يتعلق لفظ “فيمينست” أو نسوي بالنساء في الأغلب، فقد يرتفع حاجباكِ أو ترتابين في أمر أحدهم إن أخبرك بأنه (هو، مذكر)، “فيمينست”، ففي الأغلب إما أنه يظن أن النسوية تعني الحرية الجنسية، وبالتالي لديه خطط مستقبلية تنتهي بوجودك في سريره دون أي علاقة تربطه بأي مسؤوليات، أو أنه يكرر جملاً مثل “حقوق المرأة” و”الاستقلال” و”الحرية” من أجل أن يلفت انتباهك مثل الطيور في موسم التزاوج.
وبعد الارتباط قد يجعلك التعلق تضحي بكل كلمة من الكلمات السابقة واحدة تلو الأخرى، واستبدالها بـ”حب” و”اهتمام” و”مش عاوزاه يزعل”، وكأن الحب والارتباط يعني بالضرورة تخليكِ عن حقوقك كامرأة لتكفي احتياجك كحبيبة أو زوجة.
للأسف هذه الصورة النمطية عن النسويات منتشرة كثيراً وكأن النسويات ضد الرجال جملة أو ضد الزواج، في حين أن النسويات لا يكرهن الرجال، هم يكرهن أن يتم التعدي على حقوقهن، سواء كان المعتدي ذكراً أو أنثى، وفي مجتمع شرقي عربي مثل مجتمعنا يعطي للرجل حق التحكم في المرأة تحت شعارات اجتماعية أو دينية لا أصل لها، تظهر المشكلة وكأنها مع الرجل! في حين أنها ضد سلطة الرجل (أو المرأة) التي تجعله (ها) في موقع يسهل من سلب النساء حقوقهن.
ولكن ماذا إن كان هناك رجل “نسوي” حقيقة لا ادعاء؟ كيف ستكون حياتك معه وماذا تتوقعي منه؟
إعلان
1- أعمال المنزل:
أول ما يتبادر إلى أذهان الغالبية أن النسويات لا يقمن بأعمال المنزل تماماً أو يكرهن الطبخ، في علاقتك برجل نسوي، أعمال المنزل مسؤولية كل منكما، قد تتقاسمانه أو تتعاونان فيه أو تتبادلانه، في النهاية لا يقوم أحدكما وحده بالطبخ أو التنظيف. والرجل النسوي حين يقوم بأعمال المنزل يعتبر ذلك واجباً عليه ليس فضلاً منه أو تخفيفاً من الحمل الواقع عليكِ؛ لأنها في الأساس ليست مهمتك وحدك.
2- الماديات:
كل شريك منهما له مصدر دخل مستقل لا تدخل للطرف الآخر به، لا يعني ذلك أنهما لا يخططان للادخار أو الاستثمار معاً، ولكن يعني أن لكل منهما الاستقلال المادي عن الآخر، حتى وإن كان هناك جزء ما من الماديات يتشاركان فيه سواء في النفقات أو الخطط المالية.
3- الغيرة:
الغيرة شعور طبيعي، سواء كان الرجل شرقياً أو غربياً، ولكن الرجل النسوي لا يحمل شريكته مسؤولية مشاعره، فلا يأخذ من مشاعر غيرته ذريعة؛ لأن يتحكم بملابسها أو علاقاتها بأصدقائها أو زملائها. كل منهما في العلاقة يحترم الآخر بعلاقاته الأخرى، وبالتالي أي احترام لمشاعر الغيرة يأتي كاختيار واعٍ وليس إجباراً من الطرفين.
4- لبق ويتحلى بالذوقيات:
هذا الأمر بالتأكيد نسبي حسب كل رجل نسوي، ولكن ما أريد أن أخبرك به هو أنه كونه نسوياً لا يعني أنه لن يفتح لك باب السيارة أو يجر لكِ الكرسي قبل الجلوس، أو يفتح لك باب المطعم أو حتى يحمل عنكِ حقيبة ثقيلة، الفارق هنا بينه وبين الرجل غير النسوي هو أنه يعلم تماماً أنكِ قادرة على حمل حقيبتك، وأنه إن حملها عنك فهو اختيارك الحر، لا يظن أنه الوحيد القادر على حملها عنك، ولا يقلل من شأنك في شيء.
