أتعلمين يا أمي، أن الحياة لم تقِف يومًا من أجل حزني،ولا مرضي كما كنتِ تفعلين
أتعلمين يا أمي، أن الحياة لم تقِف يومًا من أجل حزني،ولا مرضي كما كنتِ تفعلين
الآن، في المنفى ... نعم في البيتِ،
في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ
يُوقدون الشَّمعَ لك
فافرح، بأقصى ما استطعتَ من الهدوء،
لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك
من فرط الزحام.... وأجّلك
قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال,
يضحك كالغبي
فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك
هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ
الجديدِ ... أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ
وأهمَلكْ
فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس.
في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي
لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ
قُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:
سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ
وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:
هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ!
سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك
بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في
خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ
سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!
قُلْ للغياب: نَقَصتني
وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ!
ابكي و احتضن ما تبقى من فتات اخوتك
لا تبالي بمن يقول "البكاء عيب"
فليتصاعد نواحك مع دخان
الجثث ثم
قُم قُم و انتفض
يروحي العيد مو ذاك التعودنا على ضحكاته .!
اقصفوني
ربما تضوي الصواريخ الليالي المُعتمة
واقتلوني ميتاً كنت من القهر
وخذل الانظمة ارفعوني للسماوات
فهذي الارض جداً مُضلمة
في كل مكان في بلادنا ينبت "ميت" ..ليس لدينا أشجار .
يقتلون بعضهم من أجل الجنة وقد يحوز الجنة رجل يحتسي الخمر في تايلند لم يؤذي أحداً في حياته .
لا يمكنني أن احمل العالم على كتفي فأنا لا أكاد أحتمل عبء معطفي الشتوي فوقهما .
فتتاح موفق
متابع