الوقار الجميل للبنت المسيحية
11كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ النِّسَاءُ ذَوَاتِ وَقَارٍ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، صَاحِيَاتٍ، أَمِينَاتٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح 3
إنتشر في الأونة الأخيرة في مواقع التواصل الإجتماعي، لصورة فتاة مسيحية من مصر عمرها عشرة سنين لابسة لبس الراهبات (ويبدو أنها كانت تمثل دور في مسرحية على الأرجح)
فكتب أحد القسيسين عبارة:
(ياريت لو كل بناتنا هكذا)
فنهالت عليه اللعنات من كل صوب.. وأن الكنيسة بدأت تتخلف وتصدر أحكاماً رجعية.. وبأنها الوجه السلفي المسيحي المقابل للوجه السلفي الإسلامي..
نقاط سريعة:
1- الكتاب المقدس يأمرنا بالاحتشام رجالاً ونساء.
2- كل ثقافة تختلف عن الأخرى في مسألة الاحتشام.. لكن يظل وجود نقاط مشتركة بين جميع الثقافات.
3- أصبح أمر إحتشام المرأة في المسيحية من التابوهات التي يحرم التحدث حولها لأسباب عدة مثل:
لا أحد يتحكم في لبسي... لماذا تركزون حديثكم حول لبس السيدات ولا يهمكم لبس الرجال... أريد أن أكون على الموضة... كل واحد عنده ستايله الخاص في اللبس... الرجال سينظرون إلى أي إمرأة حتى لو كانت راهبة ولا ست متنقبة... إلخ
توضيح مهم:
الحشمة في المسيحية تختلف وبصراحة عن الحجاب الموجود عند أخوتنا المسلمين* ، فالمرأة المسيحية ليس عليها أن تغطي شعرها عن أخو زوجها أو زوج عمتها.. ففي المسيحية أخو زوجها هو أخوها، وزوج عمتها هو عمها.
فالتصاهر يساوي تماماً القرابة الدموية
لذلك الحشمة عند المسيحية تختلف في مبادئها عند الحجاب الإسلامي. ليس فقط في نوعية اللبس، بل في مبادئها وتوصياتها الدينية.
* أضطررت أن أدخل الإسلام في الموضوع وذلك للالتباس الحاصل في بلادنا العربية.. وليس للمقارنات.
فهي مطلوب منها أن تحتشم وتحافظ على وقارها، ولا بأس بأن تتزين في المناسبات فهذا أمر طبيعي.. وأن تحافظ المرأة على جمالها وأنوثتها.. لكن في إطار محدود وإلىحد معين من إظهار الجمال والمحاسن.
الثقافة المسيحية الجميلة والرائعة والتي احترمت المرأة تماماً وفي كل الثقافات الشرقية والغربية والأوروبية والروسية والعربية .. إلخ، اعتبرت أن المرأة هي مشاركة للرجل في حياته العملية والدينية.. وساهمت في بناء الحضارة معه.. ولا يخفى علينا بأن عدد الملكات المسيحيات في أوروبا يساوي تقريباً أو أقل بقليل بعدد الملوك المسيحيين.
وكن ذوي هيبة ووقار.. وإحتشام
وإلى اليوم في القصر الملكي البريطاني لا يحبذ للأميرات بأن يكشفن عن أكتافهن.. وهذه صورة للأميرة بيترايس في القصر الملكي وهي تزور جدتها، حتى وإن كشفت عن ساقيها:
والمرأة المسيحية في كل الأزمان اعتبرت كإنسان (إلا في فترات شاذة لا يجب أن نوصمها بأنها هي الثقافة السائدة) اعتبر شعرها كجزء من شخصيتها وليس عليها أن تغطيها إلا لمناسبة معينة كإظهار للحزن وقت العزاء أو في الصلاة داخل الكنيسة كنوع من الخضوع.
لذلك تغطي الراهبة شعرها لأنها كرست حياتها للرب وبأنها في حالة صلاة دائمة. وليس لأنها محجبة.
وفي بعض المناطق يغطين النساء شعورهن حتى في الحياة اليومية العادية، ليس لأنه فرض عليهن أو أنه حرام أو لا يليق.. بل لأنه جزء من الثقافة، مثل المسيحيات الصعيديات في مصر، أو الروسيات. وكما قلنا أنه لا علاقة للأمر بتاتاً بأي خلفية دينية. وقد تخلع غطاء رأسها إن لزم الأمر ولا يعد أمراً معيباً أو ضد الدين.. فالأمر نفسه ينطبق على عمامة الرجل أو الشماغ عند الخليجيين.
تقريباً في القرن الأخير أصبح التكلم حول لبس البنت في المسيحية هو تابوه ولا يجب على أحد التكلم به.. وإلا سينادى بالرجعية والتلخف.
مع أنه لا أحد يفرض عليها نوع معين من اللباس.. بل مجرد حديث أخذ وعطاء.. ومع ذلك يرفضن تماماً التطرق لهذا الموضوع (المعظم وليس الكل) ..
والرد الذي نسعمه عادة: الله سينظر إلى قلبي وليس إلى لباسي
صحيح معكِ حق، لكن هذا لا يعني بأن تكشفين عن أجزاء من جسدك لكي ينهش الغريب نظراته عليكِ..