أنا خائف ياصديقي من أن أراك من نافذة البُعد ومن منطق النهاية ، خائف من أن أحملك ذكرى فقط ، ثقيلة هي الذكريات ياصديقي دون أصحابها
أنا خائف ياصديقي من أن أراك من نافذة البُعد ومن منطق النهاية ، خائف من أن أحملك ذكرى فقط ، ثقيلة هي الذكريات ياصديقي دون أصحابها
سحب البارود
وصوت المدفع
ليــل نهارْ....
:
والموت يحدق
في الأرجاء
وفي الأغوارْ....
:
يتربص بالأرواح
بكل زقاق
بين الرعب و بين النارْ...
:
:
يهتز الكون لصرخة أم ٍ
تجمعُ من بين الأشياءْ
بقايا طفـلتها الأحلى...
:
كانت في المهد تهدهدها
وبوهم الأمن تعشمها
تنسج آمالا من أحلام ٍ
لصغيرتها حتى تسلى....
:
لكن الغادر كان حريصا
أن يسحق أحلام الطفلة ْ....
:
أن يغرس حزنا أبديا
في وجدان الأم الثكلى ....
:
الآن وقد أنهى جرمه ...
ذاك القلب المتحجر
من كينونة حقد أعمى ....
يتمايل طربا منتشيا
للون الأحمر ......... و الأشلاء !!
:
:
يمتلأ الشارع بالأجسادْ
فتلك ذراع مبتورة ْ
وهذه ساق مكسورة ْ
:
وهناك تناثرت الأحشاء ْ
وتفجر رأس في الأجواء ْ
:
عينٌ قُلعتْ من محجرها!
روحٌ زُهـقت من منظرها!
:
أمي ... أختي ... زوجي ... ولدي ...
ما عدت أمـيز صرخة أمي
من صرخة طفلي أو جدي
:
اختلطت صرخات اللوعة ...
من يعرف من ...
ذاك لهذا , و هذا لمن ...!؟
:
اجمع أشلاء الشهداء
لا تأسى أبدا أو تهتم ْ....
:
فرواح الروح إلى الجنة
والجسد الفاني ليس يَهُم ْ....
:
:
جسد حسام و ساق غنيمة
رأس الطفـل وعين سليمة
:
الميت حي ... و الحي يموت
و الروح تناجيَ بارئها
اشتقت لوجهك يا ربي
افتح لي بابَ الفردوسْ
كي أسبح تحت العرش و في الملكوت ْ...
صحبتُ بنى الدنيا طويلاً فلم أجد
........خَليلاً، فَهَلْ مِنْ صاحِبٍ أَسْتَجِدُّهُ
فأكثرُ من لاقيتُ لم يصفُ قلبهُ
........ وأصدقُ من واليتُ لم يغنِ ودُّهُ
أطالبُ أيامى بما ليسَ عندَها
........ وَمَنْ طَلَبَ الْمَعْدُومَ أَعْيَاهُ وُجْدُهُ
فَمَا كُلُّ حَيٍّ يَنْصُرُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ
........ ولا كلُّ خلٍّ يصدقُ النَّفسَ وعدهُ
ربما قلت كيف ، أو لمَ أو هل ..أو...أو...
لن يتغير في المعنى شيئا
إنها الدوامة الحائرة التي لا تستقر دلائها المتعبة
ضيقة أراها اليوم نافذتي..
لا تتسع حتى لعبارة خاطفة رشيقة
و ملامح صورتك تعتصر بها ،
بينما تنزلق صورتي شيئا فشيئا لتختفي خلف قنديل الليل المطفئ
بتناص استدعائي يعيد لي حكاية شهرزاد
.
لا زلنا نحسب ما تبقى من الألف ليلة
أما الليلة الزائدة فقد اتفقنا على تشتيت ذكراها
أو ربما تواطئنا مع الفجرعلى رجمها
كتلك الأقفال التي أحكمت بها إغلاق العناوين الأخرى
فتبقى وحدك مخضرا في لحظة ذبول الآخرين
يباركنا ذلك النزق الليلي الوارف ..!
