تمكن مجموع من العلماء والطلبة في كلية الصناعات الغذائية في معهد بوجور للزراعة في اندونيسيا تمكنوا من انتاج نوع من الارز اطلق عليه اسم الارز الاصطناعي وذلك باستخدام مزيج من الكربوهيدرات الطبيعية.
تعثرت محاولة إندونيسيا فطام سكانها من الأرز، بسبب غياب المحاصيل الغذائية البديلة والارتباط الثقافي بحبوب الأرز، لتفشل بذلك الحملة الوطنية التي كانت قد أطلقتها الحكومة الإندونيسية منذ عام 2009 لخفض استهلاك الأرز بعد الارتفاع القياسي الذي شهدته أسعار الغذاء، وذلك وفقا لتقرير حديث أعدته شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وكانت الحملة تهدف إلى تشجيع المواطنين على عدم استهلاك الأرز لمدة يوم في الأسبوع، كما تمت دعوة جميع المحافظات الإندونيسية البالغ عددها 33 لتعزيز إنتاج محاصيل أخرى غير الأرز، لكن الحملة لم تحقق نجاحاً، وهو ما علق عليه موليونو مكمور مستشار وزير الزراعة الإندونيسي بقوله: "إنه ينبغي على الحكومة أن تولي اهتمامها بالمزارعين وأن تقدم لهم ضمانات تطمئنهم أنهم سيستفيدون من زراعة محاصيل أخرى مثل المنيهوت.. ولا يتم حاليا تقديم أي دعم للأسمدة أو الحبوب أو أي ضمان للأسعار أو لوجود مهتمين بشراء المحاصيل الأخرى بخلاف الأرز".
ويأتي إنتاج الأرز على رأس المحاصيل التي تنتجها إندونيسية بدرجة كبيرة، حيث أنتجت 37 مليون طن من الأرز في عام 2011، وتليه بمعدلات إنتاج أقل بكثير محاصيل أخرى مثل المطاط الطبيعي، جوز الهند، زيت النخيل، والمنيهوت. ويرى مكمور أن تنويع العناصر الغذائية عبر إضافة محاصيل محلية مثل: البطاطس، الذرة، والمنيهوت من شأنه أن يخفف من تأثير ارتفاع أسعار الأرز على الأمن الغذائي بالبلاد.
وكان بنك التنمية الآسيوي قد حذر في بداية شباط (فبراير) الماضي من أنه ينبغي على جنوب شرق آسيا الاستعداد لارتفاع محتمل في أسعار الغذاء. وطبقا للمكتب المركزي للإحصاء، يستهلك الإندونيسيون في المتوسط 113 كيلو جراما من الأرز سنويا معظمه من الأرز الأبيض. وعلى الرغم من أن ذلك يعد انخفاضاً عن متوسط الاستهلاك في عام 2010 الذي بلغ 139 كيلو جراما من الأرز إلا أنه لا يزال مرتفعاً، حسب مكمور الذي قارنه بمتوسط الاستهلاك في دول مثل ماليزيا واليابان، حيث لا يتعدى 80 و60 كيلوجراما سنويا على التوالي.
وبحسب تقرير (إيرين) فإن مؤيدي الحملة يرون أن خطوة خفض استهلاك الأرز تهدف، إضافة إلى تعزيز الأمن الغذائي، من شأنها أيضا أن تساهم في تحسين صحة الناس من خلال تناولهم وجبات غذائية أكثر تنوعاً وتوزاناً. وقد توصلت دراسة أجرتها "هارفرد" للصحة العامة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010 إلى أنه من بين 200 ألف شخص الذين شملتهم الدراسة، واجه المشاركون الذين كانوا يتناولون خمس وجبات أو أكثر من الأرز الأبيض في الأسبوع زيادة في معدل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 17 في المائة. وتشير التقديرات المستقاة من أحدث دراسة صحية على مستوى البلاد إلى أن 6 في المائة تقريبا من السكان الإندونيسيين (13.3 مليون شخص في عام 2007) مصابون بمرض السكري.
أشار مكمور إلى أن إندونيسيا، التي تعد أكبر أرخبيل في العالم، حيث تضم 17 ألف جزيرة، تعتبر موطنا لـ77 نوعا من أنواع الأرز. وهناك اعتقاد سائد بين سكانها أن من لم يأكل الأرز فكأنما لم يأكل شيئا، حسب المثل الشعبي المحلي.
وكانت الحكومة قد قامت في عام 2010 إثر الاستجابة الشعبية الضعيفة لحملة خفض استهلاك الأرز بتغيير دعوتها من "يوم واحد بلا أرز" أسبوعيا إلى "وجبة واحدة بلا أرز" يوميا، ولكن سكان هذه البلاد التي تتم فيها زراعة واستهلاك 90 في المائة من الأرز في العالم ما زالوا يقاومون تلك الدعوة.
وتعد جذور ارتباط الإندونيسين بالأرز إلى أن هناك تصورا خاطئا لديهم مفاده أن الفقراء فقط هم الذين يأكلون المحاصيل الأخرى. في حين يؤكد أهسول هاسيم مدير معهد بحوث الخضراوات الإندونيسي، أن نفس وصمة العار تنطبق على مستهلكي الفواكه والخضراوات، "الناس في إندونيسيا يأكلون الأرز ثلاث مرات في اليوم وإذا لم يفعلوا ذلك فإن الآخرين يعتقدون أنهم يواجهون صعوبات اقتصادية".. كما أنهم يعتقدون"أنك إذا أكلت الأرز أو القمح فإنك تعيش حياة مزدهرة" وكانت الحكومة الاندونيسية في السبعينيات روجت للأرز كرمز للرخاء، وهذه الصورة طُبعت في الأذهان على الرغم من أن 75 في المائة من أفقر سكان العالم يعتمدون على الأرز، طبقاً للمعهد الدولي لبحوث الأرز في مانيلا