جزء من قصيدة بدر شاكر السياب
مراسي الحب
ما كان لي منها سوى أناّ التقينا منذ عام.
عند المساء، وطوقتني تحت أضواء الطريق
ثم ارتخت عني يداها وهي تهمس. والظلام يحبو من بعيد، وتنطفئ المصابيح الحزانى والطريق:
"أتسير وحدك في الظلام؟
أتسير، والأشباح تعترض السبيل، بلا رفيق؟"
فأجبتها والذئب يعوي من بعيد، من بعيد
أنا سوف أمضي باحثا عنها، سألقاها هناك
عند السراب وسوف أبني مخدعين لنا هناك" .
قالت- ورجّع ما تبوح به الصدى "أنا من تريد!" .
"أنا من تريد، فأين تمضي؟ فيم تضرب في القفار
مثل الشريد، أنا الحبيبة كنت منك على انتظار .
أنا من تريد.. .. وقبلتني ثم قالت ـ والدموع في مقلتيها ـ
"غير أنك لن ترى حلم الشباب:
بيتاً على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب
لولا الأغاني، وهي تعلو نصف وسنى، والشموع
تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء، في ارتخاء!
أنا من تريد، وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل:
حبٌ إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل،
لا يأس فيه ولا رجاء .....