كان المقعدُ وحيداَ مثلي
يجلسُ في مكانه المُعتاد
في ذاكَ المساء
كنا نحتسي فنجانَ الانتظارْ
لموعِدها المستحيل
ومن البعيد
رأيتُها تعبرُ الطريقَ نحوي
جاءت
جاءت
وبحقِ ما تبقى لدي َمن عُمرِ جاءت
سماء بكل ما فيها من نجوم ٍو أقمارٍ
وملائكةٍ وشياطين جاءت
بحرٌ بكل ِ ما فيه من أسماكٍ وصدفٍ ومحارٍ وسفنٍ جاءت
صيفاً وشتاءاً وخريفاً وربيعاً معاً جاءت
وَصلتْ
بيني وبينها اقلُ من همسه ٍوأبعدُ مِنْ لمسه
أجلسي
فهذا المقعدُ مُنتِظرٌ منذ ُ الأزل موعدنَا المحُتَملْ
جَلستْ
جلستُ
بدأتُ أتحسسُ قلبي هل مازالَ في مكانِه
هي تسألُ عن الحال .!؟
أردتُ أن أجيبَها بعمر ِألف سنة ٍمِنْ ما تعدُون
لكنني أجبتُها بتلقائيِة الشوق
بخير – مادمتُ قد رأيتٌكِ بخيرْ
ضحكَ فَمُها الجُوري بِطعمْ السكر بلونِ دمي
فكم أنا ممتلئٌ بكِ – فارغ ٌ من نسيانك
شاهقُ الشوق ِ إليكِ- ضيّقٌ على بُعْدِك
ومضَى الوقتُ
أسرعَ مما تخيلتْ
مَدّ الياسمينُ يدَهُ مدّ الحزنُ يَديِ
صافَحتُها
ومَضتْ
وفي ثوان ٍفي صمتِ المكان
بقيتُ واقفاً أتصبّبُ عرقا
سَقطتْ يدي التي بها صافحت
سقطت الأخرى
سقط َ وجهي
سقطْتُ أنا رماداً محترقا
محمد حمدالله ابوزيد