معجزاته و معالي أموره و غرائب
إرجاعه روح الشامي إليه بعد موته
1 - أمالي الطوسي : ابن شبل ، عن ظفر بن حمدون ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد ابن سليمان ، عن أبيه قال : كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر وكان مركزه بالمدينة ، يختلف إلى مجلس أبي جعفر يقول له : يا محمد ألا تري أني إنما أغشى مجلسك حياء مني منك ولا أقول إن أحدا في الأرض أبغض إلي منكم أهل البيت ، وأعلم أن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم ولكن أراك رجلا فصيحا لك أدب وحسن لفظ ، فإنما اختلافي إليك لحسن أدبك وكان أبو جعفر يقول له خيرا ويقول : لن تخفى على الله خافية ، فلم يلبث الشامي إلا قليلا حتى مرض واشتد وجعه فلما ثقل دعا وليه وقال له : إذا أنت مددت علي الثوب فائت محمد بن علي وسله أن يصلي علي ، وأعلمه أني أنا الذي أمرتك بذلك ، قال : فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد وسجوه ، فلما أن أصبح الناس خرج وليه إلى المسجد ، فلما أن صلى محمد بن علي وتورك وكان إذا صلى عقب في مجلسه ، قال له : يا أبا جعفر إن فلان الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلي عليه ، فقال أبو جعفر : كلا إن بلاد الشام بلاد صرد والحجاز بلاد حر ولهبها شديد ، فانطلق فلا تعجلن على صاحبك حتى آتيكم ، ثم قام من مجلسه فأخذ وضوءا ثم عاد فصلى ركعتين ، ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله ، ثم خر ساجدا حتى طلعت الشمس ، ثم نهض فانتهى إلى منزل الشامي فدخل عليه فدعاه فأجابه ، ثم أجلسه وأسنده ودعا له بسويق فسقاه وقال لأهله : املؤا جوفه وبردوا صدره بالطعام البارد ، ثم انصرف ع فلم يلبث إلا قليلا حتى عوفي الشامي فأتى أبا جعفر ، فقال : أخلني فأخلاه فقال : أشهد أنك حجة الله على خلقه ، وبابه الذي يؤتي منه فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضل ضلالا بعيدا قال له أبو جعفر : وما بدا لك ؟ قال : أشهد أني عهدت بروحي وعاينت بعيني فلم يتفاجأني إلا ومناد ينادي ، أسمعه باذني ينادي وما أنا بالنائم : ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد بن علي فقال له أبو جعفر : أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله ، ويبغض العبد ويحب عمله ؟ قال : فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر .
2 - بصائر الدرجات : علي بن خالد ، عن ابن يزيد ، عن عباس الوراق ، عن عثمان ابن عيسى ، عن ابن مسكان ، عن ليث المرادي أنه حدثه ، عن سدير بحديث فأتيته فقلت : إن ليثا المرادي حدثني عنك بحديث فقال : وما هو ؟ قلت : جعلت فداك حديث اليماني قال : كنت عند أبي جعفر فمر بنا رجل من أهل اليمن فسأله أبو جعفر عن اليمن ، فأقبل يحدث فقال له أبو جعفر : هل تعرف دار كذا وكذا ؟ قال : نعم ورأيتها قال : فقال له أبو جعفر : هل تعرف صخرة عندها في موضع كذا وكذا ؟ قال : نعم ورأيتها فقال الرجل : ما رأيت رجلا أعرف بالبلاد منك ، فلما قام الرجل قال لي أبو جعفر : يا أبا الفضل تلك الصخرة التي غضب موسى فألقى الألواح فما ذهب من التوراة التقمته الصخرة فلما بعث الله رسوله أدته إليه وهي عندنا .
