يعد الملاكم محمد علي كلاي من أشهر الملاكمين، بعد أن أحرز الالاقب العديدة طوال حياته التي امتدت 74 عاما، واشتهر كلاي بالضربة الفنية القاضية التي دفعته ليقول أنه "يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة"، وقبل يومين توفي كلاي تاركا وراءه ارثا رياضيا كبيرا.

ولد محمد علي كلاي في الـ17 من شهر كانون الثاني من عام 1942 باسم كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور بمدينة لويفيل بولاية كنتاكي، ولد لعائلة أميركية سوداء من الطبقة المتوسطة وكان والده ميثوديا، لكن أمه ربته وأخاه على المذهب المعمداني، قبل أن يعتنق الإسلام ويُغيّر اسمه إلى محمد علي دون اسمه الاخير "كلاي".



اعتناقه الاسلام
تتحدث التقارير الصحافية الارشيفية عن سبب اختيار كاسيوس كلاي (محمد على) الانتماء إلى الإسلام إلى إليجاه محمد، الذي ولد في جورجيا في عام 1898، وكان والده قد سماه إلياجا بول، ولكن في عام 1923 اتجه إلى ديترويت واستقر فيها، وبعد ثماني سنوات من استقراره في ديترويت زاره تاجر من الشرق اسمه دبليو دي فراد (W.D.Frad)، وهو نصف أميركي ذو أصل أفريقي ونصفه أبيض، واستطاع ان يكون مقبولًا لدى الأميركيين ذو الأصل الأفريقي في الولايات المتحدة ويصبح قائدًا لهم، وعلَّم فراد إلياجا محمد مبادئ الدين الإسلامي، وهناك قصص وأساطير تروى عن أصل فراد وعن إسلامه، وأنه تلقى إسلامه من رجل أسود في مكة المكرمة اسمه يعقوب، ونخلص إلى أن محمد علي بدأ يتردد سرًا على الياجا محمد، ويحضر دروسه الدينية في مطلع الستينات، ومع كون بداية محمد علي كانت مع الإسلام إلا أنها لم تستمر طويلًا، حيث كان يختلف مع الكثير من أفكارهم، ولكنه رغم انفصاله عنهم استمرَّ في أعماله الخيرية والدعوية محاولًا تصحيح الصورة الخاطئة التي رسخت في أذهان الغرب عن الإسلام والمسلمين.



فاز كلاي ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عاماً في 1964 و1974 و1978، وفي عام 1999 توج بلقب "رياضي القرن"،وهي جائزة مقدمة من مجلة "سبورتس ايلاستريتد"، كما حصل على نفس اللقب بعد استفتاء أقامته صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية بعدما حصل على 71.2% من الأصوات متفوقاً على العديد من الرياضين ومنهم دييغو مارادونا، كان يصف نفسه بـأنه يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة، وهو صاحب أسرع وأقوى لكمة في العالم حيث تعادل قوتها حوالي 1,000 باوند.

ألقاب وإنجازات
وفي عام 1964 استطاع محمد علي إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة وكان عمره لا يتجاوز 22 عاماً آنذاك، وبعد انتصاره أعلن اعتناق الإسلام عام 1965 وتغيير اسمه إلى اسم جديد وهو محمد علي فقط دون اسمه الأخير "كلاي" لأنه كان اسم العبودية المطلق عليه ويعني الطين باللغة الإنجليزية، وكان وراء تلك الحركة المفكر الإمريكي مالكوم إكس وهو كان صديق مقرب وحميم لمحمد علي. لقد اعتنق الإسلام ولم يضع اهتمامًا لما سيحدث من انتقاص لشعبيته، ولكن شعبيته وحب الناس له زادت واكتسحت الآفاق، ليعتزل الملاكمة عام 1981 وقد كان عمره 39 عامًا، بعد مسيرة حافلة تضمنت 56 فوزا منها 37 بالضربة القاضية وخمس هزائم، وتوج باللقب العالمي ثلاث مرات مختلفة.



الحياة الشخصية
تزوج محمد علي أربع مرات ولديه سبع بنات وولدين، والتقى زوجته الأولى نادلة الكوكتيل صونجي روى وتزوجا عام1964، وكانت إعتراضات روى على آداب الإسلام في ملابس المرأة ساهمت في إنهيار هذا الزواج، وقد تم الطلاق في عام 1966، و هو في الـ25 من عمره تزوج من بيلندا بويد التي تبلغ من العمر 17 عاما، وذلك في 1967، أسلمت بيلندا بعد الزواج، وأصبح اسمها خليلة علي، مع أن عائلتها وأصدقائها القدامى ظلوا ينادونها باسم بيلندا، أنجبوا خمسة أبناء هم مريم وجميلة وليبان و ومحمد علي الصغير.

الزواج الثاني
بدأ محمد على علاقة مع امرأة تدعى فيرونيكا بورش في عام 1975، وفي صيف عام 1977, انتهى الزواج الثاني لمحمد علي وتزوج من فيرونيكا، خلال فترة الزواج، أنجبوا طفلة اسمها هناء، كما أنجبوا طفلة أخرى اسمها ليلى لكن تم الطلاق بينهما في عام 1986، وفي 1986, تزوج محمد على يولندا علي بعد صداقة بدأت منذ 1964 في لوزيفل، ، كما أنها أنكرت ما أذيع أنه كان جليسها عندما كانت طفلة، وتبنوا طفلا واحدا اسمه أسعد، ومحمد علي له بنتين أخريين هما مايا وخليلة من علاقات أخرى.

www.alsumaria.tv