بقلم
المهندس عمر محمد نور الراوي هو سياسي نمساوي ينتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي النمساوي، ويشغل حاليا منصب عضو برلمان مدينة فيينا وعضو مجلسها البلدي :
الناخب البريطاني لم يسال هل صادق خان مسلم ام لا؟ و نحن نتساءل هل هو سني او شيعي؟ يا لضحاله فكرنا و انحدار رؤيتنا. اقرا الكثير من الهجوم عليه. الكثير من الدول العربيه كانو يظنون انه سوف يؤسس دوله اسلاميه في بريطانيا. يتسائلون عن مواقفه الدينيه و تصرفاته. لا يمتلكون الأفق الواسع لاستيعاب عظمه الحدث التاريخي و تبعاته للمستقبل. ان اوروبا أصبحت قاره التعددية العرقيه و الدينيه و المذهبيه. اشاره الى كل شبابنا من أصول مهاجره ان الباب أمامكم مفتوح. الفرص متوفره. اصبحتم متقبِّلون من أغلبيه المجتمع. تستطيعون صنع مستقبلكم، تخطيط مدنكم، تحديد سياسه بلدانكم. انتم لستم متفرجون عند الأسوار بل جزء من اللعبه. و لطمه في وجوه العنصريين و اليمينين المعادين للإسلام و المسلمين. نحن هنا جزء من المجتمع و لنا دورنا في خدمه البشريه، قرات مقال لكاتب عربي في صحيفه هافيننغتون بوست يقول في نهايتها " وبعيداً عن كل مواقفه، سواء ما نؤيدها أو نعارضه فيها؛ فإن اللافت في فوزه الجمعة الماضي بمنصب عمدة لندن انشغال أذهان وعقول مجاميع ليست قليلة من عموم مجتمعاتنا العربية والإسلامية بالجواب عن سؤال: هل صادق خان سني أم شيعي؟! في دلالة واضحة على حجم المرض الطائفي الذي استشرى في كياناتنا، ونخشى أن نقول إن علاجه بات بعيد المنال.
من تابع ردود الفعل (المجتمعية) العربية والإسلامية على هذا الفوز سيدرك حجم النخر الطائفي وتصنيفاته وتصدّره لكثرة من المشاهد التي كان ينبغي أن نقفز فيها على علاّتنا وأسقامنا، ونتماهى مع الحدث وما يستحقه من تأمل وتحليل بعيداً عن حصر كامل الحدث أو المشهد في سؤال: هل هو سني أم شيعي؟! بينما نهمل سيرة نجاحه وكيفية كفاحه والطريقة التي وصل بها إلى أن يكون عمدة لندن، مدينة الضباب التي يعشق السفر إليها مئات الناس من شتى أنحاء المعمورة، وبالطبع فإن العرب والمسلمين ليسوا استثناء في ذلك. إنها صبغة - للأسف الشديد - كست غالب المشهد."
و الله احزن لأرى هذه الضحاله في النقاش و كثرت الهجوم تجعلني اشك انهم لا يهاجموه لأنهم غير راضين عّن مواقفه ولكن لسبب طائفي مذهبي بحت.
ليس لدينا رؤيه و لا خطه و لا حلم و لا اي شي. نحن نتخبط في سبات تام و ظلام دامس.