3 - بصائر الدرجات : الحسن بن علي بن عبد الله ، عن ابن فضال ، عن داود بن أبي يزيد عن بعض أصحابنا ، عن عمر بن حنظلة قال : قلت لأبي جعفر : إني أظن أن لي عندك منزلة ؟ قال : أجل قال : قلت : فإن لي إليك حاجة قال : وما هي ؟ قلت : تعلمني الاسم الأعظم قال : وتطيقه ؟ قلت : نعم ، قال : فادخل البيت قال : فدخل البيت فوضع أبو جعفر يده على الأرض فأظلم البيت ، فأرعدت فرائص عمر فقال : ما تقول أعلمك ؟ فقال : لا ، قال : فرفع يده فرجع البيت كما كان .
4 - بصائر الدرجات : محمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير قال : قدم بعض أصحاب أبي جعفر فقال لي : لا ترى والله أبا جعفر أبدا قال : فلقفت صكا فأشهدت شهودا في الكتاب في غير إبان الحج ، ثم إني خرجت إلى المدينة فاستأذنت على أبي جعفر فلما نظر إلي قال : يا أبا بصير ما فعل الصك ؟ قال : قلت : جعلت فداك إن فلانا قال لي : والله لا ترى أبا جعفر أبدا .
بيان : لقفه تناوله بسرعة .
5 - بصائر الدرجات : ابن يزيد ، عن الوشاء ، عن عبد الله ، عن موسى بن بكر ، عن عبد الله بن عطا المكي ، قال : اشتقت إلى أبي جعفر وأنا بمكة فقدمت المدينة ، وما قدمتها إلا شوقا إليه فأصابني تلك الليلة مطر وبرد شديد ، فانتهيت إلى بابه نصف الليل فقلت : ما أطرقه هذه الساعة ، وأنتظر حتى أصبح ، فاني لأفكر في ذلك إذ سمعته يقول : يا جارية افتحي الباب لابن عطا ، فقد أصابه في هذه الليلة برد وأذى ، قال : فجاءت ففتحت الباب فدخلت عليه .
6 - بصائر الدرجات : عبد الله ، عن أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن علي ابن حسان ، عن عبد الرحمان بن كثير ، عن أبي عبد الله
قال : نزل أبو جعفر بواد فضرب خباه ، ثم خرج أبو جعفر بشئ حتى انتهى إلى النخلة فحمد الله عندها بمحامد لم أسمع بمثلها ثم قال : أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك ، قال : فتساقط رطب أحمر وأصفر ، فأكل ومعه أبو أمية الأنصاري ، فأكل منه ، فقال : هذه الآية فينا كالآية في مريم إذ هزت إليها بجذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا .
7 - بصائر الدرجات : محمد بن أحمد ، عن أحمد بن هلال ، ومحمد بن الحسين ، عن الحسن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن أبي كهمس ، عن عبد الله بن عطا قال : دخلت إلى مكة في الليل ففرغت من طوافي وسعيي ، وبقي علي ليل فقلت : أمضي إلى أبي جعفر فأتحدث عنده بقية ليلي فجئت إلى الباب فقرعته فسمعت أبا جعفر يقول : إن كان عبد الله بن عطا فأدخله ، قال : من هذا ؟ قلت : عبد الله بن عطا قال : ادخل .
8 - بصائر الدرجات : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله وأبي جعفر فقلت لهما : أنتما ورثة رسول الله قال : نعم ، قلت : فرسول الله وسلم وارث الأنبياء علم كلما علموا ؟ فقال لي : نعم ، فقلت : أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى ؟ وتبرؤا الأكمه والأبرص ؟ فقال لي : نعم بإذن الله ثم قال : ادن مني يا أبا محمد ، فمسح يده على عيني ووجهي فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت ، وكل شئ في الدار ، قال : أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس ، و عليك ما عليهم يوم القيامة ، أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا ؟ قلت : أعود كما كنت قال : فمسح على عيني فعدت كما كنت . قال علي : فحدثت به ابن أبي عمير فقال : أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق .
9 - بصائر الدرجات : إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد يرفعه قال : دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر محمد بن علي قال : يا حبابة ما الذي أبطأ بك ؟ قالت : قلت : بياض عرض في مفرق رأسي ، كثرت له همومي فقال : يا حبابة أرينيه قالت : فدنوت منه ، فوضع يده في مفرق رأسي ثم قال : أئتوا لها بالمرأة فاتيت بالمرآة فنظرت فإذا شعر مفرق رأسي قد اسود ، فسررت بذلك وسر أبو جعفر بسروري .
علمه بمنطق الورشان وزوجته
1 - بصائر الدرجات : أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن علي ، عن علي بن محمد الحناط ، عن عاصم ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر قال : كنت عنده يوما إذ وقع عليه زوج ورشان فهدلا هديلهما فرد عليهما أبو جعفر كلامهما ساعة ، ثم نهضا فلما صارا على الحائط هدل الذكر على الأنثى ساعة ثم نهضا فقلت : جعلت فداك ما حال الطير ؟ فقال : يا ابن مسلم كل شئ خلقه الله من طير أو بهيمة أو شئ فيه روح ، هو أسمع لنا وأطوع من ابن آدم ، إن هذا الورشان ظن بأنثاه ظن السوء فحلفت له ما فعلت فلم يقبل ، فقالت : ترضى بمحمد بن علي ؟ فرضيا بي وأخبرته أنه لها ظالم فصدقها .
2 - مناقب ابن شهرآشوب : عن محمد بن مسلم مثله .
بيان : قال الفيروزآبادي : الهديل صوت الحمام أو خاص بوحشيها هدل يهدل .
3 - بصائر الدرجات : أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير ، عن أبي عبد الله قال مر أبو جعفر بالهجين ومعه أبو أمية الأنصاري زميله في محمله ، قال : فبينا هو كذلك إذا نظر إلى ورشان في جانب المحمل معه فرفع أبو أمية يده ليذبه عنه فقال : يا أبا أمية إن هذا طائر جاء يستجير بأهل البيت وإني دعوت الله فانصرفت عنه حية كانت تأتيه كل سنة فتأكل فراخه .
علمه بمنطق الذب الذي شكا إليه عسر ولادة زوجته
- الاختصاص بصائر الدرجات : محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله ابن القاسم ، عن هشام الجواليقي ، عن محمد بن مسلم قال : كنت مع أبي جعفر بين مكة والمدينة وأنا أسير على حمار لي وهو على بغلته إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفر ، فحبس البغلة ودنا الذئب حتى وضع يده على قربوس السرج ومد عنقه إلى اذنه ، وأدنى أبو جعفر اذنه منه ساعة ، ثم قال : امض ، فقد فعلت ، فرجع مهرولا ، قال : قلت : جعلت فداك لقد رأيت عجبا قال : وتدري ما قلت ؟ قال : قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم قال : إنه قال لي : يا ابن رسول الله إن زوجتي في ذاك الجبل وقد تعسر عليها ولادتها فادع الله أن يخلصها ولا يسلط أحدا من نسلي على أحد من شيعتكم ، قلت : فقد فعلت .
- مناقب ابن شهرآشوب : عن محمد بن مسلم مثله ، ثم قال : وقد روى الحسن بن علي بن أبي حمزة في الدلالات هذا الخبر عن الصادق وزاد فيه أنه مر وسكن في ضيعته شهرا ، فلما رجع فإذا هو بالذئب وزوجته وجرو عووا في وجه الصادق فأجابهم بمثل عوائهم بكلام يشبهه ، ثم قال لنا : قد ولد له جرو ذكر ، وكانوا يدعون الله لي ولكم بحسن الصحابة ، ودعوت لهم بمثل ما دعوا لي وأمرتهم أن لا يؤذوا لي وليا ولا لأهل بيتي ففعلوا وضمنوا لي ذلك .
بيان : الجرو : صغير كل شئ ، وولد الكلب ، والأسد .
