النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

روحي معلقةٌ في دمشق ، قصةٌ مصورةٌ لطريق اللجوء إلى أوروبا

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 423 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 85,734 المواضيع: 20,575
    صوتيات: 4585 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 58237
    آخر نشاط: منذ 19 دقيقة
    مقالات المدونة: 1

    روحي معلقةٌ في دمشق ، قصةٌ مصورةٌ لطريق اللجوء إلى أوروبا








    تعاني سوريا الكثير منذ 5 أعوام، وشاهدنا كيف هاجر العديد من سكّان هذا البلد الجريح إلى الدول المجاورة وأوروبا، ولكن أكثر من 18 مليون سوري بقوا هناك، معظمهم تحت وطأة المآسي التي تعيشها البلد. فلا يوجد سوريٌ لا يعرف شخصاً قُتِلَ أو هاجر، أو حتى قُتِلُ في طريق هروبه!



    صورة من عام 2014 لمخيم اليرموك في دمشق الذي يقطنه بشكلٍ غالبٍ الفلسطينيون، تظهر سكان المخيم ينتظرون دورهم للحصول على المساعدات الغذائية ( صورة للـ UNRWA).
    فرحلة الهروب هذه تتضمن الذهاب إلى منطقةٍ نائيةٍ على سواحل بحر ايجه، بعيداً عن أعين الخفر في تركيا؛ حيث يقود اللاجئين، رجالاً، نساءً، وأطفالاً، إلى هناك مهربٌ غالباً ما يكون مسلحاً، في ساعات الصباح الأولى؛ ويعطي اللاجئين القارب المطاطي “البلم” ومحركاً لتشغيله، ويأمل اللاجئون ألا يخذلهم هذا المحرك، فهو الأمل الوحيد لهم في طريقهم عبر بحر الأمواج المتلاطمة.



    يروي لنا الصحفي في صحيفة الغارديان غيث عبد الأحد، ومن خلال رسوماته، رحلة الفقر والاستكشاف التي يخوضوها اللاجئين في أكبر موجة نزوحٍ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
    الصيف الماضي، أصبحت مدينة أزمير التركية منصةً لمئات الآلاف من الناس الذين أرادوا الوصول إلى اليونان. فقد أتوا باحثين عن مهربين ليعبروا بهم البحر، وعن ستر نجاةٍ لتبقيهم أحياءً. فالعديد من المحلات في أسواقٍ مخصصةٍ هناك لأمور التهريب تُسرّ بمساعدتهم.
    “ياماها أصلي” يقول أحد أصحاب المحلات هناك لبعض اللاجئين المارين أمامه، “تعال وجرب واحداً”. حتى أنّ بعض المحلات التي كانت للخياطة أو محلات بيع أحذيةٍ، قامت بنقل بضائعها لمكانٍ آخر وبدأت ببيع ستر النجاة بدلاً عنها. فإذا أردّت العبور ما عليك إلا أن تعبر بحر ايجه لتصل بعده إلى اليونان!



    في عام 2015، كان الساحل الغربي لتركيا هو الأرضية الأساسية التي ينتقل اللاجئون منها إلى أوروبا. لكن منذ بضعة شهور، عُقدت صفقةٌ بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة والتي تنصّ على إعادة المهاجرين عبر البحر إلى اليونان لتركيا، وأصبح بذلك الوضع مختلفاً جداً، حيث عاد أصحاب المحلات في أسواق التهريب في أزمير إلى مهنهم الأصلية.
    يجلس أحد الرجال في قهوةٍ قرب محطة القطار، خياطٌ سوريٌ ينظر إلى الناس هناك، بينما يصنع ابنه قِلاعاً من مكعبات السكر. ففي ذلك المكان بالتحديد، وقبل بضعة أسابيع، كان المهربون يقعدون صفقاتهم هناك علناً، وكان اللاجئون يتفاوضون معهم. أمّا اليوم، يقف شرطيان تركيان على زاوية الطريق ليبعدوا المهربين وزبائنهم عن المنطقة.