5- يدعمك في اختياراتك دون شروط:
في حالة احتياجك للدعم أو التشجيع على أي قرار تتخذينه، سيقوم بدعمك وتشجعيك دون أي أحكام أو تقليل من قدرتك على اتخاذ أي قرار، ولا يعني ذلك أنه سيبخل عليكِ بالنصيحة، مع احتفاظك بحقك في الأخذ بنصيحته أو تركها، ولن يقلل ذلك من دعمه لك في شيء.
6- يحترم جسدك:
الرجل النسوي مثل أي رجل بالطبع لديه تفضيلات شكلية في شريكة حياته، ولكن الفارق أنه حين يختارك سواء كان ذلك موافقاً لتفضيلاته أو لا، لن يطلب منك أن تغيري أي تفصيلة في جسدك ويدرك جيداً أنه لا يوجد معايير واحدة للجمال، فلن يشتكي من وزنك أو يقارنك بأي امرأة شهيرة، وبالتالي لن يكون سبباً من أسباب تحطيم صورة جسدك. ذلك ينقلنا إلى الجنس، في العلاقة مع الرجل النسوي، يحترم رفضك لممارسة العلاقة ولا يطلب منك تبرير ذلك؛ لأنه يؤمن أن جسدك ليس ملكه ولا يقع تحت سطوته بأي شكل من الأشكال، وأن العلاقة الجنسية هي شكل من أشكال التعبير عن الحب في العلاقة، وليست حقاً مكتسباً له.
7- يحترم استقلاليتك:
في العلاقة مع الرجل النسوي، أنتِ شخص مستقل، له آراؤه وأفكاره وعلاقاته ومساحته الشخصية، وبالتالي لن يرد بالنيابة عنك أو يتخذ قرارات بدلاً منك، وحين يختلف رأيه عن رأيك لن يكون للأمر أي تأثير على العلاقة بينكما.
8- يحترم خصوصيتك ومساحتك:
الرجل النسوي لا يشغل باله هاتفك وحساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، وليس لديه أي رغبة في معرفة من تكلمين ومن تحدثين، ويحترم مساحتك الشخصية بداية من هاتفك وصولاً إلى أوراقك وأغراضك الشخصية. فالرجل النسوي يعلم أن للمرأة حقاً في أن تحترم مساحتها وخصوصيتها ويثق باختياراتها.
9- قد يُصلي:
على عكس توقعات الكثيرين، فالرجل النسوي قد يصلي أو يرتاد الجامع أو الكنيسة، ولن يطلب منك أن تقومي بالأمر ذاته أو يجبرك عليه أو يمنعك عنه، ولا يمنعه كونه نسوياً من أن يمارس شعائر دينه، فالنسوية توجه فكري وليست عقيدة دينية وليس لها دخل بالعقائد الدينية.
10- التقاليد هي آخر ما يهتم به:
الرجل النسوي يعلم تماماً ما تواجهه المرأة في المجال العام والخاص بسبب جنسها، وبالتالي فهو لا يضع أي اعتبار للتقاليد والعادات ويضع زوجته أولاً. ففي الأغلب سيواجه بعض الانتقادات من رجال آخرين على طريقته في معاملتها أو يتلقى نصائح قد ترسخ لأن يقوم بالتحكم ويفرض سلطته في العلاقة مع شريكته.
11- ناجح في حياته:
الرجل النسوي لا يحتاج لأن يثبت ذاته في علاقته مع شريكته، لكنه يقوم بإثبات ذاته في عمله بالتالي فهو ناجح ولا يحتاج لأن يثبت نجاحه بفشل آخرين أو أن يثبت قوة شخصيته بالتسلط والتحكم، هو بالأساس مكتفٍ ومتحقق، فلا يحتاج لذلك، فضلاً عن أنه لا يرى التحكم حلاً في العلاقة.
12- أنتِ شريكته بمعنى الكلمة ولستِ أحد ممتلكاته:
في العلاقة مع الرجل النسوي، تحملين نصف الراحلة ويحمل هو النصف الآخر، فأنتِ شريكته ولست تابعاً أو ملكاً له، وبما أنكما تحملان المسؤولية معاً فأنتما متساويان في الحقوق والواجبات، ولرأي كل منكما وزنه تماماً مثل الآخر. يمكنك أن تتوقعي منه أن يناقشك، يعترض على رأيك أو لا يقتنع به، ولكنه أبداً لن يجبرك على شيء أو يطلب منك تغيير آرائك أو توجهاتك؛ لأنه يؤمن أنكِ شخص آخر مستقل عنه منفصل عنه، يستطيع أن يفكر ومن حقه أن يكون له آراؤه الخاصة، ولا يجب أن تتوافق كل آرائك مع آرائه.