- الاختصاص * بصائر الدرجات : الحسن بن محمد بن سلمة ، عن محمد بن المثنى عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر ، عن أبي جعفر قال : دخلت عليه فشكوت إليه الحاجة قال فقال : يا جابر ما عندنا درهم ، فلم ألبث أن دخل عليه الكميت فقال له : جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي حتى أنشدك قصيدة ؟ قال : فقال أنشد ، فأنشده قصيدة فقال : يا غلام أخرج من ذاك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت قال : فقال له : جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي أنشدك قصيدة أخرى قال : أنشد فأنشده أخرى ، فقال : يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت قال : فأخرج بدرة فدفعها إليه ، قال : فقال له : جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي أنشدك ثالثة ، قال له : أنشد [ فأنشد ] فقال : يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إليه قال : فأخرج بدرة فدفعها إليه ، فقال الكميت : جعلت فداك والله ما أحبكم لغرض الدنيا ، وما أردت بذلك إلا صلة رسول الله وما أوجب الله علي من الحق ، قال : فدعا له أبو جعفر ، ثم قال : يا غلام ردها مكانها قال : فوجدت في نفسي وقلت : قال : ليس عندي درهم ، وأمر للكميت بثلاثين ألف درهم قال : فقام الكميت وخرج ، قلت له : جعلت فداك قلت : ليس عندي درهم ، وأمرت للكميت بثلاثين ألف درهم ! ! فقال لي : يا جابر قم وادخل البيت ، قال : فقمت ودخلت البيت فلم أجد منه شيئا قال : فخرجت إليه فقال لي : يا جابر ما سترنا عنكم أكثر مما أظهرنا لكم ، فقام وأخذ بيدي وأدخلني البيت ثم قال : وضرب برجله الأرض فإذا شبيه بعنق البعير قد خرجت من ذهب ، ثم قال لي : يا جابر انظر إلى هذا ولا تخبر به أحدا إلا من تثق به من إخوانك إن الله أقدرنا على ما نريد ، ولو شئنا أن نسوق الأرض بأزمتها لسقناها .
ثلاث البدر التي أخرجت لكميت ولم يكن في البيت شيء
- بصائر الدرجات : أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : إن بالمدينة رجلا قد أتى المكان الذي به ابن آدم فرآه معقولا ، معه عشرة موكلين به ، يستقبلون به الشمس حيث ما دارت في الصيف ، يوقدون حوله النار ، فإذا كان الشتاء صبوا عليه الماء البارد كلما هلك رجل من العشرة أقام أهل القرية رجلا فيجعلونه مكانه ، فقال : يا عبد الله ما قصتك ؟ ولأي شئ ابتليت بهذا ؟ فقال : لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك ، إنك لأحمق الناس ، أو أكيس الناس ، قال : فقلت لأبي جعفر : أيعذب في الآخرة ؟ قال : فقال : ويجمع الله عليه عذاب الدنيا وعذاب الآخرة .
بيان : حكمه بأحد الامرين لان السؤال عن غرائب الأمور قد يكون لغاية الكياسة ، وقد يكون لنهاية الحماقة .
- الاختصاص : الحجال ، عن اللؤلؤي ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن سدير قال : قال أبو جعفر : يا أبا الفضل إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل مطلع الشمس وقبل مغربها إلى البقية الذين قال الله " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح فيما بينهم و رجع ولم يقعد ، فمر بنطفكم فشرب منه ومر على بابك فدق عليك حلقة بابك ثم رجع إلى منزله ولم يقعد .