    لقد مضى على وجود الخياط وابنه في تركيا عدة أشهرٍ، بينما وصل أصدقاءهم وأقرباءهم إلى ألمانيا. لكنهم لا يستطيعون أن يتحمّلون تكلفة الرحلة عبر البحر. وأخيراً، وبعد أن حرّك لحشته البرتقالية، وقام بهزِّ وقلب هاتفه لشدة تململه، امتلك الشجاعة ليسأل رجلاً بجواره إذا كان سورياً أم لا.
    أجابه: نعم، وأنت؟ همس الخياط: “أجل، أنا سوريٌ أيضاً، أنا كرديٌ من القامشلي (مدينة في شمال شرق سوريا)، أريد الذهاب إلى أوروبا ولكنّي لا أملك المال الكافي، أريد أن يأخذني أحداً معه، سأذهب كخادمٍ، كصديقٍ، أو أيّ شيء. لقد كنت خيّاطاً في القامشلي، فيمكن أن أكون شخصاً مفيداً في هذه الرحلة”
    لكنه سأل الرجل، كيف لي أن أذهب إلى أوروبا إذا لم يكن لدي المال الكافي لإطعام أولادي الخمسة حتى؟ تساءل قائلاً: “ربما هناك أستطيع أن أجد عملاً، هل تعرف أيّ أحدٍ يمكنه المساعدة؟” لكنّ الرجل أعطاه بعض الليرات التركية ليشتري بها الخبز، ووعده بأن يساعده بالحصول على عملٍ.
    يقول الشاعر هارون هاشم رشيد، مصوراً مأساةً أخرى لا تختلف كثيراً عن هذه المأساة، الهجرة الفلسطينية والشتات، على لسان طفلٍ صغيرٍ قد عانى ما عاناه في هذه الرحلة الشاقة:

    لماذا نحن يا أبتي؟ لماذا نحن أغراب
    أليس لنا بهذا الكون أصحاب وأحباب ؟



    استطاع بعض السوريين أن يجدون عملاً في سوق أزمير السوداء. وبعضهم رفض الذهاب إلى أوروبا ليبقى قريباً من الوطن، يقول أحد اللاجئين: “لقد أتيت إلى تركيا، لكنّ روحي ماتزال معلّقةً في دمشق، وإذا توقفت الحرب اليوم، سأعود إلى وطني غداً”. لكن العديد الآخرين ليس أمامهم أيّ خيار، إنّ العمل غير المشروع في تركيا ذو مردودٍ قليل جداً، ولا يمكنهم من إدّخار أي مبلغٍ لدفعه للمهرب.
    يقوم ممدوح يومياً في الليل، ومثله العديد من اللاجئين السوريين، بالبحث في الشوارع عن القناني البلاستيكية الفارغة وعلب الكرتون ليبيعوها. فإذا كان محظوظاً فإنه سيحصل على ما يعادل 700 ليرةٍ تركيةٍ في الشهر (حوالي 160 جنيه إسترليني)، لكن أكثر من 450 ليرة ستذهب كثمناً للآجار. ومع كل هذه الظروف فإنّ ممدوح يعدّ من المحظوظين فهو يعمل ليأكل، وينام تحت سقفٍ يأويه، لحدٍ ما.



    فكثيرون من قليلي الحظ، ينتهي بهم المطاف تحت رحمة أرباب العمل والذين يبتزونهم ويجعلونهم عمالاً ومزارعين في جنوب تركيا. هؤلاء السوريون يعشون في خيمٍ مصنوعةٍ من المشمع مرفوعةٍ على أعمدةٍ من الأغصان.



    وفي أحد المخيمات التي تقع على جانب مزرعة، خلف سور حظيرة الحيوانات تماماً، تقف امرأةُ كبيرةٌ في السنّ أمام غطاءٍ من البلاستيك وبعض القدور، فهذا كل ما تملكه الآن في حياتها. تتساءل قائلةً: “لماذا نحن هنا؟”.



    تجلس الفتيات في الخارج، ويلعب الأولاد في الوحل اللزج المتشكّل بين الخيم. ينال الناس الذين يعيشون هنا نصف ما يناله العامل التركي من المال؛ فأصحاب الأعمال، والذين هم عادةً من السوريين، يأخذون 10% لأنفسهم. ومن هذه الرواتب يجب على اللاجئين دفع ثمن أجار الأرض التي ينصبون عليها الخيم، وإذا رغبوا بمزيد من الخدمات “المترفة” من كهرباءٍ أو ماءٍ فعليهم دفع مبلغٍ إضافي.



    وفي فسحةٍ أمام الخيم، تجلس اختان قرب موقدٍ في الطين، ويطهون الغداء المعتاد من البطاطا المقلية والبصل. ويشعلون النار مستخدمين الأغصان والعلب البلاستيكية التي تُرسل دخاناً أبيضاً ذو رائحةٍ واخذةٍ. إحدى الأختين، والتي بلغت التاسعة عشرة من العمر وحاملٌ بابنها الثاني، تغمض عينيها في هكذا جوٍ من الهواء اللاذع دون أن تغادره. فطلفها هذا، ومثل الأول، سيولد في فقرٍ مدقعٍ.




