الحواس
العديد من الناس يعاملون حواسهم الخمس بفائق الاحترام والعناية. يأخذون أعينهم إلى المتاحف, وأنوفهم إلى معارض الزهور, وأيديهم إلى محلات الأقمشة لتنعم بالمخمل والحرير
يفاجئون أذانهم بحفلة موسيقية, ويثيرون حماس أفواههم بوجباتٍ في المطاعم.
غير أن معظم الناس حواسهم تكدحُ لأجلهم يوماً بعد يوم: اقرئي لي هذه الجريدة
انتبه! أيها الانف لربما كان الطعام يحترق! أيتها الأُذنان _ أجتمِعا معاً وأنصتا لطرق الباب!
حواس الناس لديها وظائف تؤديها في الغالب, إذ أن أُذن الأصم لا تفعل ذلك,ولا عيني الأعمى
الحواس يأخذها التعب , أحياناً, ولفترة طويلة قبل أن تحل النهاية , تقول: سأستقيل, لقد أكتفيتُ الان من كل ذلك.
ثم يصبح الإنسان أقل استعداداً لمواجهة العالم, وتزيد ساعات بقاءه في المنزل, دون أن يكون قادراً على تلبية احتياجاته لمواصلة الحياة.
وإذا تخلت عنه كل حواسه, سيكون فعلا وحيدا: في الظلمة, في صمت خدر اليدين, لا احساس في فمه, ولا في أنفه, يسائل نفسه:هل أخطأت في تعاملي معها؟! ألم أشهدها أوقاتاً طيبة؟!