رغم أن معظم المخلوقات الحية تحتاج إلى الدماغ من أجل تأدية وظائفها المختلف إلا أن هناك العديد من المخلوقات المثيرة للاهتمام تعيش بشكل طبيعي بدون الدماغ . على سبيل المثال فإن قناديل البحر تمكنت من البقاء على قيد الحياة في العالم لحوالي 650 مليون سنة من دون القلب أو الدماغ أو حتى الدم! إذاً كيف يمكن لمثل هذه الحيوانات العيش بدون الدماغ ؟
كيف يمكن لبعض الحيوانات العيش بدون الدماغ ؟
هناك أنواع مختلفة من الحيوانات تعيش بدون الدماغ مثل نجم البحر، وخيار البحر، وزنبق البحر، وقنفذ البحر، وشقائق البحر، وإسفنج البحر، والشعاب المرجانية، وغيرها الكثير. الدماغ في الأساس هو المُتحكم بجميع العمليات التي تقوم بها الكائنات الحية عن طريق الخلايا العصبية التي تسيطر على وظائف الجسم، لكن كيف يمكن لأي حيوان البقاء على قيد الحياة بدون دماغ؟
إذا نظرنا إلى أنواع المخلوقات التي تعيش بدون الدماغ، فإننا سنلاحظ أنها مخلوقات بسيطة مقارنة بالإنسان أو الحيوانات الأخرى، وكثير من هذه المخلوقات تحتاج إلى الأجهزة البيولوجية الأكثر بدائية من أجل الشعور بالأشياء، مثل الغذاء والخطر.
على سبيل المثال، فإن قنديل البحر لديه نظام خلايا عصبية معروفة باسم شبكة عصبية، في جميع أنحاء جسده، وشقائق النعمان لديها نظام مماثل، أما نجوم البحر فإنها لا تحتوي على شبكة عصبية، بدلاً من ذلك، فإنها تمتلك أجهزة استشعار تسمح لها باللمس، والرؤية، ومعرفة الأشياء من حولها.
يعتقد البعض بأن قناديل البحر ببساطة تنجرف بلا هدف في البحر. مع ذلك، فإن الدراسات الحديثة تشير إلى أن القناديل تكشف عن الاتجاهات باستخدام أجهزة استشعار في الجسم، والتي توجهها إلى المناطق المُثلى للغذاء.
هناك عدد قليل من العلماء يعتقدون بأن المخلوقات البسيطة مثل الإسفنجيات، ربما كانت تمتلك دماغ بسيط قبل ملايين السنين، لكنها بدلاً من تطوير الدماغ بشكل أكثر تعقيداً، قامت بالتخلص منه، لأنها لم تكن بحاجة إليه. إذ إن الأدمغة تتطلب الكثير من الطاقة، وكثير من هذه المخلوقات بسيطة ولا يمكنها البقاء على قيد الحياة لتزويد الدماغ بالطاقة.
بالنظر إلى الإسفنجيات، فإنها لا تمتلك دماغ أو جهاز هضمي أو عصبي أو دورة دموية، وإنها ببساطة تقوم بتصفية المياه للبحث عن المواد الغذائية بواسطة الأهداب. مؤخراً، فقد وجد العلماء أن الإسفنج يمكن أن “يعطس” بفضل الأهداب. عندما تُهيج الجسيمات الغريبة الأهداب، فإن هذه الكائنات تأخذ مزيد من الماء ومن ثم تقوم بالعطس للتخلص من الجسيمات الغريبة.