رياض محرز
شهدت الملاعب الأوروبية حضورا متباينا للاعبين العرب خلال الموسم الحالي (2015-16)، فما بين لاعبين ساهموا بقوة في إنجازات كبيرة وتاريخية لفرقهم، كان هذا الموسم شاهدا على أداء خافت لآخرين خيبوا آمال الكثيرين الذين كانوا يتوقعون ظهورا أقوى لهؤلاء اللاعبين.
وبالإشارة إلى لاعبين كان لهم دور كبير فيما وصلت له فرقهم، يأتي في مقدمة هؤلاء الجزائري رياض محرز صاحب الأداء الرفيع هذا الموسم مع فريقه ليستر سيتي الإنجليزي الذي تمكن من حسم لقب البريميير ليج في إنجاز يحدث لأول مرة في تاريخ هذا النادي الصغير.
فالنادي الذي كان يصارع من أجل البقاء في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، لم يتوقع له أحد أن يظهر بهذا المستوى الكبير والأداء الجماعي الراقي تحت قيادة مدرب مخضرم مثل الإيطالي كلاوديو رانييري.
ولم يأت تتويج الفريق باللقب محض صدفة أو حظ ولكنه جاء بفضل أداء جماعي من لاعبين مغمورين لم يكن يعرف أحد عنهم أي شيء، وعلى رأس هؤلاء رياض محرز نفسه.
فاللاعب السابق في صفوف لو هافر الفرنسي قدم موسما استثنائيا وكان له الدور الأبرز بين زملائه في هذا الانجاز الذي قلما يتكرر في الملاعب مرة أخرى، وهذا ما توضحه الأرقام، حيث شارك الجناح الدولي الشاب (25 عاما) في 37 مباراة في البريميير ليج، حيث لم يغب سوى عن مباراة نوريتش سيتي في الأسبوع الثامن، أحرز خلالها 17 هدفا بينما ساهمت تمريراته الحاسمة في تسجيل زملائه 11 أخرى.
وجاء هذا الأداء الرفيع ليتوج في النهاية بحصول اللاعب على لقب الأفضل في المسابقة الأقدم على مستوى العالم للمرة الأولى في تاريخ اللاعبين العرب والأفارقة بشكل عام.
اسم آخر تألق في ملاعب القارة العجوز وهو المصري محمد صلاح جناح روما الإيطالي الذي قدم موسما كبيرا مع فريقه في السيري آ ، وساهمت أهدافه فضلا عن تمريراته في حسم الكثير من المباريات، بل أنه قاد فريقه للتأهل لدور الـ16 في دوري الأبطال قبل أن يخرج أمام ريال مدريد الإسباني.
وكان لصلاح دور بارز أيضا في منافسه فريقه بقوة على لقب الإسكوديتو على الرغم من البداية السيئة للـ"ذئاب" مع الفرنسي رودي جارسيا والتي انتهت بإقالته وتعيين لوتشيانو سباليتي خلفا له، إلا أنه احتل المركز الثالث في النهاية والتأهل للدور التمهيدي من دوري الأبطال في الموسم المقبل.
ويعتبر صلاح هو هداف الفريق في الموسم الحالي برصيد 15 هدفا خلال 42 مباراة خاضها في جميع المسابقات، فضلا عن مساهمته بتسع تمريرات حاسمة، على الرغم من غيابه لنحو شهرين بداعي إصابة في الكاحل خلال مباراة الدربي أمام لاتسيو في الجولة الثانية عشر، كما أنه حصل في أكثر من مناسبة على أفضل لاعب في الفريق وهي كلها أمور جعلت الكثيرين يشيدون به في إيطاليا وعلى رأسهم مدرب الفريق سباليتي.
وشهدت ملاعب البرتغال أداءا متباينا للثنائي الجزائري الدولي إسلام سليماني، مهاجم سبورتنج لشبونة، وياسين براهيمي، مهاجم بورتو، حيث أن الأول تألق بشدة هذا الموسم وقاد "الأسود" للمنافسة بقوة على لقب الدوري مع الغريم التقليدي بنفيكا حتى المحطة الأخيرة قبل أن يحسمه الأخير.
كما نافس الدولي الجزائري بقوة على لقب الهداف مع البرازيلي جوناس جونكالفيس، مهاجم "النسور"، حيث أحرز 26 هدفا وكان أساسيا في جميع المباريات التي شارك فيها حتى أن المباراة الوحيدة التي غاب عنها كانت بداعي تراكم البطاقات الصفراء.
وعلى النقيض تماما ظهر مواطنه براهيمي مهاجم "التنانين" الذي كان أداؤه مخيبا هذا الموسم ولم يستطع تسجيل سوى ستة أهداف وسبع تمريرات حاسمة، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على الفريق الذي لم يقدم الأداء المنتظر منه سواء تحت قيادة الإسباني جولين لوبيتيجي أو جوزيه بيسيرو الذي جاء خلفا له في منتصف الموسم، ليخرج الفريق خالي الوفاض دون التتويج بأي لقب.
وفي الليجا، كان الحضور الأبرز للمهاجم المغربي يوسف العربي، لاعب غرناطة، الذي كان له دور كبير في بقاء فريقه الأندلسي في الليجا، لاسيما وأنه أنهى المسابقة هدافا للفريق برصيد 15 هدفا، وكان حاضرا في آخر خمس مباريات بقوة عندما أحرز 5 أهداف وصنع هدفا.
ولكن الأمور لم تسر على هذا النحو مع الجزائري الدولي سفيان فيجولي الذي غاب كثيرا عن صفوف فالنسيا هذا الموسم ولم يكن له تأثير إيجابي في مسيرة الفريق الذي أنهى المسابقة في المركز الحادي عشر فضلا عن خروجه المهين من كأس الملك أمام برشلونة، وتوديع دوري أوروبا من دور الثمانية أمام مواطنه أثلتيك بلباو.
وكان لابتعاد فيجولي عن صفوف "الخفافيش" عدة عوامل منها ما هو متعلق بالإصابة التي غاب بسببها نحو شهرين عن الملاعب ومنها ما هو انضباطي لتقرر إدارة النادي إيقافه خلال آخر ست مباريات في الموسم، لينعكس هذا على مردوده حيث أنه لم يشارك سوى في 21 مباراة في الليجا سجل خلالها هدفا وحيدا أمام ليفانتي في الجولة العاشرة.