بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة:183) صدق الله العلي العظيم.
الحِكَم والمصالح من العبادات.
إنّ العبادات التي افترضها الله تعالى أشارت بعض آي القرآن الكريم وكذلك الروايات إلى الحِكَم والمصالح المترتبة عليها، بل،إنّ هناك بعض العلماء من يجعل كلّ العبادات لها حكمة واحدة
ومصلحة واحدة، هي رفع مستوى الإنسان من حضيض عالم المادة إلي أوج عالم المعنى، ولكن الذي يظهر من الروايات وآي القرآن الكريم أنّ الحكم والمصالح المترتبة على العبادات
تختلف، فالصلاة مثلاً يقول الله تعالى عنها : {إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ}(العنكبوت45)، أي، إنّ الصلاة تترتب عليها ثمرة، وهي الانضباط القانوني بتعبيرنا الحديث, أي
عدم التعدي والتجاوز لحدود الله تعالى، وعدم الوقوع في الظلم للنفس أو للغير {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}(الطلاق1).
ارتباط التقوى بالولاية لله .
وعندما نأتي إلى الصوم نُلاحظ أنّ القرآن الكريم يؤكد على أنّ أثره يختلف عن الأثر الذي ذكرناه للصلاة، فأثر الصوم هو التقوى,{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة:183)، والتقوى تختلف عن الوقوع في المعصية, وتختلف عن الظلم للنفس أو للغير، وإذا أردنا أن نعطي تعريفاً للتقوى من خلال اللوازم والآثار ا
لمترتبة عليها، نجد أنّها تعني الوصول إلى مقام الولاية لله تعالى، فالمتقي يصبح من أولياء الله.
والولي في اللغة هو الذي لايكون بينه وبين من يواليه واسطة, ويسعى الولي إلى نصرة وليه, ومساعدته، والأخذ بيده لما فيه الخير والصلاح، فتترتب محبة بين الولي والمولى، تؤدي
إلى قُرب
المولى من الولي وتأهله للوصول إلى مقام الولاية لله. ولذلك نجد تعبيراً جميلاً في القرآن الكريم عن التقوى، بأنها الزاد، الذي يُعبر عما يستفيد منه الإنسان للوصول إلى الهدف. فالانسان إذا أراد أن يسافر لابد أن يتزود للسفر بكل ما يحتاجه، كي يصل إلى مقصده، وكذلك هناك هدف للإنسان في عالم المعنى، وهو القرب من الله تعالى، وكل الأعمال التي يأتي بهاالانسان تُسهم بنحوٍ ما في إيصال الإنسان إلى الله، ولكن بعض الأعمال تُمهد وتُوطد لبعضها الآخر، ولكن أعظم الأعمال التي تُوصل الإنسان إلى مقام التقوى, كما يظهر من القرآن الكريم و
الروايات الواردة عن أهل البيت عليه السلام هو الصوم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة:183).
منقول
أسالكم الدعاء