تتوجه أنظار العالم بأسره إلى لويفيل مسقط رأس محمد علي كلاي الذي يدفن في هذه المدينة الصغيرة بعد مراسم تأبين وموكب جنائزي لتكريم بطل الملاكمة الأسطوري وصاحب القناعات الثابتة.
أعيد جثمان محمد علي إلى مسقط رأسه مدينة لويفيل اليوم (الأحد 5 يونيو/ حزيران 2016، وقد أعلنت أنه سيدفن الجمعة المقبل في مقبرة بلويفيل في ولاية كنتاكي (وسط شرق الولايات المتحدة) بعد موكب جنائزي سيعبر مسقط رأسه ليتاح وداعه لأكبر عدد من الأشخاص.
وستنظم مراسم دينية متعددة الديانات برئاسة إمام كما طلب محمد علي نفسه، بحضور الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي سيلقي خطاب وداع الرجل الذي كان يعتبره صديقه، وقال الرئيس باراك أوباما إن "محمد علي كلاي كان الأعظم".
وتدفق عدد كبير من هواة رياضة الملاكمة والمعجبين بمحمد علي كلاي السبت على سكتسديل في ولاية أريزونا، أمام المستشفى الذي أمضى فيه ساعاته الأخيرة، ليتركوا بطاقات خطوا عليها بضع كلمات وورودا وبالونات.
محمد علي كلاي الذي كان من أبرز شخصيات القرن العشرين في عالم الرياضة وخارجه، توفي مساء الجمعة عن 74 عاما بعد معركة طويلة ضد داء باركنسون. وكان محاطا بأقربائه بمن فيهم أبنائه التسعة.
وروت واحدة من بناته هانا السبت في نص مؤثر اللحظات الأخيرة لوالدها. وقالت "كل أعضائه توقفت عن العمل الواحد تلو الآخر لكن قلبه بقي يخفق. بقي يخفق ثلاثين دقيقة. لم ير احد شيئا مماثلا من قبل".
وتابعت أنها "إشارة إضافية إلى قوة روحه وإرادته"، مضييفة "قلوبنا تشعر بحزن كبير لكننا سعداء بان والدنا بات حرا الآن".
وفي كنتاكي وفي مكان غير بعيد عن المنزل الذي أمضى طفولته فيه ووضع أمامه معجبوه باقات الورود، ترأس رئيس بلدية لويفيل مراسم تأبين "لرجل عمل ومبادئ" عاش في هذه المدينة وكانت خلال شبابه تشهد تمييزا بين السود والبيض.
وقال بوب غونيل الناطق باسم عائلة بطل الملاكمة السابق إن "محمد علي كلاي توفي عن 74 عاما بعد صراع مع داء باركينسون دام 32 عاما".
وأضاف أن "بطل العالم في الوزن الثقيل ثلاث مرات توفي مساء" الجمعة.
وفي مقابلة مع شبكة "سي بي اس" التلفزيونية، قال غونيل إن محمد علي راجع أطباءه الثلاثاء بسبب "زكام بسيط".
وتابع أنه نقل بعد ذلك إلى المستشفى "وخلال 24 ساعة تدهور وضعه بسرعة"، إلى درجة أنه أخضع للتنفس الاصطناعي الجمعة.
وأكمل "محمد شرح بالتفصيل ليس فقط كيف يريد أن يعيش بل وكيف يريد أن يموت أيضا"، مشيرا إلى أن أبناءه قرروا قطع التنفس الاصطناعي. وقال "كان الأمر صعبا عليهم لكن والدهم فخور بهم".
واثأر الإعلان عن وفاة أسطورة الملاكمة العالمي سلسلة من ردود الفعل التي أجمعت على الإشادة به.
وقال بطل الملاكمة الأميركي مارك تايسون إن "الله جاء ليأخذ بطله".
كاسيوس كلاي هو حفيد عبد، وقد أصر على تعلم الملاكمة لينتقم من مجهول سرق دراجته الهوائية عندما كان طفلا. وبسرعة أخذ يحقق بفضل قوة قبضتيه، النصر تلو الآخر وأصبح بطل دورة الألعاب الأولمبية في روما في 1960 ثم بطل العالم حسب تصنيف الجمعية العالمية للملاكمة في 1964 بفوزه على سوني لينستون بالضربة القاضية في الجولة السابعة. وقد غير اسمه إلى محمد علي بعد اعتناقه الإسلام في 1964.
وبعد أن أصبح بطل العالم بلا منازع في الوزن الثقيل، صدم الرجل "الأعظم"، كما كان يصف نفسه، الولايات المتحدة في 1967 برفضه أداء الخدمة العسكرية والتوجه للقتال في حرب فيتنام.
وصرح في 17 شباط / فبراير 1966 "ليست لدي مشكلة مع الفيتكونغ" الذين كانوا يقاتلون الأميركيين.
وسجن محمد علي وجرد من الألقاب التي حصل عليها ومنع من ممارسة الملاكمة لثلاث سنوات ونصف السنة بعدما أغضب غالبية الرأي العام الأميركي، لكن آخرين رأوا فيه أحد أعمدة الثقافة المضادة وبطل قضية السود الذين كانوا يناضلون من أجل المساواة في الحقوق.
أصبح محمد علي مجددا بطل العالم في 1974 حسب تصنيف الجمعية العالمية والمجلس العالمي بفوزه بالضربة القاضية في الجولة الثامنة على جورج فورمان في ما أطلق عليه تسمية "معركة في الأدغال" في كينشاسا بزائير التي أصبحت اليوم جمهورية الكونغو الديمقراطية.