- الاختصاص * بصائر الدرجات : علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمرو الزيات ، عن أبيه عن ابن مسكان ، عن سدير الصيرفي قال : سمعت أبا جعفر يقول : إني لا عرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل انطباق الأرض إلى الفئة التي قال الله في كتابه " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " لمشاجرة كانت فيما بينهم ، وأصلح بينهم ، ورجع ولم يقعد ، فمر بنطفكم فشرب منها يعني الفرات ، ثم مر عليك يا أبا الفضل يقرع عليك بابك ، ومر برجل عليه مسوح معقل به عشرة موكلون ، يستقبل في الصيف عين الشمس ، ويوقد حوله النيران ، ويدورون به حذاء الشمس حيث دارت ، كلما مات من العشرة واحد أضاف إليه أهل القرية واحدا الناس يموتون والعشرة لا ينقصون ، فمر به رجل فقال : ما قصتك ؟ قال له الرجل : إن كنت عالما فما أعرفك بأمري ، ويقال : إنه ابن آدم القاتل . وقال محمد بن مسلم وكان الرجل محمد بن علي .
بيان : قبل انطباق الأرض : أي عند انطباق بعض طبقات الأرض على بعض ليسرع السير أو نحو انطباقها أو بسبب ذلك وقال الفيروزآبادي : النطفة بالضم الماء الصافي قل أو كثر والجمع نطاف ونطف ، والنطفتان في الحديث بحر المشرق والمغرب أو ماء الفرات وماء بحر جدة أو بحر الروم أو بحر الصين انتهى والمسح بكسر الميم البلاس والجمع المسوح .
- الاختصاص * بصائر الدرجات : محمد بن الحسين ، عن البزنطي ، عن عبد الكريم ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر قال : جاء أعرابي حتى قام على باب المسجد فتوسم فرأى أبا جعفر ، فعقل ناقته ودخل وجثى على ركبتيه وعليه شملة ، فقال أبو جعفر : من أين جئت يا أعرابي ؟ قال : جئت من أقصى البلدان قال أبو جعفر : البلدان أوسع من ذاك ، فمن أين جئت ؟ قال : جئت من الأحقاف أحقاف عاد ، قال : نعم فرأيت ثمة سدرة إذا مر التجار بها استظلوا بفيئها ؟ قال : وما علمك جعلني الله فداك ؟ قال : هو عندنا في كتاب وأي شئ رأيت أيضا ؟ قال : رأيت واديا مظلما فيه الهام والبوم لا يبصر قعره ، قال : وتدري ما ذاك الوادي قال : لا والله ما أدري ، قال : ذاك برهوت فيه نسمة كل كافر ، ثم قال : أين بلغت ؟ قال : فقطع بالأعرابي ، فقال : بلغت قوما جلوسا في مجالسهم ، ليس لهم طعام ولا شراب ، إلا ألبان أغنامهم فهي طعامهم وشرابهم ، ثم نظر إلى السماء فقال : اللهم العنه ، فقال له جلساؤه : من هو جعلنا فداك ؟ قال : هو قابيل يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد ، ثم جاءه رجل آخر ، فقال له : رأيت جعفرا ؟ فقال الأعرابي : ومن جعفر هذا الذي يسأل عنه ؟ قالوا : ابنه قال : سبحان الله وما أعجب هذا الرجل يخبرنا عن خبر السماء ولا يدري أين ابنه ! ؟ بيان : البلدان أوسع من ذاك : أي هي أكثر من أن تأتي من أقصاه أو من أن يعين ويعرف بذلك ، والهام طائر من طير الليل وهو الصدى ، قوله : فيه نسمة كل كافر أي يعذب فيها أرواحهم وسيأتي بيانها في كتاب الجنائز ، وقوله : فقطع الأعرابي على المجهول أي بهت وسكت ، أو بالمعلوم أي قطع ع كلامه وعلى التقديرين فاعل قال بعد ذلك هو أبو جعفر ع وبلغت بصيغة الخطاب وإنما سأل عن هذا القوم ليبين أن ابن آدم يعذب في قريتهم ، ولذا قال بعد ذلك : اللهم العنه .
- الخرائج : روي عن أبي بصير قال : دخلت المسجد مع أبي جعفر والناس يدخلون ويخرجون فقال لي : سل الناس هل يرونني ؟ فكل من لقيته قلت له : أرأيت أبا جعفر ؟ يقول : لا ، وهو واقف حتى دخل أبو هارون المكفوف ، قال : سل هذا ، فقلت : هل رأيت أبا جعفر ؟ فقال : أليس هو بقائم ، قال : وما علمك ؟ قال : وكيف لا أعلم وهو نور ساطع ، قال : وسمعت يقول لرجل من أهل الإفريقية : ما حال راشد ؟ قال : خلفته حيا صالحا يقرئك السلام قال : رحمه الله قال : مات ؟ قال : نعم قال : متى ؟ قال : بعد خروجك بيومين ، قال : والله ما مرض ولا كان به علة ! قال : وإنما يموت من يموت من مرض وعلة ، قلت : من الرجل ؟ قال : رجل لنا موال ولنا محب ثم قال : أترون أن ليس لنا معكم أعين ناظرة ، وأسماع سامعة ، بئس ما رأيتم ، والله لا يخفى علينا شئ من أعمالكم ، فاحضرونا جميعا و عودوا أنفسكم الخير ، وكونوا من أهله تعرفوا فإني بهذا آمر ولدي وشيعتي .
بيان : فاحضرونا جميعا أي اعلموا أنا جميعا حاضرون عندكم بالعلم أو أحضروا لدينا فعلى الأول على صيغة الأفعال وعلى الثاني على بناء المجرد .
حد الإمام وأنه يعلم أسماء شيعته وأسماء أبائهم وقبائلهم
- الخرائج : روي عن الحلبي عن الصادق قال : دخل الناس على أبي قالوا : ما حد الامام ؟ قال : حده عظيم ، إذا دخلتم عليه فوقروه وعظموه وآمنوا بما جاء به من شئ ، وعليه أن يهديكم ، وفيه خصلة إذا دخلتم عليه لم يقدر أحد أن يملا عينه منه إجلالا وهيبة لان رسول الله كذلك كان ، وكذلك يكون الامام ، قال : فيعرف شيعته ؟ قال : نعم ساعة يراهم ، قالوا : فنحن لك شيعة ؟ قال : نعم كلكم قالوا : أخبرنا بعلامة ذلك قال : أخبركم بأسمائكم وأسماء آباءكم وقبائلكم ؟ قالوا : أخبرنا ، فأخبرهم ، قالوا : صدقت ، [ قال : ] وأخبركم عما أردتم أن تسألوا عنه في قوله تعالى " كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء " نحن نعطي شيعتنا من نشاء من علمنا ، ثم قال : يقنعكم ؟ قالوا : في دون هذا نقنع .
بيان : قوله : في قوله تعالى ، بيان لما أضمروا أن يسألوا عنه وقوله : نحن نعطي تفسير للآية أي إنما عنانا بالشجرة وإيتاء الأكل كناية عن إفاضة العلم كما مر في كتاب الإمامة .
ويحتمل أن يكون المراد أن الله تعالى أخبر عن حالنا هذه في تلك الآية فلم يخبر بضميرهم أو أخبر ولم يذكر والأول أظهر ، ويؤيده بل يعينه ما سيأتي نقلا عن المناقب .