على الباب لافته
متوحشه .... مباغته
مكتوبة بالشوك كالأشباح
" رحل و لن يعود "
قرأتها من اليمين للشمال
من الشمال لليمن
بعثرتها
رتبتها
أسقطت منها أحرفا
أعدتها
شكلتها
.
ظننتها أحجية
بفطنتي قد أستبيح غزلها
و نسجها .. و حلها
فهكذا للوهلة الأولى قرأتها :
" عودي و لن أرحل "
لكنها الألف اللعينة ...
دخيلة شوهاء
جربت منها الاختباء
الانزواء ..
أغمضت عينا واحدة
رأيتها !
عينين ...
غاب كل شيء !
.
علقتها على الرحيل
انتصبت كسارية
على رصيف النون
تمطرها بوابل النظرات
فارتعشت نقطة الذهول
تلوذ من رهبتها
بقعر قاع النون
.
أذا أعيد ذلك الترتيب هكذا ...
لربما ...:
" وعد و لن يرحل "
هكذا هي
كما أردتها , تكون !
كم رائع أني عرفت سره ُ
و سرّها
و يالها من شهقة السرور
لغبطة الحلول
.
أرخيتها لرغبتي
تشكلت كما أشاء ...
طرقت ذاك الباب طرقتين
خفيفتين
لا جواب .. لا جواب
عاليتين ..
لا جواب !
ينهشني السؤال .. و الخيال
و الغربة العضال
تحيلني حطام ..
يسكبني الغموض في الزحام
تلاطم الأمواج
و رجفة الجبال
لا ..لا .. أظن أني واهمه
فهجره محال
هناك إِصْرار
لقُوَّته وعُمقه
وبَأْسه يُغيّر
حتى
"لون العيون"!
مهمَـة قصيرة الأجـل ! القبر ينتظر بلا رحمة .
آه ! دعْـني ، دعْ رأسي يستريح على ركبتيك ،
مستمتعـاً ، نادماً على ذهاب الصَّيف الأبيض الحارّ ،
بأشعّـة الخريف الأخيرة ، صُـفـراً ولِطافـاً .
كنّا صغارا ...
جميل ..!
,,,,,,,,,,,,,,,
أصبحنا كبارا ً
الأمر مختلفٌ هنا ..
Rewind
يعود الشريط ...
:
:
من البداية يا ذاتي
توقفي هنا ... آه ٍ كم هو جميلٌ هذا المشهد
حضن أمي .. دفئي .. حبي .. و أمانـ ...ي ..
Forward
مشهدٌ آخر جميل ...
براءة حلم .. و أحلام براءة ..
أغاني ... و فضاء أزرق جميل
جميع الألوان مبهجة .. لا دخان و لا نار ..
لا أسمع ضجيجا يصخب روحي
يبعثر أحلامي
يغتصب منامي ..
More
توقفي هنا يا ذاتي
دعيني أسمع أغنية السماء ..
دعيني أرى الملائكة
أرى الله في كل شيء .. لم أعرف الشيطان بعد !
و لستُ ضالته ..
أسبح على أجنحة سلام مشرّعة
تحملني أنّا شئت
يلفني البياض ..
Pause
سأغفو قليلا ... لأثبت الصورة !
Go on
صباح الجمال .. صباح الحب ..
صباح الخير ..
كل الخير
لا توجد سحب تخفي الإصباح
و لا أقنعة وهم ٍ
أو مرايا مكسورة ...
Fast Forward
سراعا تمر الصور ... تختلط شيئا فشيئا
تبدو سحب الهموم
تتلبد في سماء الذكرى
تسقط أقنعة
تتعرى حقائق
يصرخ كونٌ ..
يشخب دمٌ من خاصرة الزمن
ينزّ الوقت بآفاته ...
قيحا ً لجروح لا تندمل
/
/
قد انتهيت ِ يا ذاتي ...
كبرت ِ
رحلت الطفولة ... !
Stop
أشعر بالحزن ولا أدري لماذا ؟ ، أو ربما أنا أعرف لكني حاولت المجاملة والتعايش حتى فقدت تمييز السبب .. ربما .