اختفت فجر الخميس الماضي – طائرة ركاب مصرية من طراز إيرباص 320 تابعة لشركة مصر للطيران، بعد أن أقلعت من مطار شارل ديغول بباريس متوجهة إلى القاهرة، وعلى متنها 66 شخصًا.
وقد أفادت المصادر الملاحية لمنطقة البحر المتوسط بأن الاجواء كانت هادئة ولا يوجد بها ما يعطل حركة الطيران في مسار رحلة الطائرة المختفية، حيث مرت رحلة الطائرة بسلام حتى وصولها إلى المياه الإقليمية المصرية، ثم بعد 10 أميال داخل المياه الإقليمية اختفت الطائرة من الرادار وانقطع كل اتصال بها بحدود الساعة 2.30 بتوقيت القاهرة.
كان الغموض يحيط بالحادث، وكان البحث عن الطائرة أو حطامها مستمراً، حيث تضاربت الأقوال منذ الصباح الباكر حول مصير الطائرة المفقودة، فقد أشارت مصادر يونانية أن الطائرة قد تحطمت على بعد 240 كم عن سواحل جزيرة كارباتوس اليونانية.
مسار الطائرة المفقودة
فيما أكد الجانب المصري الرسمي أن خبر تحطم الطائرة غير مؤكد بعد ولا يمثل أكثر من شائعات وأقاويل غير مثبته، وقد استبعدت الجهات الرسمية المصرية احتمال العطل الفني، قائلة إن احتمال العمل الارهابي أكبر بحسب تقييمهم للموقف من احتمال العطل الفني، حيث لم يستبعد الجانب المصري او الفرنسي امكانية وجود عمل ارهابي يرجع إليه سبب اختفاء الطائرة بركابها الـ 66.
وقد أفادت مصر للطيران على حسابها بتويتر بأن من بين ركاب الطائرة المختفية طفلًا واحدًا ورضيعين اثنين بالإضافة إلى 3 من عناصر الأمن و7 من أفراد الطاقم، ومن بين جنسيات ركاب الطائرة 30 مصريًا، عراقيان، 15 فرنسيًا، بريطاني، بلجيكي، كندي، سعودي، سوداني، تشادي، برتغالي، كويتي.
عائلات الضحايا في مطار القاهرة الدولي
وبالرغم من عدم استبعاد العمل الإرهابي، فإن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال في اجتماع طارئ عقده مع حكومته لبحث كارثة الطائرة أن المعلومات المتوفرة تؤكد تحطم الطائرة في البحر المتوسط، فيما ظل الجانب المصري متمسكاً برؤيته للموقف من حيث إنه من السابق لأوانه تحديد سبب الحادث، حيث قال شريف فتحي، وزير الطيران المدني المصري، إن السلطات المصرية تتعامل مع حادث الطائرة “باعتباره فقدانًا للطائرة وليس سقوطًا.”
ومما يزيد الغموض حول مصير الطائرة ما أفادت به شركة مصر للطيران عن استلامها برقية استغاثة من الطائرة في الساعة الرابعة والنصف صباحا بتوقيت القاهرة، وذلك عن طريق الجيش المصري. ولكن الجيش نفى لاحقا، في تصريح نشره على موقع الناطق العسكري في فيسبوك، أن يكون قد تسلم أي رسالة من هذا النوع.
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند
وقد جرى العمل لمسح منطقة اختفاء الطائرة بواسطة فريق كبير للبحث والإنقاذ، يضم قوات من القوات المسلحة المصرية واليونانية إلى البحر المتوسط، كما عرضت فرنسا إرسال قوارب وطائرات للمساعدة في البحث.
جدير بالذكر أن شركة مصر للطيران كانت قد شهدت مارس الماضي حادثة اختطاف طائرة أخرى حيث تم تحويل مسارها إلى قبرص. واستسلم الخاطف لاحقًا دون أن يلحق بأي من المسافرين أذى، وفي أكتوبر الماضي وقعت كارثة اخرى عندما تحطمت طائرة ركاب روسية في صحراء سيناء المصرية بعد وقت قليل من إقلاعها من مطار منتجع شرم الشيخ مما أسفر عن مقتل ركابها الـ 224. وقال مسؤولون روس ومصريون لاحقًا إنها تحطمت بفعل قنبلة، وقد أعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسئوليته عن تفجير هذه الطائرة في حينها، مما جعل هاجس العمل الارهابي مسيطر على عقول المسئولين من الجانبين.
وقد أصدرت شركة مصر للطيران مجموعة بيانات متلاحقة حول متابعات الموقف، من ضمنها بيان قالت فيه:
وزير الطيران المصري
وقد كانت الطائرة على ارتفاع 11.300 متر عندما حدث الاختفاء، قبل نصف ساعة فقط من وصولها إلى القاهرة حيث كان من المقرر أن تصل مطار القاهرة في تمام الساعة الثالثة صباحاً.
وبجهود أجهزة الدول الثلاثة مصر وفرنسا واليونان التي عملت على قدم وساق من اجل الكشف عن أسباب اختفاء الطائرة ومصير الركاب الـ 66 الذين كانت تقلهم، تكشفت تفاصيل عن مصير الطائرة المؤكد، حيث تم العثور على أجزاء من الطائرة، تشمل مقاعد من الطائرة وبعض متعلقات الركاب بما فيها حقيبة سفر وكذلك أشلاء بشرية، في حين رصد قمر صناعي ما يشبه بقعة زيت قرب المكان الذي اختفت فيه رحلة مصر للطيران، الا ان البحث لا يزال جارياً عن الصندوقين الأسودين للطائرة واللذان سوف يكشفان في حالة العثور عليهما ما حدث للطائرة بصورة كاملة.
بالاضافة الى التوصل الى أدلة جديدة تبين ان الطائرة قد أرسلت سلسلة من الرسائل الالكترونية الأتوماتيكية، كشفت عن وجود دخان في حمام الطائرة خلف قمرة القيادة، الا انه من غير المعروف الان سبب الدخان، والذي تبعه عطل في نوافذ الطائرة، فيما يرجح الفريق الذي يتولى التحقيق بأن السبب وراء هذا الدخان كان قنبلة تم زرعها في الطائرة، الا انه ليس الافتراض الوحيد ولكن مرجح أكثر، حيث يظل هناك افتراض العطل الفني او الماس الكهربائي كسبباً محتملاً ايضاً.
ولا تزال التحقيقات تجري حتى الآن من أجل معرفة مصير الطائرة، حيت تم الاعلان عن وصول فريق بحثي فرنسي بالاضافة الى خبير من إيرباص من أجل تكون لجنة عمل فرنسية مصرية مشتركة تتولى التحقيقات الفنية الكاملة عن الحادث من أجل معرفة باقي تفاصيل الرحلة الاخيرة للطائرة.
المصدر
www.arageek.com