13- ليس بالضرورة ناشطاً نسوياً:
إن كان كل ما سبق ترينه في زوجك حقاً فقد يكون نسوياً دون أن يضع لافتة فوق رأسه يشهر بها عن ذلك، ولا يجب أن يكون ناشطاً مدافعاً عن حقوق المرأة أو مناهضاً للعنف ضدها، فالكلمات سهلة ويمكن لأي شخص أن يقول ما يحلو له، ولكن الأفعال هي الأصعب؛ لذا فالرجل النسوي يمارس أفكاره قبل أن يدعو إليها، وبالتالي فليس بالضرورة أن يكون ناشطاً حقوقياً أو نسوياً كي يكون مؤازراً لك في حقوقك كامرأة.
14- ليس سوبرمان:
على كل ما سبق من مميزات، فالرجل النسوي ليس سوبرمان، فهو رجل يخطئ ويصيب، يحزن ويفرح، لا تتوقعي منه أكثر مما يعدك به، ولا تحمليه أكثر مما يحتمل لمجرد كونه نسوياً. بالطبع فكون شريك حياتك رجلاً نسوياً أمر يستحق الاحتفال، فمن الصعب أن تقابلي رجلاً يدافع عن حقوق المرأة حقاً فعلاً وقولاً، ولكن ذلك لا يجعل منه رجلاً خارقاً، فلا وجود للرجال الخارقين على هذا الكوكب، ولكن يكفيكِ أنه سيكون حقيقياً وصادقاً.
والآن سيتبادر إلى ذهنك كيف يمكن أن تجدي رجلاً هكذا، لا ليس في الصفحات النسوية على مواقع التواصل الاجتماعي ولا في الأنشطة التطوعية المهتمة بحقوق المرأة، فالأمر كله يبدأ من عندك أنتِ، وقبل أن يقودك حظك السعيد للجلوس أمامه على طاولة الموعد الأول، دعيني أخبرك ماذا يتوقع من شريكته في علاقتك معه:
1- لا تتنازل: بعد أن عرفت كيف تكون العلاقة مع رجل نسوي، حتى وإن لم يعلن عن ذلك، فقد عرفتِ كيف يكون، لا تتنازلي عن علاقة كتلك، ولا ترضي بأقل من ذلك إن كنتِ فعلاً تريدين علاقة متكافئة، متساوية الحقوق والواجبات تماماً كما أسلفت بالأعلى.
2- شخصية قوية: الرجل الذي يرى أن المرأة من حقها كل شيء كإنسان مثلها مثل الرجل، بالطبع يريد امرأة تستطيع أن تمارس حقوقها تماماً مثل الرجل، مدافعة عن حقوقها، شخصيتها قوية وتستطيع أن تدافع عن نفسها.
3- متحققة: فالمرأة التي يمكن أن تكون شريكة لرجل بكل هذه الصفات يجب أن تكون متحققة لا تبحث عن تحققها في زواج أو علاقة.
4- مستقلة: يبحث رجل كهذا عن امرأة لها رؤية مستقلة بحياتها، تستطيع تكوين آرائها بحرية واستقلال تام، لا تتأثر بالعادات والتقاليد والأعراف وتفعل ما تراه صحيحاً من وجهة نظرها، بغض النظر عن آراء الناس.
5- معتمدة على نفسها: لن تنجح علاقتك مع رجل نسوي إلا إن كنتِ معتمدة على نفسك، فهو يعلم تماماً أن مساعدته لك رفاهية تضيفها عليك علاقته بك، لكنك تستطيعين تماماً أن تقيمي حياتك بدونه، ومشاركته لك لها نفس القدر والأهمية التي هي لمشاركتك له.
6- تعرف حقوقها وتدافع عنها: فالارتباط بالرجل النسوي لا يعني أنه سيدافع عن حقوقك بدلاً منك، وإنما معناه أنه يدعمك في الدفاع عن حقوقك.
في النهاية، هناك رجال يؤمنون بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل كإنسان له الحق في كل شيء تماماً مثل الرجل، ليسوا بالضرورة يعرفون عن النسوية أو الفيمينيزم أو يدافعون بشكل واضح عن حقوق المرأة، لكن كل ما ذكرته هنا هي أشياء أساسية يمكن أن تتوقعيها في العلاقة مع رجل نسوي يفخر بأفكاره ويدافع عنها، يستحق أن تفخري بشراكته في حياتك.