رمزية الدلفين وسبب شهرته بصداقه الانسان
تظهر الدلافين دائماً في عددٍ من الأساطير اليونانية كمساعدة للبشر، كما أنها كانت ذات أهمية بالنسبة للمينويين بناءً على الشواهد الفنية من آثار قصر كنوسوس.
وقد أنقذ دلفين الشاعر الإغريقي أريون من الغرق، وحمله سالماً إلى اليابسة، في رأس تايناروم والتي تُعرف اليوم برأس ماتابان وهي عبارة عن نتوءٍ خليجي يشكل النقطة الواقعة في أقصى جنوب البيلوبونيز. حيث كان يوجد هناك معبد بوسيدون وتمثال لأريون ممتطياً دلفيناً.
تَظهر العديد من الأختام والقطع النقدية رجلاً أو صبياً ممتطياً دلفيناً.
كما تخبرنا الأساطير اليونانية بأنّ القراصنة الأتروسكيين قد أسروا يوماً الإله ديونيزوس لاعتقادهم الخاطئ بأنه أميرٌ ثري يمكنهم الحصول على فدية من خلاله.
وبعد أن أبحرت السفينة استدعى ديونيزوس قواه الإلهية، فغطت الكرمة السفينة حيث الصاري والأشرعة. وحوّل المجاذيف إلى أفاعٍ، مرعباً بذلك البحارة الذين قفزوا إلى البحر، لكنّ ديونيزوس أشفق عليهم فحوّلهم إلى دلافين ليقضوا حياتهم في تقديم المساعدة للمحتاجين.
كانت الدلافين أيضاً رسل بوسيدون إله البحر عند الإغريق، وأحياناً كانت تؤدي المهمات لأجله أيضاً، كما كانت مقدسة لدى كلّ من أفروديت وأبولو حيث كانت تشكل جزءاً مألوفاً من موكب أفروديت.
في الأساطير الهندوسية يرتبط دلفين نهر الغانج بغانغا، إله نهر الغانج.
كما يُعتقد بأنّ دلافين البوتو Boto في نهر الأمازون متغيرة الأشكال، وأنها قادرة على إنجاب الأطفال من نساء البشر.
ويعتبر الدلفين رمز الرحلة الآمنة واللطف وفعل الخير. وعلى الرغم من أنّ الدلفين معروفٌ اليوم بأنه حيوانٌ ثديّ وليس سمكةً على الإطلاق، فإنّ الرسل القدماء اعتبروه ملك الأسماك، تماماً كما كان الأسد ملك الوحوش والنسر ملك الطيور.
وبدءاً من القرن الثالث عشر فصاعداً كان الدلفين شارة مقاطعة دوفينيه Dauphiné في فرنسا.
وفي القرن الرابع عشر اعتُمد لقب دوفان Dauphin كلقبٍ للابن البكر لملك فرنسا.
يعلمنا الدلفين أننا عندما نعيش في تناغم مع أنماط وإيقاعات الطبيعة، فإننا نتعلم كيف نكون على اتصال حقيقي معها، كما نتعلم كيفية تقاسم هذه الحكمة مع أي شخص مهتم.
هناك من يعتقد بأنّ الدلافين أذكى من البشر، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالحب.
فالدلافين تتمتع بأدمغة كبيرة وهي فائقة الذكاء، وغالباً ما ترتبط - حسب التقاليد الأسطورية- بالأشكال الأسمى من الوعي.
والبعض يعتقد بأنها أكثر تطوراً منّا نحن البشر، لاسيما على المستوى الروحي. والبعض الآخر يذهبون أبعد من ذلك فيعتقدون بأنها كائنات غريبة alien كائنة من بعدٍ مختلف.
ترتبط الدلافين بقوة التنفس والتحرير العاطفي، المرتبطين بدورهما ببعضهما
يمثّل العيش في المياه خصوصية هامة للدلفين، كما في العديد من النظم العقائدية، بما في ذلك علم التنجيم، فالماء مرتبط بالشعور والعاطفة.
تستخدم الدلافين مجموعةً متنوعةً من الصفرات والهمهمات والنقرات، إضافةً إلى الأوضاع الجسدية لتتواصل.
كما أنّها تتميّز بصافرات شخصية فريدة تقوم بنشرها، فإذا ما أرادت جذب انتباه دلفين آخر، فإنها تقوم بإطلاق صافراتها الشخصية.
يعبّر الصوت عن قوة الحياة الخلاقة ويمثل جزءاً كبيراً من حياة الدلافين، ولابدّ للبشر التعلم من الدلافين التواصل مع الأفراد المحيطين بهم فخلق الأصوات الداخلية يخلق مظاهر خارجية.
تعيش الدلافين في مجموعات كبيرة تصل إلى 100 دلفين. تلد الإناث ابناً واحداً، محاطةً بالعديد من الدلافين، لمساعدتها في الولادة وسحب المولود الجديد من ذيله؛ ثم تقوم بحمايته من أي خطرٍ وشيك.
وإذا ما جُرح دلفينٌ ما أو مرض، فإنّ الدلافين الأخرى ستتجه إليه، وتقوم برفعه الى السطح ليتنفس.
تتضمن حكمة الدلافين معرفة البحر والتغيير وحماية البحارة والتناغم والحكمة والتوازن ومهارات الاتصال والحرية والثقة وفهم قوة الإيقاع في الحياة، واستخدام التنفس للتفريج عن الانفعالات الحادة، وسحرعنصر الماء، والإيثار.
كما يذكرنا بأنّه علينا الخروج واللعب والأهم من ذلك، التنفس والتعبير عن مشاعرنا ورغباتنا الحقيقية.
مونى كليوباترا