بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
هذا بحث مختصر من مكتبتي وبمعاونة بعض المواقع الاكترونية
:فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم:.
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ﴾(1)
ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير الآية المذكورة، نوجزها في ما يلي:
جاء في كتاب الخصال للعالم الجليل الشيخ الصدوق: (قدس الله نفسه): (2)
فإن النصارى ادعوا أمراً فأنزل الله عز وجل فيه ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾(3)، فكان نفسي نفس رسول الله صلى الله عليه وآله –أي علي (ع)- و النساء فاطمة عليها السلام والأبناء الحسن والحسين، ثم ندم القوم فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله الإعفاء فأعفاهم والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد صلى الله عليه وآله لو باهلونا لمسخوا قردة وخنازير.
أنت كنفسي يا علي:
وجاء في شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي: (4)
قال: فأناشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أيها النفر الخمسة، أفيكم أحد قدمه رسول الله صلى الله عليه وآله وولده وأهله معه للمباهلة لما أنزل الله عز وجل عليه: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ﴾ وكان كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: أنت كنفسي، غيري؟قالوا: اللهم، لا.
وورد في كتاب الإرشاد للعبد الصالح العلامة المفيد (أعلى الله مقامه): (5)
ولما انتشر الإسلام بعد الفتح وما وليه من الغزوات المذكورة وقوي سلطانه، وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله الوفود، فمنهم من أسلم ومنهم من استأمن ليعود إلى قومه برأيه عليه السلام فيهم. وكان في من وفد عليه أبو حارثة أسقف نجران في ثلاثين رجلا من النصارى، منهم العاقب والسيد وعبد المسيح، فقدموا المدينة وقت(6)صلاة العصر، وعليهم لباس الديباج والصلب، فصار إليهم اليهود وتساءلوا بينهم فقالت النصارى لهم: لستم على شئ، وقالت لهم اليهود. لستم على شئ، وفي ذلك أنزل الله سبحانه: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ﴾(7) إلى آخر الآية. فلما صلى النبي صلى الله عليه وآله العصر توجهوا إليه يقدمهم الأسقف، فقال له: يا محمد، ما تقول في السيد المسيح؟فقال النبي عليه وآله السلام: (عبد لله اصطفاه وانتجبه) فقال الأسقف: أتعرف له - يا محمد - أبا ولده؟فقال النبي عليه وآله السلام. (لم يكن عن نكاح فيكون له والد) قال: فكيف قلت. إنه عبد مخلوق، وأنت لم تر عبدا مخلوقا إلا عن نكاح وله والد؟فأنزل الله تعالى الآيات من سورة آل عمران إلى قوله: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ، الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ، فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾(8) فتلاها النبي صل الله عليه وآله على النصارى، ودعاهم إلى المباهلة، وقال: (إن الله عز اسمه أخبرني أن العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة، ويبين الحق من الباطل بذلك) فاجتمع الأسقف مع عبد المسيح والعاقب على المشورة، فاتفق رأيهم على استنظاره إلى صبيحة غد من يومهم ذلك. فلما رجعوا إلى رحالهم قال لهم الأسقف. انظروا محمدا في غد، فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه على غير شئ. فلما كان من الغد جاء النبي عليه وآله السلام آخذا بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين بين يديه يمشيان وفاطمة - صلوات الله عليهم - تمشي خلفه، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم. فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله قد أقبل بمن معه، سأل عنهم، فقيل له: هذا ابن عمه علي بن أبي طالب وهو صهره وأبو ولده وأحب الخلق إليه، وهذان الطفلان ابنا بنته من علي وهما من أحب الخلق إليه، وهذه الجارية بنته فاطمة أعز الناس عليه وأقربهم إلى قلبه. فنظر الأسقف إلى العاقب والسيد وعبد المسيح وقال لهم: انظروا إليه قد جاء بخاصته من ولده وأهله ليباهل بهم واثقا بحقه، والله ما جاء بهم وهو يتخوف الحجة عليه، فاحذروا مباهلته، والله لولا مكان قيصر لأسلمت له، ولكن صالحوه على ما يتفق بينكم وبينه، وارجعوا إلى بلادكم وارتؤوا لأنفسكم، فقالوا له: رأينا لرأيك تبع، فقال الأسقف: يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكنا نصالحك، فصالحنا عل ما ننهض به. فصالحهم النبي صلى الله عليه وآله عل ألفي حلة من حلل الأواقي قيمة كل حلة أربعون درهما جيادا، فما زاد أو نقص كان بحساب ذلك، وكتب لهم النبي صل الله عليه وآله كتابا بما صالحهم عليه، وكان الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من عند محمد النبي رسول الله لنجران وحاشيتها، في كل صفراء وبيضاء وثمرة ورقيق، لا يؤخذ منه شئ منهم غير ألفي حلة من حلل الأواقي ثمن(9) كل حلة أربعون درهما، فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك، يؤدون ألفا منها في صفر، وألفا منها في رجب، وعليهم أربعون دينارا مثواة رسولي مما فوق ذلك، وعليهم في كل حدث يكون باليمن من كل ذي عدن عارية مضمونة ثلاثون درعا وثلاثون فرسا وثلاثون جملا عارية مضمونة، لهم بذلك جوار الله وذمة (محمد بن عبد الله) (10)، فمن أكل الربا منهم بعد عامهم هذا فذمتي منه بريئة. وأخذ القوم الكتاب وانصرفوا.
الارقام الظاهرة باللون الازرق مصادر