بعد أن سمع جنون الأساورِ بمعصميها ، مدّت له وردتين ، نفضت عنهما أنين الفصولِ .. فكتب
.................................................. .................................................. ...
تسير وحدك حتى آخرُ إبتسامةٍ لـ وجهك ، تتمايلُ فرحاً من شدو المواويل في إذنك
إذنك فقط دون الوجود كلّه ، تشهقُ نسيم الصبح .. تُلقي بـ تحيتك على تغريد العصافير
وأنت بـ كامل شقاوتك ، وجنتاك المحمرّة .. وعيناك اللامعة من الفرح ، شفاهك الندية
صوتكَ الغضّ .. تشعرُ أن اذن الكون ضيّقة عامٌ من الإنصات ، وأنت تعدّ حديثاً لـ أول مرّة عن إمرأة
تدفع بـ كلتا يديها وردتين من أجلك ، عن الشارع الحنونِ حين يرفع الحصى عنك
عن الليل إذ يستريح فوق وسائد أحلامك .. عن الفرح الذي جاء يركض بهيئة الأطفالِ نحوك
تكتب مسودّة .. تاركاً تفاصيل الجنون لـ سعة إدراكك الفائض ، وتراقبُ عن كثب
نشوةٍ أكبر من حجمك ، تمضي مُتأملاً نهايةِ وصفك ، وسردك الشهي عنها ينامُ خارجاً عن حرفك
ها أنتَ ترى النور لـ أول مرّة ، جاءك يدلل نفسه ..
فائقٌ أنت الآن من إسترداد الإبتسامة التي كانت تضيع من وجهك
وها أنت الآن تنضحُ عطراً كـ هاتين الوردتين .. تمشي بـ بطئ .. أن لايفيق ظلّك
وأنت الوهن الشريد ، فينام عاشقاً آخرُ في ظلك .. تشدُّ إلى قبضة يديكَ فراغات الأصابع
تخشى أن تكتب جملةً مكسورة ، وفي عينيكَ بُكاءٍ مرير .. تحاول أن تستقطب أشيائك الحميمة
تشعر بـ النصر ، حين تردع جموحك الراغب .. نبضك خائف .. لايستكين
مسكينٌ أنت حين يركب العسر فوق رأسك ، يتناسل في ذاكرتك ، وينجب أفكاراً في مقام اللجوء
فيا تبّاً لـ حرفك الذي بات يصفعك قبل أن يهرب ، يتركك بينَ فكرتين .. نفخ عليهما ذئب
ومارسنَ الفتيات فيهنّ نعومة المراكب .. تخشى أن تخفق من جديد .. فتسقط
تخشى أن ينقطع صوت الأساور .. وتموت الوردتين !
محمد