يستذكر الوسط الرياضي العراقي، الخميس، رحيل المدرب العراقي عمو بابا، الذي يعد رمزا رياضيا من رموز العراق، بعد أن بزغ فجر موهبته من مدينة الحبانية لينتهي في قبر مجاور ملعب الشعب الدولي.
فجر الحبانية
ولدعمانويل داود "عموبابا"، في الـ27 من تشرين الثاني من عام 1934 ، بمدينة الحبانية، حيث بدا مشواره الرياضي في ألعاب مختلفة غير كرة القدم، إذ مارس العاب القوى وكان بطلا بسباق 400 متر موانع، ومارس كرة المضرب، لتبدأ قصته مع كرة القدم بفضل المعلق الراحل شاكر اسماعيل عبر متابعته في بطولة مدرسية عام 1950 في ملعب الكشافة، ومنذ تلك اللحظة أعجب اسماعيل بأداء عمو بابا وهو أول من أطلق عليه هذا الاسم كاختصار لاسمه عمانويل داود.في عام 1951 شارك العراق في بطولة مدرسية بمصر، ومنح عموبابا أولى الفرص في مباراة العراق ومصر وقتها أخبره اسماعيل بانه سيكون أشهر من نار على علم.
سجل الانجازات
قاد المنتخب العراقي في 123 مباراة دولية وودية، وحقق العديد من الإنجازات، الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية في الهند 1982 و لقب بطولة الخليج ثلاث مرات وصاحب أول هدف دولي لمنتخب العراق عام 1957 في شباك منتخب المغرب أثناء بطولة كأس العرب الثانية وهو أول من نفذ ضربة (double click) في العراق، اعتزل اللعب مبكرا نتيجة إصابة وتوجه نحو التدريب، وكانت رحلته مع التدريب حافلة بالانجازات حيث درب المواصلات عام 1966، ثانياً انجازاته في وقاد منتخب العراق العسكري لكرة القدم للحصول على كأس العالم العسكري ثلاث مرات أعوام 1972، 1977، 1977 و تسلم مهمة تدريب منتخب العراق لكرة القدم عام 1979 وفاز الفريق بكأس الخليج 1979، قاد المنتخب الوطني بلاده لحمل كأس الخليج أعوام 1979 و 1982 و 1984 والوصول إلى نهائيات الألعاب الأولمبية ثلاث مرات أعوام 80 و 84 و 88 واحراز كأس العرب و ذهبية دورة الألعاب الآسيوية و أكبر إنجاز له هو قيادة منتخب العراق إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 1986 في المكسيك.
الصعيد المحلي
قاد عمو بابا فريق نادي الطلبة إلى كأس الدوري العراقي عام 1981 و قام بتدريب نادي الزوراء عام 1994 وفي عام 2005 اختارت اللجنة الأولمبية ووزارة الرياضة في السويد عمو بابا، سفيرا للرياضة العراقية لدى السويد، تثمينا لتأريخه الزاخر بالإنجازات مع المنتخبات العراقية و منح لقب مدرب القرن العشرين من قبل لجنة المحررين الرياضيين في نقابة الصحافيين العراقيين في استفتاء خاص، يعد من أشهر لاعبي زمانه وهداف العراق الأول في العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين و جال في القارات الخمس وزار معظم دول العالم، وأشرف على العديد من الأندية المحلية منها الزوراء والطلبة، وسبق له ظان أسس مدرسة خاصة للفئات العمرية معروفة باسمه وهي موجودة حتى الأن.
أيام أخيرة
في آيار 2006 وجه عمو بابا نداء استغاثة, بعدما أضطر الأطباء لبتر أصابع قدميه في أحد مستشفيات الأردن متأثرا من تفاقم مرض السكري حيث وحسب تعبيره أدار الجميع من مسؤولي الرياضة ظهرهم له بالرغم من قضاءه 56 عاما في خدمة كرة القدم العراقية، وقد اثارت هذه الاستغاثة استغرابا من قبل الشارع الرياضي العراقي حيث ان عمو بابا يعتبر علماً من أعلام كرة القدم في العراق وتم تغطية تكاليف العلاج من قبل الرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مع اهمال واضح من قبل حكومة العراق مع العلم ان عمو بابا يلقب بشيخ المدربين، توفي في 27 آيار2009 في مستشفى دهوك للطوارئ بعد أن طرأ تغير مفاجئ على صحته، وشهد تشييع جثمانه حضور رسمي على أعلى المستويات امتناناً له كلاعب ومدرب كبير، واجريت مراسيم جنازته في كاتدرائية مريم العذراء للكنيسة الشرقية القديمة ببغداد وقد دفن حسب وصيته في ملعب الشعب الذي شهد تألقه كلاعب ومدرب.
www.alsumaria.tv