لم يكن أكثر المتفائلين بتجربة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، يتوقع أن يصل بهذه السهولة إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا.
المؤشرات والعلامات كانت تؤكد أن مهمة زيدان انتحارية مع ريال مدريد بعد تجربة مريرة للفريق الملكي مع المدرب الإسباني رافاييل بينتيز.
ورغم شهادة العديد من عشاق ريال مدريد بأن الفريق تغير مع زيدان وتطور للأفضل إلا أن الحقيقة المرة تتمثل في كون اللقاء النهائي المرتقب أمام أتلتيكو مدريد يوم السبت المقبل، بمثابة عنق الزجاجة لأن خسارته تعني الخروج من الموسم الحالي بلا أي ألقاب.
المواجهة تعني الكثير لريال مدريد ولكن النقطة الأبرز ليست تأهل الريال لنهائي دوري الأبطال أو تكرار سيناريو نهائي نسخة 2014 بمواجهة "الجار" أتلتيكو مدريد، وإنما المسيرة المرعبة التي يقدمها الروخي بلانكوس في النسخة الحالية والإطاحة ببرشلونة الإسباني بطل العام الماضي بجانب إقصاء بايرن ميونيخ بطل نسخة 2013.
الشغل الشاغل لزيدان يتمثل في الإجابة عن سؤال واحد كيف يهرب الأسطورة الفرنسية بالفريق الملكي من مصير برشلونة وبايرن؟
الأمر الذي يزيد مخاوف ريال مديد في مواجهة نهائي التشامبيونز يتمثل في خسارة الفريق الملكي أمام أتلتيكو مدريد في لقاء الدور الثاني ببطولة الدوري بهدف نظيف في شهر فبراير الماضي على ملعب "سانتياجو برنابيو".
والمفارقة أن زيدان لم يخسر أي مباراة بالليجا هذا الموسم سوى أمام أتلتيكو، كما أنها المباراة الوحيدة التي يخسرها الريال في عقر داره تحت قيادة المدرب الفرنسي سواء في الليجا أو دوري الأبطال.
والأرقام تعطي انطباعًا سلبيًا آخر لزيدان، حيث أن ريال مدريد لم ينجح في الفوز على أتلتيكو مدريد في آخر عشر مواجهات سوى مرة واحدة فقط في إياب ربع نهائي دوري الأبطال العام الماضي.
المعادلة التي يبحث عنها زيدان تتمثل في كيفية التعامل مع واقع أتلتيكو مدريد كمنافس طموح لديه الرغبة في الثأر من هزيمة 2014، كما أنه فريق يعرف كيف يواجه الأندية الكبرى وخاصة التي تندفع هجوميًا.
ويبحث زيدان عن حل سحري لإيقاف خطورة الهجمات المرتدة لأتلتيكو وهو السلاح الصاعق لأبناء المدرب دييجو سيميوني، عن طريق الثنائي السريع أنتونيو جريزمان وكاراسكو.
جريزمان تحديدًا يعيش حالة من التوهج هذا الموسم وسجل 32 هدفًا خلال 53 مباراة خاضها وصنع لزملاءه 7 أهداف وهو أخطر الأوراق الهجومية أمام دفاع ريال مدريد الذي استعاد تماسكه مع زيدان واستقبل 18 هدفًا خلال 25 مباراة.
إيقاف جريزمان سيكون بمثابة القضاء على جزء كبير من القوة الهجومية لأتلتيكو، وربما يلجأ زيدان للتغطية الدفاعية المميزة من جانب سيرجيو راموس بجانب المجهود البدني الكبير للاعب الوسط كاسيميرو والذي كان أحد نجوم مباراة الكلاسيكو ضد برشلونة.
الفريقان كتاب مفتوح بالنسبة لبعضهما البعض ولكن الواقع يؤكد أن القوة الهجومية لريال مدريد تحتاج لحلول غير تقليدية لاختراق حصون أتلتيكو مدريد التي عجز عنها عبورها كبار المهاجمين في العالم.
ولن يفيد اللعب الفردي ريال مدريد في هذه المواجهة كثيرًا لأن المساحات التي يتركها دفاع أتلتيكو القوي ستكون قليلة وبالتالي فالفريق الملكي عليه أن يلجأ لأسلحة أخرى مثل الضربات الثابتة بجانب التسديدات البعيدة المدى، وأيضاً الحيل الفنية التي تقلب الموازين وإن كان الأمر صعبًا ولكن الضغط على جبهة معينة أو الاختراق بلاعب مثل كريستيانو رونالدو من العمق وخلف المهاجم وليس عبر الجبهة اليسرى ربما يربك حسابات سيميوني.
هجوم ريال مدريد مع زيدان كان فعالاً ومميزًا، والفريق الملكي سجل 61 هدفًا في الليجا بجانب 8 أهداف في دوري الأبطال.