قصة رجل شامي الذي أخفى ماله من ولده
- الخرائج : روى أبو عتيبة قال : كنت عند أبي جعفر فدخل رجل فقال : أنا من أهل الشام أتولاكم وأبرأ من عدوكم ، وأبي كان يتولى بني أمية وكان له مال كثير ، ولم يكن له ولد غيري وكان مسكنه بالرملة وكان له جنينة يتخلى فيها بنفسه ، فلما مات طلبت المال فلم أظفر به ، ولا أشك أنه دفنه وأخفاه مني قال أبو جعفر : أفتحب أن تراه وتسأله أين موضع ماله ؟ قال : إي والله إني لفقير محتاج ، فكتب أبو جعفر كتابا وختمه بخاتمه ، ثم قال : انطلق بهذا الكتاب الليلة إلى البقيع حتى تتوسطه ، ثم تنادي : يا درجان يا درجان ، فإنه يأتيك رجل معتم فادفع إليه كتابي ، وقل : أنا رسول محمد بن علي بن الحسين فإنه يأتيك فاسئله عما بدا لك ، فأخذ الرجل الكتاب وانطلق . قال أبو عتيبة : فلما كان من الغد أتيت أبا جعفر لأنظر ما حال الرجل فإذا هو على الباب ينتظر أن يؤذن له ، فأذن له فدخلنا جميعا فقال الرجل : الله يعلم عند من يضع العلم ، قد انطلقت البارحة ، وفعلت ما أمرت ، فأتاني الرجل فقال : لا تبرح من موضعك حتى آتيك به ، فأتاني برجل أسود فقال : هذا أبوك قلت : ما هو أبي قال : غيره اللهب ودخان الجحيم والعذاب الأليم ، قلت : أنت أبي ؟ قال : نعم ، قلت : فما غيرك عن صورتك وهيئتك ؟ قال : يا بني كنت أتولى بني أمية وأفضلهم على أهل بيت النبي بعد النبي فعذبني الله بذلك ، وكنت أنت تتولاهم ، وكنت أبغضتك على ذلك وحرمتك مالي فزويته عنك ، وأنا اليوم على ذلك من النادمين فانطلق يا بني إلى جنتي فاحفر تحت الزيتونة وخذ المال مائة ألف درهم ، فادفع إلى محمد بن علي عليهما السلام خمسين ألفا والباقي لك ، ثم قال : وأنا منطلق حتى آخذ المال وآتيك بمالك ، قال أبو عتيبة : فلما كان من قابل سألت أبا جعفر ما فعل الرجل صاحب المال ؟ قال : قد أتاني بخمسين ألف درهم ، فقضيت منها دينا كان علي ، وابتعت منها أرضا بناحية خبير ، ووصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي .
بيان : جنينة أي مال يستره عني قال الفيروزآبادي : الجنين كل مستور وفي بعض النسخ جنة وهو أظهر أي كان يتخلى في جنته وقد ظن أنه كان لدفن المال وعلى الأول يحتمل أن يكون تصغير الجنة .
- الخرائج : روي عن عبد الله بن معاوية الجعفري قال : سأحدثكم بما سمعته أذناي ورأته عيناي من أبي جعفر أنه كان على المدينة رجل من آل مروان وإنه أرسل إلي يوما فأتيته وما عنده أحد من الناس ، فقال : يا معاوية إنما دعوتك لثقتي بك ، وإني قد علمت أنه لا يبلغ عني غيرك ، فأجبت أن تلقى عميك محمد بن علي وزيد بن الحسن وتقول لهما : يقول لكما الأمير لتكفان عما يبلغني عنكما ، أو لتنكران ، فخرجت متوجها إلى أبي جعفر فاستقبلته متوجها إلى المسجد فلما دنوت منه تبسم ضاحكا فقال : بعث إليك هذا الطاغية ودعاك و قال : الق عميك فقل لهما كذا ؟ فقال : أخبرني أبو جعفر بمقالته كأنه كان حاضرا ثم قال : يا ابن عم قد كفينا أمره بعد غد ، فإنه معزول ومنفي إلى بلاد مصر والله ما أنا بساحر ولا كاهن ، ولكني اتيت وحدثت ، قال : فوالله ما أتى عليه اليوم الثاني حتى ورد عليه عزله ونفيه إلى مصر وولى المدينة غيره .
بيان : لتنكران ، من أنكره إذا لم يعرفه ، كناية عن ايذائهما وعدم عرفان حقهما وشرفهما ، أو بمعنى المناكرة بمعنى المحاربة ، والأظهر لتنكلان من التنكيل بمعنى التعذيب قوله : اتيت على المجهول أي أتاني الخبر من عند الله أو من آبائي بذلك .