قال تقرير صحي مثير للجدل إن الحميات الغذائية التي تقوم على تقليل نسبة الدهون والسعرات الحرارية في الطعام ضارة بالإنسان، وإن تناول الطعام الدسم المشبع بالدهون سيمنح الإنسان صحة أفضل.
وقال خبراء في الحمية الغذائية إن الأطعمة قليلة الدسم غير صحية، وإن على الإنسان التوقف عن عد سعراته الحرارية، وتناول الدسم والأطعمة الدهنية بشكل أكبر، مؤكدين أن تناولها لن يؤدي بالإنسان إلى السمنة.
وفي تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وترجمته "عربي21"، حذر خبراء في الصحة من أن تقليل الإنسان لتناول أطعمة من مثل: الزبدة والقشدة والجبن وغيرها من الأطعمة الدهنية، من شأنه أن يؤدي إلى السمنة، مؤكدين أن هذا الأمر له عواقب وخيمة على صحة الإنسان.
واتهم تقرير أصدره منتدى السُمنة الوطني وجمعية الصحة العامة الهيئات الصحية العامة الرئيسية بالتواطؤ مع مصنعي الأغذية، مؤكدا أن أغلب ما قيل للناس حول الطعام الصحي كان مضللا.
وطالب التقرير بإصلاح جذري لمنظومة المبادئ العامة التي توجه النصائح الغذائية، والتوقف عن تشويه صورة الأطعمة الدهنية، ودعوة الناس لتناولها بشكل أكبر.
ونوه إلى أن ممارسة التمارين الرياضية لا تساعد على تخفيف الوزن، مطالبا الناس بالتوقف عن عد السعرات الحرارية في طعامهم، فزيت عباد الشمس بالكاد يوصف بأنه طعام.
وتعرض هذا التقرير إلى انتقادات من قبل خبراء آخرين اتهموا القائمين عليه بأنهم يروجون لوجهات نظرهم الخاصة.
وقالت الديلي ميل إن هذا الجدل يأتي في الوقت الذي تحارب فيه بريطانيا مرض السمنة وأزمة البدانة، إذ إنها تأتي في المرتبة الثانية في دول أوروبا من حيث انتشار البدانة، وهو الأمر الذي يكلف الاقتصاد البريطاني ما يقارب من 16 مليار دولار في السنة.
ويؤكد الخبراء الذين أصدروا التقرير أن جذور المشكلة تكمن في هاجس العصر الحديث حول الحمية الغذائية قليلة الدسم.
ويهتم التقرير بالدراسات التي تهتم بتناول الطعام الذي يحوي دسما أكبر، مع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، على أنه سيتفوق على أنظمة الحمية الغذائية منخفضة الدسم.
ويقول الخبراء إن اتباع نظام غذائي غني بالألبان ذات الدسم الكامل، مثل الجبن والحليب واللبن، يمكن أن تقلل فعليا من فرصة الإصابة بالسمنة.
ويشير هؤلاء إلى أن أكثر الأطعمة الطبيعية المغذية المتاحة، مثل اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان، والمكسرات، والبذور، والزيتون، الأفوكادو، جميعها تحتوي على دهون مشبعة.
وشدد الخبراء في تقريرهم على أن علم التغذية قد أفسدته الدعايات التجارية وممثلو الصناعات الغذائية الذين كان لهم تأثير بالغ على دليل التغذية الجيدة.
من جهته، شدد الخبير المشارك في إعداد التقرير، عاصم مالهوترا، أن الترويج للأطعمة قليلة الدسم كان أكبر خطأ في تاريخ الطب الحديث، الأمر الذي كانت له آثار وخيمة على الصحة العامة، على حد وصفه.
وخاطب مالهوترا، وهو استشاري في أمراض القلب، المتخوفين من السمنة بسبب أكل الدهون، قائلا: "عليك بأكل الأطعمة الدسمة لكي تنحف، ولا تخف من ذلك، فالطعام الدهني الدسم صديق لك، وحان الوقت لعودة هذه الأطعمة".
لكن البروفيسور في جامعة "كينجز كوليدج" في لندن، توم ساندرز، يخالف مالهوترا، ويصف كلامه بالسخيف، قائلا: "إن الزعم بأن تناول الأطعمة الدسمة لا يجعلك سمينا أمر سخيف، لأنك إذا تناولت الكثير من الطعام الدسم، فإنك بالتأكيد ستعاني من البدانة".