على الرغم من الإبهار الذي جسده حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية مساء أمس - الجمعة - في العاصمة البريطانية لندن و الذي جذب إنتباه وسائل الاعلام العالمية وجماهير الرياضة في مختلف بقاع العالم و جمع في فقراته بين تراث وحضارة الماضي و معاصرة الحاضر و طموح المستقبل , الا ان أوليمبياد لندن لا يزال على موعد مع العديد من المشكلات الحيوية التي تواجه التنظيم الإنجليزي الطموح للحدث الدولي.
فعلى قدر ترقب الملايين لمتابعة الحدث ,على قدر ما أثيرت العديد من التساؤلات والأستفسارات المتعلقة بالتنظيم وكفاءة الإستضافة,حتى بلغ الأمر بمطالبة الحكومة البريطانية بالتدخل الفوري لإيجاد حلول جذرية للملفات الحيوية حتى لا تتأثر دورة الألعاب الأوليمبية سلباً على المستوى التنظيمي .

و يأتي على رأس تلك الملفات،الأمن, والنقل والمواصلات ,الأسعار,والإفتتاح والعمال .

و من منطلق حرص موقع "" على تغطية الحدث العالمي من كل جوانبه ,أجرى مراسل "كووورة" اتصالا هاتفيا ببانيس سينج المسؤول الإعلامي باللجنة العليا المنظمة للإوليمبياد و حاوره فيما أثير عن كثرة المشكلات المتوقعة في استضافة الأولمبياد, فكان هذا الحوار:


في البداية, هل انتم راضون عن حفل الإفتتاح وماهي تحضيراتكم لإستكمال استضافة الألعاب الأوليمبية ؟

بالتأكيد راضون، فردود الأفعال جيدة للغاية ,لقد أبهرنا العالم بالفقرات و قدم المنظمون آداءً رائعا اشاد به الكثيرين ونقلنا صورة جيدة عن انجلترا للجميع و اتممنا استعداداتنا على اكمل وجه وفقا للخطة الموضوعة و نحن مستعدون لإستضافة الحدث و الألعاب و الوفود المشاركة جميعا. اعتقد اننا قدمنا شيئا جيدا في الإفتتاح و بذل الجميع مجهودا كبيرا و اتمنى نجاح الأوليمبياد والإستضافة .


ما رأيك فيما أثير مؤخرا بشأن المشاكل الكبيرة التي تواجه اللجنة المنظمة ل(لندن 2012) ؟
هناك بعض العقبات التي صادفناها وهي في سبيلها للحل .. من الطبيعي ان نواجه مشكلات وأي حدث كبير مثل الأولمبياد ليس من السهل تنظيمه ونحل المشكلات اولا بأول ونحن نعمل بشكل منظم وأؤكد لك لن تكون هناك مشكلات كبيرة في الأوليمبياد و نعمل على متابعة الأمور أولا بأول .


و ماتعليقك على مشكلة الأمن التي أثارها الإعلام مؤخرا؟
دعنا نتفق على القوام الرئيسي لأي ألعاب أوليمبية هو العمل التطوعي ومن ثم يأتي الدور الحكومي .. تلقت اللجنة المنظمة أكثر من 100 ألف طلب التحاق و اجتاز الإختبارات 4 الآف شخص فقط و كان هذا العدد غير كاف لتقديم الخدمات الأمنية بالشكل المرجو،و كان المطلوب 7 الآف متطوع و هذا ما احدث الإرتباك فكان القرار الإستعانة بالجانب الحكومي و تغلبنا على هذه المشكلة و تم الدفع باكثر من 3500 جندي للمساهمة في الأمن أثناء الأولمبياد، و بالتالي يصبح عدد الجنود أكثر من 17ألف جندي للتأمين بخلاف المتطوعين في مختلف الأماكن.
الأمن ليس مشكلة في حد ذاته و لكن هناك ضعف تواجد في بعض الأماكن أثناء اقامة الألعاب.


هذا عن الملف الأمني ,وماذا عن أزمة المواصلات و الإزدحام الذي يشتكي منه سكان لندن؟
الجميع يعلم ان لندن من أكثر مدن العالم ازدحاما سواء كان ذلك في المطارات أو وسائل النقل اليومية أو حتى الطرق .. قدمت اللجنة المنظمة العديد من الخطط حتى تواجه هذا الأمر .لقد حاولنا تجاوزه و اعتقد انه من الممكن عدم الشعور بهذه المشكلة أثناء فاعليات الإوليمبياد.

بخصوص ما قيل عن ازمة الإزدحام و الطرق ,فان البعض يعتقد باننا اقتطعنا الطريق الخاص بهم لمسابقات الأوليمبياد حتى ان بعضهم قال بانه تم اقتطاع 45 كلم لمنافسات الطرق. حصلنا على تطمينات من مسؤولي الطرق و المرور في لندن و وفقا للخطط الموضوعة بان سير المرور سيكون طبيعيا باستثناء الأماكن القريبة من المناطق الأوليمبية سيكون معدل التأخير مايقرب نصف ساعة وهي نسبة معقولة اذا ما اخذنا في الإعتبار ازدياد اعداد الزائرين و المتابعين.
أما بخصوص الإزدحام الحادث في مطار هيثرو , فالسبب يعود الى مواعيد قدوم الطائرات الخاصة بالوفود والزائرين ومع الضغط الهائل الذي يشهده المطار فمن المتوقع ان يحدث تأخير لبعض الرحلات الجوية و مع تتابع الرحلات يكون هناك ازدحام .

الا تعتقد ان اضرابات العمال القائمة حاليا في لندن قد تؤثر بالسلب على تنظيم الدورة؟
لدينا تأكيدات من هيئة المواصلات و بعض النقابات بأن التنظيم لن يتأثر في القطاعات التي بها اضرابات خاصة فيما يختص بالأماكن الأوليمبية سواء كان ذلك من جانب عمال المطار أو المترو، كما علمنا انه سيتم زيادة الرحلات بشكل كبير لمواجهة الضغوط من جانب الزائرين.


لقد كان ارتفاع الأسعار و الخدمات حديث رواد لندن مارأيك و ما تأثيره على الحضور و حركة الزائرين؟
هذا شئ متوقع فالحدث عالمي و يترقبه الجميع و زواره من جميع البلدان و ارتفاع اعداد الزائرين يسبب ارتفاع الأسعار قليلا, هذا شئ طبيعي و هناك درجات متفاوتة من الأسعار و الخدمات التي تناسب كل الميزانيات المطروحة للفنادق و المطاعم وأماكن الترفيه .


علقت الكثير من الوفود على طابور الإفتتاح ووصفت توقيته بالمتأخر ؟
دعنا نتفق ان الأفتتاح يضم العديد من الفقرات في توقيتات معينة من الصعب تغييرها ,حاولنا قدر المستطاع ان لا يكون متأخرا خاصة في ظل حضور أكثر من 100 شخصية دولية, وبصراحة لاأجد سببا لمثل هذه التعليقات فهذا حدث كبير ومن الطبيعي حدوث مثل هذه الأمور.

في النهاية , ماهي رسالتك لكل من يريد التوجه الى لندن لحضور الأولمبياد؟

انجلترا بلد آمن، وأعد الزائرين بالإستمتاع بأوقاتهم هنا .الفرصة كبيرة لحضور حدث هام و متابعة ألعاب الأولمبياد عن قرب, نرحب بكل الزائرين ومستعدون دوما لتقديم الأفضل لهم.