ناقشنا في مقال”
سلسة التدريب الناجح: مرحلة ماقبل التدريب” الخطوات التي يجب اتباعها والأشياء التي يجب أخذها في الإعتبار عند الإعداد للتدريب واستكمالاً لهذه السلسلة سنتحدث في مقال اليوم عن “مرحلة التدريب”.
كما أن للإعداد طعم ومذاق خاص فإن تنفيذ التدريب نفسه هو الهدف والمبتغى، ولكي يخرج كما نريد هناك مجموعة من العوامل التي لابد من أخذها في الاعتبار.
التعارف
ابدأ بتعريف نفسك للحضور قبل البدء في أي شيء، فذلك أفضل بكثير وسيسهل عليك التواصل معهم، ولكن انتبه فيجب أن يكون التعريف بسيطاً وغير معقد أو متكلف، فإقناع الحضور بأنك رجل خارق وحاصل على كل الشهادات في العالم سيُصعب عليك من المهمة وسيخلق حاجزاً نفسياً بينك وبينهم، اجعل تعريف نفسك في جملتين اسمك الثنائي ووظيفتك وكفي.
كسر الجليد
يعني كسر الحاجز الموجود بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض ولايعرفوك أنت أيضاً ومطلوب منهم أن يتواجدون مع بعض لساعات طويلة خلال عدد من الأيام، لذا حضر لعبة أو طريقة مبتكرة لتجعل الناس يعرفون بعضهم البعض بطريقة سهلة ومبهجة.
تذكر الأسماء جيداً
يشتكي الكثيرون من عدم قدرتهم على حفظ أسماء الناس بسهولة، ويبقى المدرب طول التدريب ينادي على الحضور “بحضرتك” أو بأسماء غير صحيحة، وهذا يصنع حاجزاً قوياً بينك وبين المتدربين، اسم الشخص جزء أساسي من تكوينه وشخصيته وكرامته، ومن منا لا يغضب عندما يخلط الآخرين بين اسمه واسم شخص آخر!
لذا يتطلب عملك كمدرب محترف أن تتعلم طريقة مبتكرة لتذكر أسماء الناس حتى تكسب ثقتهم وتقيم معهم علاقات قوية وتحظي بتدريب ناجح.
استخدم لغة مناسبة
اللغة هي وسيلة التواصل الأولي مع جمهورك، فإذا تحدثت الإنجليزية وجمهورك لا يتقنها، فهذا يعني أنك تتحدث إلى نفسك، كما ذكرنا من قبل فإن معرفتك للحضور جيداً وفئاتهم العمرية وخلفياتهم سيساعدك كثيراً على الوصول لهم بسهولة، تحدث باللهجة التي يفهمها الشباب لكي يتفاعلوا معكز
تشمل اللغة أيضًا استخدام ألفاظ وكلمات مناسبة لكل سياق، فمع اختلاف الأماكن قد تعني نفس الكلمات أشياء مختلفة وتلك المُزحة التي يعرفها الجميع قد لا تناسب آخرين في منطقة أخرى.
انتبه جيداً للغة جسدك
من الأخطاء القاتلة اهمال الكلمات التي تقولها أجسادنا، فيقول لساننا كلاماً وتقول أجسادنا شيئاً آخر، انتبه لحركة يديك ولطريقة وقفتك ولنظراتك أثناء التدريب لأن كل هذه الأشياء توصل رسائل صامتة لكنها نافذة للقلوب والعقول.
اهتم بنظراتك أيضًا، وزعها على الحضور واشعر الجميع أنك تراهم وتقدر وجودهم.
الصوت
تحدث بصوت مناسب يسمعه آخر شخص في القاعة، ولاتجعله عالٍ مزعج، ولامنخفض يعاني الناس في متابعته، واحرص أيضًا علي التنغيم في صوتك فلا تجعله على وتيرة واحدة فيمل المستمعون، بل نوّع في أدائك وحمّل صوتك بمشاعر مختلفة لتصل رسالتك بسهولة.
استخدم وسائل مساعدة
حتى ولو كنت أكثر المدربين احترافاً على مستوى العالم، فلن تنجح بمفردك بل تحتاج إلى مجموعة من الأدوات المساعدة لتوصل المعلومة للحضور، وتشمل هذه الأدوات المساعدة العروض التوضيحية، فيديوهات لشرح إحدى الأفكار، المطبوعات، الألعاب، اللوحات القلابة وغيرها، لا تعتمد فقط علي صوتك، فهناك الكثير من الأشياء التي ستدعمك كثيراً في عملك وتجعل الحضور لا يشعر بالملل.
شجع التفاعل
احترم جميع الحضور، وقدّر بشدة تواجدهم معك في هذا المكان، لأنهم في النهاية جاءوا ليتعلموا شيئاً جديداً، فلا تخذلهم ويشمل التفاعل تشجيع الناس على طرح الأسئلة، فكل سائل هو شخص مهتم وحريص على الفهم، شجع كل الأسئلة حتى ولو بدت لك بسيطة أو تافهه، واشكر الشخص الذي طرح السؤال لتبقِ على اهتمامه بالتدريب.
إذا قُوبلت بسؤال صعب أو لا تعرف إجابته، رد بطريقة تُعبّر عن تقديرك لأهمية السؤال، ولكن لا تقول معلومات غير صحيحة حتى لا تفقد ثقة المتدربين، بل اعتذر عن عدم إلمامك الكافي بالموضوع أو قدّم وعداً بأنك ستبحث عن الإجابة وسترد عليه لاحقاً.
الإنصات
الإنصات غير الاستماع، فالاستماع هو الحركة اللإرادية والتي تحدث بدخول الموجات الصوتية إلى إذنك، أما الإنصات فيعني أن تنتبه لهذه الموجات وتتفاعل معها، ولا يعني التفاعل فقط أن تبقي صامتاً أثناء حديث الآخرين بل تظهر إيماءات وحركات تدل على اهتمامك وتركيزك لما يقال وفي النهاية تعطي لمن يتحدث رداً.
التعامل مع الشخصيات الثرثارة\ المعترضة
إذا كنت تعتقد أنك ستُقابل بالحفاوة والتقدير من جميع الحضور، وأن كل المتدربين سيعجبهم ما تفعل ويتفاعلون معه فأنت واهم، البشر لم يتفقوا على شخص واحد حتى الآن. هذه أولى الحقائق التي لا بد أن تسلم بها، أيضاً في كل تجمع بشري ستجد صنفاً من الناس الذي يمكن أن نطلق عليه في بعض الأحيان “الثرثار” أو “المعترض” أو أي شيء آخر وهو ببساطة هو ذلك الشخص الذي يتحدث كثيراً في كل المناسبات والأوقات سواء بالأسئلة أو المداخلات أو إظهار آراء مختلفة عن الطروحات بهدف أن يظهر.
توقع أن تجد هذا النوع في أي تدريب تعقده، ولكن الأهم أن تتقبل وجوده وأن تتعامل معه بطريقة مناسبة ولا تفقد أعصابك أبداً لأن ذلك لن يساعدك في أي شيء.
استخدم الفكاهة
يعتقد البعض أن الفكاهه أمر يخصّ أشخاص دون غيرهم، في مجال التدريب هذا غير صحيح على الإطلاق، فلست مطالباً أن تكون ممثلاً كوميدياً يضحك الجمهور بمجرد ظهوره على المسرح، ولكن كن كما أنت، فقط اهتم بأن تضفي جواً من الدعابة والمرح من حين إلى آخر أثناء التدريب، حتى إن لم تستطع أن تخلق شيئاً جديداً يمكنك الإستعانة ببعض القصص المضحكة أو تلك الأشياء التي سمعتها من قبل.
استغل وقت الاستراحة
أثناء التدريب أوقات الاستراحة ليست للراحة فقط، بل للعمل أيضاً ولكن بشكل مختلف، فتلك فرصتك الذهبيبة لتتحدث مع الحضور وتعرف آرائهم في التدريب وما يتوقعونه، وهي وقت مناسب جداً أيضا للدردرشات الاجتماعية مع الحضور ومعرفتهم أكثر، استغل هذه الأوقات فهي قليلة التكرار.