يعتمد هذا المصور اللبناني في التقاطه للصور على ان لا تكون صوره تقليدية او من انواع التصوير المألوفة، بل يتعداها الى ما يعرف بخداع البصر. ورغم ان خبرته لا تتعدى الاربع سنوات الا ان كل من شاهد معرضه اكدوا انهم يقفون امام اعمال لفنان مبدع. تحيط بنا المباني والأبراج في كل مكان، ولكن المصور اللبناني، سيرغي نجار يمكنه أن يلتقط ما لا نراه أمامنا (شاهد معرضاً لأعماله أدناه)
تبدو للوهلة الأولى وكأنها رسمة قصد بها أن تبدو كلوحة ضخمة، لكن المصور اللبناني سيرغي نجار تمكن من التقاط المزج بين الهندسة والتصوير، لالتقاط الزاوية الأنسب لهذه المباني.
الصور تتحدى قدرة المشاهدين على تحديد "الخط الرفيع بين ما هو بشع وما هو جميل وبين العادي والخارج عن المألوف، وبين الفوضى والنظام وبين الخيال والواقع".
يقول نجار إنه اكتشف ميوله للتصوير قبل أربعة أعوام فقط، وحتى ذلك حصل بسبب تشجيع والدته له، إذ يقول إنها قامت بتسجيله مع شقيقه في ورشة عمل للتصوير لصديقتها، وأنها كانت تحتاج لطالبين أو ثلاثة لإكمال العدد المطلوب، ويقول: "كانت أماً لبنانية بامتياز، حاضرة في حياة أطفالها، كنت أبلغ من العمر حينها 37 عاماً!"
بدأ نجار بالتدرب بكاميرا الهاتف واستعمال التأثيرات والتعديلات التي يوفرها موقع "انستغرام" حتى مسك طرف الخيط لموهبته.
يقول نجار إنه أصيب بهوس التفكير بالأشكال الهندسية مباشرة، ليجعل العثور على الفن في الهندسة المعمارية أحد أبرز أهداف أعماله.
وبعد الحصول على النتائج عمل نجار على تحميل صوره على موقع "انستغرام"، وسرعان ما بادر القائمون على التطبيق بالاهتمام بأعماله، وانتشر اسمه.
أول عرض له كان عام 2012 بمعرض سماه: "Lines, Within"، الذي تعلم خلاله كيفية تظهير صوره بنفسه، ليحقق نجاحاً كبيراً ببيع ما يقارب من أعماله الـ 32 التي كانت معروضة، ورشح بعد فترة وجيزة لجائزة "Prix Pictet"، ليشارك بمعرض "PAris Photo" الراقي عام 2014.
واليوم يستيقظ الساعة الخامسة صباحاً في عطل نهاية الأسبوع، ويجول لمواقع غير مخطط لها، ويقول إنه يحاول عدم إظهار محيط صوره، لأنها تلهي الناظر عن الفنون التي يحاول حصرها بالصورة.
أسلوبه لا يزال يشكك الكثيرين بعمله في بيروت، إذ يجب عليه دائماً أن يقنع حراس الأمن بأنه ليس جاسوساً، وأن الموقع يستحق حفظه بصورة، قائلاً: "إن ما اعتدنا عليه بعمومه أو بشاعته قد يتضح لاحقاً بأنه مثير للاهتمام."
يملك نجار شهادة دكتوراة في القانون المالي، وهو تخصص مارسه منذ عام 1996، ويقول إن ما حصل بالصدفة كان بمثابة "حلم، إنه شعور يماثل تواجدي في جسد شخص آخر.".
رد مع اقتباس