هل تستطيع أن تبقى حيًّا في درجة حرارة أقلّ من الـ50 تحت الصفر؟ أو في حرارة تتخطى الـ100 درجة مئوية؟ وماذا لو رُميت خارج الغلاف الجوّي؟
من المستحيل أن يبقى الإنسان على قيد الحياة في كلّ هذه السيناريوهات على عكس حيوانات الـ"Tardigrade" بطيئات المشية التي تستطيع أن تقاوم البرد، والحرّ، والجفاف، وحتى فراغ الفضاء.
ظهر هذا الحيوان للمرة الأولى على وجه الأرض منذ حوالي 600 مليون سنة. وما زال على قيد الحياة لأننا لم نجد طريقةً لقتله بعد. والمدهش أنّ دبّ الماء يستطيع أن يقاوم كلّ الاحوال الطبيعيّة فيمكنه الصمود ضدّ الحرارة الشديدة (151 درجة مئوية) وضدّ البرد القارس (272 درجة مئوية تحت الصفر) حتى أنّه يصمد في فراغ الفضاء. أمّا عندما يعاني من الجفاف، فيتحوّل مؤقتًا إلى زجاج.
وفي حال تعرّض بطيئات المشية للإشعاع، تصلح حمضها النّووي بنفسها. وتجدر الإشارة إلى أنّ دبّ الماء يتميّز بقوّةٍ خارقةٍ تساعده على تحمّل أصعب الظروف وهي من خلال تقليص نفسه ليصبح شبه جافّ فلا تظهر عليه أيّ علامة للحياة. إثر ذلك، يصبح نشاطه الأيضي بالكاد قابل للقياس وأحيانًا يتوقّف تمامًا، لكنّه قابل للاستعادة.
ويعني ذلك أنّ بطيئات المشية من قدرتها تحقيق حالة توقِف بها إحيائها فتخسر 95% من المياه في جسمها وتخلق بروتينات وسكريات خاصّة لتحمي خلاياها. وفي هذا السياق، عندما يصير الطقس مناسبًا، يعيد دبّ الماء تنشيط أيضه بمساعدة الإماهة. فما من شكٍّ، إنّ هذا المخلوق المتميّز سيعيش أكثر منّا!
http://www.alsumaria.tv