5 طرق كفيلة بتحويل الشعور بالقلق من نقمة إلى نعمة
“أستطيع فعل ذلك، أعرف أنني أستطيع فعل ذلك، فأنا أفعل ذلك كل يوم”.
“مهلاً، هل أشعر بالغثيان؟ هل مرض علة في المعدة؟ يا إلهي، إذا كان لدي مرض في المعدة فسأرقد أسبوعاً في الفراش. ولدي الكثير للقيام به. هل سأمرض؟ هل سيفوتني اجتماع اليوم؟”.
“ماذا سيقولون عني عندما يفوتني الاجتماع؟ لا يمكن أن يفوتني هذا الاجتماع؟ أجل، لا يمكن أن يفوتني هذا الاجتماع قطعاً. ربما أكون بحاجة للاعتناء بنفسي. حسناً، إنك تشعر بالقلق. هل يدايَ باردتان؟ هل هذه نوبة هلع؟ لا، ليس الآن. من فضلك، من فضلك، ليس الآن، لا أستطيع التعامل مع هذا الأمر الآن. حسناً، أنت تعرف أنك مصاب بالقلق”.
“لا، أنت لست قلقاً - لأنك تغلبت على هذا الشيء، أتذكر؟ اعتقدتُ أنك شعرْتَ بأنك بحالة جيدة جيداً أمس. هل أنا بحاجة للدواء؟ تذكَّرْ نصيحة التنفس؟ تستطيع فعل ذلك. تنفَّسْ. لا أستطيع التنفس. لمَ لا أستطيع التنفس؟ مهلاً، ولكنني أشعر بالتعب حقاً. هل من الطبيعي أن يشعر المرء بهذا التعب؟ أحتاج بعض القهوة. هل ستصيبني القهوة بالمرض؟ ربما أنا على وشك المرض. يجب أن أراجع الطبيب؟ يجب أن أكون بخير”.
“أنت بخير. يجب أن أوقظ ابني، ويجب أن أساعده في الأعمال الروتينية الصباحية. لدي خطاب مهم اليوم. يجب أن أكون بخير. يجب أن ألحق رحلة الطيران. تصرف وكأنك بخير. الطقس مشمس في الخارج. انظر، أحدهم يركض في الخارج. إنهم سعداء. عليك أن تكون سعيداً. يمكنك أن تكون سعيداً. يمكنك أن تكون مرتاح البال. لماذا أنا لست مثلهم؟”.
“حسناً، تنفس. تستطيع فعل ذلك. تستطيع فعل ذلك. فقط خذ حماماً”.
إذا كنت تردد واحدةً من العبارات السابقة أو ما يشببها، فأنت من الشريحة التي يستهدفها المدون الأميركي زاك ميرسوريو في التدوينة التي نشرها على النسخة الأميركية من “هافينغتون بوست”.
كاتب أميركي يروي تجربته مع القلق
قبل نحو خمس سنوات، تم تشخيص حالة ميرسوريو على أنها “اضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder)”، فيما يعمل حالياً كمدرب واستشاري ومدرس. ويقضي معظم وقته محطاً باهتمام الناس دون رغبة منه - حسب قوله -. لكنه يحب عمله، ويعتقد أنه يؤديه على نحو جيد جداً.
إن أفضل وصف “اضطراب القلق العام” هو أنه الخوف الشديد المسيطر الذي لم يوجد قط، ولن يوجد قط.
ليس هذا منشوراً عما “لا يجدر أن نقوله لشخص مصاب بالقلق”، فقد سبق أن كُتِبَ عن هذا الأمر ببراعة، لكن المدون الأميركي قرر أن يكتب هذا المنشور الشخصي جداً إثر العديد من اللقاءات الأخيرة مع طلاب الجامعات الذين يكافحون القلق بصمت وهم يتولون مناصب قيادية بارزة (أو يطمحون إلى أن يكونوا كذلك).
وبصرف النظر عن أي شيء آخر، فإن ميرسوريو يكتب ليقول بشكل قاطع، “نعم، يمكنكم أن تفعلوا ذلك. يمكنكم قيادة الآخرين من خلال القلق وبالقلق” وبرأيه، يمكن أن يساعدكم القلق على أن تصبحوا قادة أفضل!
هذه هي الدروس الخمسة التي تعلمها ميرسوريو حول القيادة من خلال القلق وبالقلق، والتي يوردها بلسانه:
كيف توظف القلق في صالحك؟
1- أفصح عن القلق بكثرة:
كم مرةً مررت بها على شخص على عكازين، ولا يتحدث عن ذلك؟ نادراً. لكن لسببٍ ما، فنحن كأشخاص مصابون بالقلق، والقادة تحديداً، نحتفظ بالأمر لأنفسنا. وهذا آخر ما نحتاج إليه. لذلك، فأنا أتحدث عنه، كلما استطعت.
