منحوتات إبداعية لا تدوم طويلاً
الثلاثاء 24 مايو 2016 - 9:15 صباحًا
زياد جسام
مثما هناك مدارس فنية في الفن التشكيلي سواء كان رسما او نحتا او خزفا، فهناك خامات لكل نوع منها، فمثلا فن النحت عرف بخاماته المتعددة مثل الرخام والحجر والبرونز والخشب الى آخره.. والمعروف ايضا بأن هذه الخامات ذات عمر طويل يمكن لها ان تدوم طويلا وتقاوم الظروف المناخية التي تحيطها، ومن ثم فإن العمل النحتي يمر على أجيال مختلفة.
اما اليوم فقد تغيرت مفاهيم كثيرة في الفن وأصبح الفنان لا يهتم في الكثير من الأحيان الى زمنية العمل الابداعي، ففلسفة العصر الحالي تعتمد على انتاج أفكار إبداعية بأي خامة كانت بغرض معالجة موضوع معين وبعدها قد يتناول هذه الفكرة الإعلام وتنتشر عبر وسائله، او قد يكون الفنان أنتج هذا العمل لأجل المتعة الذاتية وهذا ما يحصل عندما يقوم الكثير من النحاتين بانتاج اعمالهم على الرمال، صحيح أن فن النحت على الرمال ليس بالجديد، لكنه لم يكن بهذه الحجوم، فهو أحد الفنون القديمة التي اهتم بها الكثير من الفنانين خصوصا اولئك القريبين من الشواطئ، من اسباب انتشاره انه غير مكلف من الناحية المادية. المواد الأساسية في النحت على الرمال هي رمال وماء، وقد يستغرق صنع العمل النحتي الكبير مدة طويلة قد تصل الى عدة أيام او أسابيع. ما جعل الفنان يستمتع بهذه النتاجات هو أنها أعمال حرة في الحجم واختيار الموضوع، فكل ما يحتاجه الفنان هو جمع أكبر كمية من الرمال المخلوطة مع الماء، ثم يبدأ في عملية النحت مستخدما أدوات مختلفة وقد يضع بداخل الأعمال «تسليح» كألواح من الخشب او المعدن، وبعد ان ينتهي الفنان من صنع منحوتاته ومجسماته يقوم بتصويرها، وتظل معروضة للجمهور ليشاهدها كل من يمر عليها، ويتم حماية هذه المنحوتات من الأمطار باستخدام الخيم مظلات كبيرة لتحافظ عليها عدة أيام. فن النحت على الرمال من الفنون الابداعية المنتشرة في عدد من دول العالم، ويقام في بعض هذه الدول مهرجان سنوي لأفضل تماثيل ومنحوتات رملية.