هذا السؤال يوجهه العديد من الأطفال لوالديهم بعد رحلة إلى حديقة الحيوان، وتبدو الإجابة عليه صعبة للوهلة الأولى. بالنظر إلى هذا السؤال، فهو منطقي للغاية، إذ إن الحمار الوحشي يشبه الحصان، ولديه نفس حجم الحصان، لكن لماذا لا يمكننا أن نركبه مثل غيره من الخيول والحمير العادية؟
لماذا لا يمكن للإنسان أن يركب الحمار الوحشي كالخيول؟
حاول البشر على مر التاريخ ترويض الحمير الوحشية، لكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل. كان الأوروبيون في عام 1800 لديهم اهتمام خاص حول الحمار الوحشي كونه مقاوم للكثير من الأمراض، وهذا ما يجعله مفيداً في النقل، ولاستخدامه في الحروب والتجارة. مع ذلك، فإنه كان يبدو من المستحيل ترويض وتدريب الحمار الوحشي لحمل الإنسان، وثبت بعد ذلك بأنها تعتبر مهمة شاقة ومملة ومحفوفة بالمخاطر.
من الجدير بالذكر أن الحمير الوحشية لديها ركلة قوية للغاية، بالإضافة إلى عضتها المميتة، وهذا ما يجعل حتى حراس حدائق الحيوان يفضلون رعاية الأسود بدلاً من الحمير الوحشية.
هذا لا يعني بأن وحشيتها تجعلها “سيئة”، إذ إن عدوانيتها هي صفة مفيدة جداً للعيش في السافانا الأفريقية، نظراً لأنها تُعد واحدة من وجبات الطعام المُفضلة عند الكثير من الحيوانات المفترسة، لذلك فإنه من الضروري لها أن تكون بتلك الوحشية للدفاع عن نفسها.
بالنظر إلى طبيعة هذه الحيوانات،فإنها يمكن أن تتكيف مع سيناريوهات أخرى، حيث يمكن ترويضها وتعليمها منذ فترة صغرها، وهذا يساعد على الحد بشكل كبير من طبيعتها العدوانية.
بالنسبة لعملية ركوب الحمير الوحشية، فإنها ليست مستحيلة، وقد أثبتت المراهقة المغامرة “شي إنمان” ذلك مؤخراً، حيث كانت قادرة على ركوب الحمار الوحشي الذي أطلقت عليه اسم “جوي”، وذلك بعد عملية تدريب ناجحة له في مزرعتها في ولاية فرجينيا. مع ذلك، فإن مثل تلك الحالات تميل لجعل صاحبها يتحلى بالصبر والعزم. وبإمكاننا أيضاً أن نذكر الأسود وكيف يتم تهدئتها بواسطة رجال السيرك.
في النهاية، فإن عملية ترويض الحمير الوحشية مختلفة جداً ومعقدة، نظراً لأن تلك الحمير تميل إلى طابع الحيوانات البرية بشكل أكبر.