أولاً، تحدث عن ذلك مع طبيبك إذا لم تكن قد فعلت حتى الآن. واسأله إذا كان وضعاً طبيعياً أن نشعر بالطريقة التي نشعر بها - إذا كنت تقضي صباحات مثل الصباحات المذكورة أعلاه، قد لا يكون الوضع طبيعياً -.
تحدث عن ذلك مع الأشخاص الذين تقودهم، تحدث عن ذلك مع زوجك أو شريكك، تحدث عن ذلك مع أصدقائك.
منذ بضعة أيام، سألني صديق عزيز، “كيف حالك، لم أرك منذ مدة؟”، أجبته “يا صاح، كنت أرزح تحت القلق في الأسبوع الماضي، ولكنني أعمل من خلال ذلك”.
كنت مؤخراً أساعد في جلسة تدريبية مدتها يوم واحد، وبدأت تداهمني نوبة هلع. أخبرت المجموعة بهدوء أن يأخذوا استراحة.
وخلال الاستراحة، بدأت إحدى الحاضرات دردشة معي. وسألتني “كيف حالك؟” قلت ببساطة، “لست على ما يرام الآن، فأنا مصاب ببعض القلق”. قالت لي إنها تشعر بالقلق أيضاً، وانتهى الأمر بنا إلى حديث عن كيفية التعامل في المواقف الاجتماعية الجديدة. هدأت نوبة الهلع لدي، وأدركت أن سبب ذلك كان، على وجه التحديد، أنني كنت أساعد شخصاً آخر.
إن إقامة علاقات أصيلة ليس مفيداً للتعامل مع القلق فحسب؛ بل يمكن أن يجعلك قائداً أفضل.
2- استخدم القلق لإسداء الخدمات:
لطالما كانت خدمة الآخرين ترياقاً لقلقي؛ فعندما أستطيع التركيز حقاً على شخص آخر، وقصته، وما يحتاج إليه، تتوجه أفكاري نحو حياة الشخص الآخر وصراعه. وهذا هو السبب وراء اختيار مهنتي. فبغض النظر عما يمر به الشخص الآخر (حزن، ضياع، صراع، اكتئاب، قلة ثقة بالنفس)، فقد كنت دائماً قادراً على التفكير بصراعي مع القلق بغية دعمه والتواصل معه.
فعند مشاركة صراعكم (سواءاً كان ذلك مع القلق أو أي شيء آخر) وتحمل أعباء الآخرين، فأنتم تبدؤون في إنشاء إحساس أصيل بالمجتمع وجيش صغير مكرس لخدمة بعضه البعض.
مرةً أخرى، ليس هذا مكمن قوة في العمل من خلال القلق فحسب؛ إذ يمكن أن يجعلك قائداً أفضل.
3- أقم صداقةً مع القلق:
إذا كنتم مندهشين - أو منزعجين - من سبب استفادتي من القلق، فذلك لأنني توصلت لرؤية قلقي كصديقي الأكثر وفاء الذي لم أتمنَّى صداقته. بل هو جزء مني، كيفما كنت، وإذا كنت ملتزماً بأن أعيش حياة أصيلة وأكون قائداً حقيقياً، لا بد لي من السماح له بدخول حياتي، والاعتراف به، وإشهاره على الملأ.
وعندما أبدأ بالشعور بظهور إرهاصات القلق، أبدأ بالقول “حسناً، أنا أعلم أنك عدت، والآن لنتعامل معك”.
ولطالما كانت هذه “التسمية” غير المتسرعة للقلق قوية.
وقال رينبوشي ذات مرة، “في اللحظة التي ترى فيها نهراً هائجاً، فأنت مرتفع عنه فعلاً”. فالتمكن من رؤية وتجربة أفكارك ومشاعرك كما هي من دون أحكام متسرعة، ليس مهماً للعمل من خلال القلق فحسب، بل يمكن أن يجعلك قائداً أفضل.
4- ممارسة الانتباه للحظة الراهنة:
إن تسمية أفكارك، وعواطفك، ومشاعرك دون إصدار أحكام تُسمى “الانتباه للحظة الراهنة”. لقد أدركت ذلك من خلال المعرفة والاعتراف عندما أصاب بالقلق. ففي الواقع، أنا أعيش اللحظة الراهنة أكثر من أي نقطة زمنية في اليوم. وأوصي بالعمل من خلال هذا الكتاب من أجل عرض شامل لممارسة الذهن.
وقد ساعدتني هذه الممارسة على أن أغدو مستمعاً أفضل، وخطيباً أفضل، وأعتقد أنكم أصبتم؛ يمكن أن تجعلك قائداً أفضل.
5- تذكر.. أنت بخير!:
تذكر: طالما أنك تتنفس، فإنك على ما يرام وليس ثمة مشكلة لديك. أنت بخير. وسوف تكون بخير. أنت شخص أفضل، وقائد أفضل لهذا السبب. يمكنك أن تقود بالقلق، ومن خلال القلق.
هذا الموضوع مترجم عن مدونة نشرتها النسخة الأميركية لـ “هافينغتون بوست” للمدون زاك ميرسوريو. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.