انفراجةُ الزمن
أوْدَعْتَ في خدِّ الصباح سرورا
ونثرْتَ فيهِ من البهاءِ نضارةً
لمّا تَذَكَّرَ عهدَكَ المنصورا
فنسيجُ شمْسِ الصبحِ حين تَذَهَّبَتْ
و تَنَفَّسَتْ فوق العمود مهابةً
ألْهَمْتَها أنْ تطْرُدَ الديجورا
ناديْتَها فتَهَلَّلَتْ و توَرَّدَتْ
ألقيْتَ فيها من عُلاكَ قصاصةً
فغَدَتْ تخُطُّ الراقصاتِ سطورا
الأنْجُمُ العُليا حروفٌ أصلُها
من أنبياء الله دُرنَ جلالةً
حول الذي قد أجبر المكسورا
يا همّةً في عزمها علويّةً
يتَكَسّرُّ الموجُ الخبيثُ مرارةً
فوق السُّمو ويطلقُ التزفيرا
لا زفرةٌ تكوي الضمير بكُربِها
لا آهةٌ ترثُ القلوب نياحةً
والقائمُ المهدي يهدُّ الزورا
الأعينُ البيضاء بعد تصَبُّرٍ
عادتْ كيعقوبَ النبيّ نقاوةً
حتى ترى المضطرَّ والمذخورا
أَوَتَستريحُ قلوبنا من همِّها
وهْيَ التي دوماً ترومُ خلافةً
العدلُ فيها يبهجُ المصدورا
وَبِمَنْ يكونُ العدلُ حين نرومهُ
ونراهُ مبسوطاً يشُّعُ منارةً
إلاّ بمنْ وعَدَ الرسولُ بشيرا
الأرضُ يا أملَ النفوس تضاءلتْ
وتصَدَّعَتْ جشَعاً لتقتلَ ناقةً
بلْ إنَّ ألفاً لاقتِ التعقيرا
من قوم صالحٍ انتهاكُ مبادئٍ
قد ضيعوا بين الأنام رسالةً
ووليُّهمْ قد أنكروهُ أميرا
فتَخَبَّطَتْ أهدافُهم وتشَرْذموا
واستبدلوا دربَ اليقين خُرافةً
وهوى الجنانِ عواصفاً وحَرورا
وعدُوُّهمْ قد عنْوَنوهُ حبيبَهُمْ
صهيونُ أضْحتْ في العقول ثُمالةً
من خمرها نستلطفُ المخمورا
لا تَزْأروا أنّ الزئيرَ مُحرّمٌ
ومُحَلّلٌ إنْ كان يزرعُ عاهةً
أوْ كانَ يمنعُ عزَّةً وطُهُورا
يومُ الظهورِ هوَ الجمالُ المرتجى
من يرتجي بعد الظهورِ غوايةً
فهوَ الذي قد جمَّلَ الخنزيرا
في يومِ مهديِّ الشعوب تقَطَّعَتْ
نيَّاتُ بغْيٍ لن تقودَ غوايةً
لا حيلةً بقِيَتْ تجُذُّ النورا
فابن الكرام الأولياء بسيفهِ
يمحي البغاةَ النافثين كراهةً
ويُريهُمُ الأحلامَ سُحْقاً بُورا
في ذلك اليوم المُفَرِّجِ غُمّةً
خَتَمَ الإله على الظلام نهايةً
لن يسكُنَّ الزاكي التقيُّ جحورا
إنّ التقيةَ لا يجوزُ لباسها
فلقد تبَخّرتِ الطغاة مهانةً
قامَ الإمامُ وفَكَّكَ (التشفيرا)
وانْحَلّتِ الأوهامُ بين فقارهِ
نَسَجَ الحياةَ على العباد سعادةً
وأقامها بدل الهواء عبيرا
حسين إبراهيم الشافعي
يا فرج الله
لك أحبابٌ مكبلين