سبب غريب جعل جزء من وجه هذا الرجل بتجاعيد وجزء بدون تجاعيد!
التجاعيد هاجس ومصدر قلق لكثير من الناس الذين يبحثون عن شتى الوسائل لإخفاء هذه العلامات التي تزداد كلما تقدّم الإنسان في العمر. أما هذا الرجل الذي نتناول قصته الغريبة اليوم فقد ضَمِنَ عدم ظهور تجاعيد لكن على جزء واحد من وجهه؛ أي جزء تظهر عليه التجاعيد، وجزء بدونها، فيا تُرى ما الذي حصل معه؟
“أناتولي بتروفيتش بوجورسكي” عالم روسي، وهو الشخص الوحيد في العالم الذي علقت رأسه في جهاز يُطلق عليه “مسرّع الجسيمات” وعلى الرغم من ذلك فقد بقي على قيد الحياة. مسرّع الجسميات هو جهاز يستخدم المجالات الكهربائية لتعجيل جسيمات الشحنات الكهربائية إلى سرعات عالية وتحديدها في أشعة موجهة. بوجورسكي كان باحثًا في معهد فيزياء الطاقة العالية في بورتفينو، حيث يعمل مع جهاز مسرّع جسيمات يُسمى “سنكروتون” “The Synchrotron U-70”.
أما الحادثة الغريبة، فوقعت في 13 يوليو عام 1978 حين كان يحاول إصلاح قطعة معطوبة من الجهاز، فعلقت رأسه في داخله؛ فتعرّض لحزمة من البروتونات المسرعة، حيث وصفها أنها كانت أشد سطوعًا من ألف شمس، إلا أنه لم يشعر بأي ألم وقت الحادثة!
مسرع جسيمات
وقد قُدِّرت الحزمة التي دخلت رأس بوجورسكي بـ 2000 جراي، وحوالي 3000 جراي حين خرجت من جمجمته من الجانب الآخر. “جراي” هي وحدة الطاقة الممتصة من الأشعة المتأينة. يعادل امتصاص كيلوجرام واحد من المادة لما مقداره جول واحد من الطاقة المتأينة. فمثلًا امتصاص ما يزيد عن 5 جراي يؤدي إلى الموت خلال 14 يومًا. وقد كانت الحزمة التي تعرّض لها بوجورسكي كفيلة بإحداث فجوة في وجهه، لكن ذلك لم يحصل.
فقد دخلت الحزمة الإشعاعية من الجزء الخلفي من رأسه وخرجت من أنفه، ما أدى لانتفاخ الجزء الأيسر من وجهه بشكل يصعب التعرف عليه. وقد تم نقله إلى المستشفى، وكذلك دراسة حالته كشيء لم يسبق وأن حصل مثله من قبل، وبقي تحت المراقبة مع وجود توقعات بموته في غضون أيام على الأكثر!
وعلى الرغم من أن الجلد في جزء من وجهه وخلف رأسه انتُزع بسبب الأشعة التي أحرقت جمجمته وأنسجة الدماغ إلا أن بوجورسكي بقي على قيد الحياة على خلاف المتوقع!
والغريب أيضًا، أنه على الرغم من كل التلف الذي تعرّض له الدماغ، إلا أن القدرة الفكرية لدى بوجورسكي بقيت كما كانت سابقًا، وتمكّن من الحصول على درجة الدكتوراه. الآثار الصحية التي عانى منها لم تكن مهدِّدة لحياته، فقدْ فَقَدَ السمع في أذنه اليسرى، وعانى من ضوضاء مزعجة فيها، كما أصيب الجزء الأيسر من وجهه بالشلل، بالإضافة إلى حصول نوبات تغييب، ونوبات توترية رمعية.
أغرب الآثار الجانبية التي حصلت لبوجورسكي أن الجزء الأيسر والذي تعرض لحزمة البروتونات بقي نضرًا بدون أية تجاعيد، أما الجزء السليم فيبدو كوجه رجل كبير في السن. لذلك كانت الخلاصة التي تم التوصل إليها أن حزم البروتون تمنع تشكل التجاعيد!
حقائق إضافية
- نوبة الصرع الصغرى هي نوع من الصرع الخفيف، وتُعرف أيضًا باسم نوبات التغييب أو السرحان حيث يفقد الشخص وعيه لفترة مؤقتة.
- نوبة الصرع الكبرى أو ما يُعرف بالنوبة التوترية الرمعية “الارتجاجية” يفقد الشخص وعيه في المرحلة التوترية ويحصل انقباض مفاجئ في العضلات، هذا يستمر لبضع ثوانٍ. أما خلال مرحلة الارتجاج أو الارتعاش تبدأ العضلات بالانقباض والارتخاء سريعًا، ما يؤدي لحدوث نوبة تشنج حادة.
- السنكروتون عبارة عن نوع خاص من مسرعات الجسيمات التي يطبق فيها كل من الحقل المغناطيسي (من أجل تحريك الجسيمات بحركة دورانية) والحقل الكهربائي (من أجل تسريع الجسيمات) وذلك بشكل متزامن مع حزمة الجسيمات المنتقلة.
- حصل بوجورسكي على درجة الدكتوراه بعد الحادث، وعمل كعالم لعدة سنوات. في عام 1996 تقدّم بطلب يعترف به كمعاق وذلك للحصول على أدوية الصرع مجانًا، لكن طلبه قوبل بالرفض.
- تزوج بوجورسكي من فيرا نيكولافينا وأنجبا “بيتر”، وهو لا يزال على قيد الحياة إلى يومنا هذا.
شبكة ابو نواف