.
كما دفعت العديد من التفجيرات الإرهابية في إسطنبول وأنقرة إلى تغيير السياح الأوروبيين، وغالبيتهم من الألمان والبريطانيين، مسارهم السياحي وفقاً لسكوسيل.

وتعتبر ألمانيا وبريطانيا من بين البلدان الأكثر مساهمة في قطاع السياحة التركي، إذ يرسلان حوالي الـ8 ملايين سائح سنوياً في المجموع.
ويقدر سكوسيل أن هذه المشاكل جميعها أدت إلى انخفاض بنسبة 20 إلى 25 بالمائة في أعداد السياح في تركيا.

www.arabic.cnn.com