من هو الملحد؟
لكل إنسان في هذه الحياة تجارب شخصية صادقة,والتجربة دائما مهما كانت نتائجها تضاف الى الكثير من التجارب المعاشة وهي في النتيجة تُكسب الإنسان ما يسمى بتجربة الحياة الغنية. لهذا يقال أن العمر لا يقاس بعدد السنوات التي يعيشها الإنسان ولكنه يقاس بتجارب الحياة.
&arin;هذه المقدمة القصيرة هدفي منها هو الدخول الى موضوع الإلحاد .هي تجربة شخصية عشتها أنا من جهة ,وعاينت هذه التجربة مع الأخريين الذين عرفتهم من كل الفئات والمستويات وتفاعلت معهم وعالجت حالاتهم الإلحادية المتنوعة التي فَرضت عليهم نتيجة غباء من يقوم على الدين.
معنى كلمة الإلحاد لغوياً:
ومعنى الإِلحاد في اللغة المَيْلُ عن القصْد
ولحَدَ في الدِّينِ يَلْحَدُ وأَلحَدَ: مالَ وعدل عنه.
في الحقيقة لا أحب استخدام كلمة ملحد بالمعنى المتعارف عليه اليوم ,لأن معناها أن الملحد هو المنكر لوجود الله والأنبياء والرسالات السماوية .وهذا الوصف للملحد لا يستقيم حتى مع التعريف اللغوي لكلمة ملحد ,كونه حسب القواميس , مال وعدل عن الدين ,ولم ينكره.
المشكلة في وجود الإلحاد هي وجود من يقوم على الدين ,بشكل يدفع الناس لكي يلحدوا عن عقيدته وتعاليمه.المشكلة ليست في الملحد .كما هو الحال في تخلف الدول الإسلامية المشكلة في المسلمين وليست في الإسلام.
كتاب الله عز وجل القرآن الكريم هو في الحقيقة مواد من الدواء المتوفر في صيدلية القرآن.والله عز وجل يقول في القرآن "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين". القرآن هو شفاء للمؤمنين . قد يعتب علىَّ أحدهم من الملحدين مثلاً, ليقول نعم هو شفاء لكم كمؤمنين ,ولكنه ليس شفاء لنا نحن الملحدين "على التخصيص".أجيبه نعم وليس في كلام الله تناقض .فلو أن المؤمنين أصيبوا بالشفاء الحقيقي نتيجة إتباعهم كتاب الله عز وجل ...سيكونوا هم الأطباء الذين سيشفون من مرض الإلحاد الملحدين عن كتاب الله ودين الله.
في البداية نزل القرآن على رسول الرحمة (ص).فكانت آياته كالأدوية ...وكان الرسول كا لطبيب المداوي.
.ألم ينجح الطبيب الأول المداوي بكتاب الله في شفاء الناس ,وتحويلهم من الظلمات الى النور؟ نعم ولا شك في ذلك.
ولو كان علماء الدين الإسلامي قد تعلموا الطب من معلمهم الأول ,الذي عالج بالقرآن وحده ,فمن وجهة نظري الذين ألحدوا في الحاضر وفيما مضى لم ولن يلحدوا بالله.
الملحدون لا ذنب لهم ...هم يعلمون علم اليقين ,بأن الله عز وجل وهبهم السمع والبصر ووهبهم الحياة ,وحولهم من حيوانات منوية الى مخلوقات إنسانية .تملك العقل والفكر وهذه المخلوقات أحدثت العلم وأوجدت الحضارة والتطور.ويعلمون أن نهاية حياتهم الموت الحتمي ولا حيلة لإنسان أمامه.
لهذا الملحدون في عصرنا وفي الماضي ألحدوا بأخطاء وجهل وسخافة رجال الدين .ولم يلحدوا بالدين الصحيح .فلو وجد علماء الدين الذين يفهمون الدين بروحانيته وحكمته وعقلانيته وواقعيته وصوابه لرأينا الملحدين يسابقون المؤمنين الى الإيمان.
فشرب بول الرسول المطهر ,ورضاعة الكبير ,وبطلان صلاة المصلي إذا مرت امرأة من أمامه ,والكثير الكثير مما أبتدعه المشعوذون من بدعِ نسبوها الى الرسول والى الدين كانت هي السبب في الميل والابتعاد عن جوهر الدين والإيمان.
وفي الحقيقة أنا لا أكتب هذه المقالة فقط للعاطفة والاجتهاد الغير مبني على وقائع حياتية معاشة. فأنا شخصياً عشت هذه التجربة ,ولولا لطف الله ورحمته لكنت على ألحادي الى يوم مماتي ,لكن الظروف التي أحاطت بي ودفعتني للبحث بعون الله تعالى .حيث اهتديت الى الإيمان الحقيقي من منابعه النظيفة ,هذه الظروف لم تتوفر للكثيرين ممن ألحدوا.
لهذا فأني أعتبر أن وصف هؤلاء الذين ألحدوا, بالملحدين هو ظلم وخطأ كبير. الذين ألحدوا هم الذين حرفوا الدين وحرفوا معاني كتاب الله ,وأوجدوا كتباً تضاهي والعياذ بالله كتاب الله تلغي حكم آياته كما يحلو لهم بحديث نبوي قدسي أو عادي, وكانوا السبب في ألحاد الملحدين.هؤلاء هم الملحدون بحق وحقيقة.
كما وأني التقيت بمن نسميهم ملحدين ,من مثقفين وأشخاص عادين ,بجلسة واحدة وجدتهم يلتقون مع الإيمان الحقيقي ويتقبلونه بقبول حسن.
فمن هو الملحد بالله عليكم؟