    لكن بالنسبة للبعض، فإن الانتظار يجلب نتيجةً مهمةً. ففي زقاقٍ مرصوفٍ خلف محطة بصمنة للقطار، يمشي شبانٌ سوريون بخفةٍ وهم يحملون ستر النجاة والحقائب رخيصة الثمن. ويقابلون رجلاً في متوسط عمره يرتدي سترةً جلديةً رثّةً، ويومئ لهم ليمشوا بخطٍ واحدٍ خلفه، لقد أخبرهم بأن هناك قارباً سيغادر الليلة.



    ولكن، وكما هو الحال بالنسبة للعديد من اللاجئين الذين قطعوا البحر واتجهوا شمالاً، فإنّ الحدود اليونانية المقدونية هي خط النهاية. تعيش شيماء، وهي أنسةٌ فتيةٌ في دير الزور شرقي سوريا، في مخيمٍ مؤقتٍ في محطة قطارٍ مهجورةٍ في ايدوميني. فقد ترك أهلها بلدهم عندما اندلعت الحرب فيها، حيث حولت المدينة الجميلة المتربعة على ضفاف نهر الفرات إلى ساحةٍ للمعارك.



    فقد انتقلوا في بادئ الأمر إلى الحسكة في شمال شرق سوريا، ولكن هربوا إلى شمال تركيا. وفي العام الماضي، تمكن زوجها وابنيها الكبيرين من الوصول إلى ألمانيا، فهي تحاول الآن اللحاق بهم، لكنّ الطريق مغلقُ الآن. لقد علقت هنا!




    قامت هيئة الإذاعة البريطانية BBC بإنشاء ملفٍ تفاعليٍ على موقعها يحاكي الطريق الذي يسلكه السوريين خلال رحلتهم على طريق اللجوء، وهذا الملف، وبحسب موقع الـ BBC مبنيٌ على قصصٍ وتجاربٍ حقيقيةٍ من السوريين.

    ولكن مهما بلغ التجسيد الذي تحاول وسائل الإعلام فعله، ومهما بلغ عدد الصور والفيديوهات التي تصوّر الرحلة بشتى ظروفها، فإنّ ذلك لن يعدل دقيقةً واحدةً لأحدٍ اللجئين في قاربٍ مطاطي يجول في عرض البحر، تحمله الأمواج حيناً إلى ضفاف القارة العجوز المضيئة الدافئة، وحيناً إلى قاع البحر البارد كالح الظلام.
    ولكن، وبعد كل هذه المشاق التي خاضها الشعب السوري يبقى الأمل حياً ينبض في قلبه، ليضخّ الرغبة الشديدة في العودة إلى أرضه، وبناء داره وبيته؛ مهما طال زمن تلك الأمنية وسرقتها الحرب من بين يديه.


    منقول

  2. #2
    إنتماءٌ ( أنتِ ماءْ )
    Warm haven
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: تائه
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,620 المواضيع: 75
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 12401
    آخر نشاط: منذ 4 يوم
    مقالات المدونة: 9
    بالله يا أحمد .. ذكرتني بـ أصداقائي الذين تعرفت عليهم في مدينة اسطنبول
    حيث الغربة المؤلمة والبكاء الشائع
    سوريا ..
    وكيف يرى الأعمى مايفوق دهشته
    لله أنت حشرت في رأسي صورٌ لن تُنسى !!

    بالغ الودّ


  3. #3
    صديق مشارك
    تاريخ التسجيل: May-2015
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 49 المواضيع: 1
    التقييم: 5
    آخر نشاط: 18/May/2016
    حلوووووووووووووووووووووة
    اخر مواضيعيمرحبا

  4. #4
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد صبيح مشاهدة المشاركة
    بالله يا أحمد .. ذكرتني بـ أصداقائي الذين تعرفت عليهم في مدينة اسطنبول
    حيث الغربة المؤلمة والبكاء الشائع
    سوريا ..
    وكيف يرى الأعمى مايفوق دهشته
    لله أنت حشرت في رأسي صورٌ لن تُنسى !!

    بالغ الودّ

    أنرت

  5. #5
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Drgam Basra مشاهدة المشاركة
    حلوووووووووووووووووووووة
    منوره

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال