بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


غنائم ضائعة على طريق الجنة
صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين

صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين فيها مع أنها صلاة مباركة مشهودة أقسم الله بوقتها فقال تعالى (والفجر وليال عشر)
القضية ليست ركعتان تستيقظ مبكرا لكي تصليهما بل الموضوع أكبر من ذلك بكثير إنها صلاة تبدأ بها يومك صلاة تحفظك باقي اليوم صلاة تبارك لك فيما تقوم به خلال يومك وتوفقك دائما إلى الخير والأخيار صلاة تزكي بها نفسك وتطهر بها قلبك صلاة تمنحك طاقة روحانية وقوة جسدية وصفاء ذهنيا وأملا في الحياة يعينك على العمل والإنتاج والتطور والنمو ألا يكفي ذلك كي نحافظ عليها ونسعى جاهدين بكل الوسائل كي نقوم ونؤديها في وقتها.
فكم من أجور ضيعتها يوم نمت عن صلاة الفجر كم حسنات ضيعتها يوم سهوت عن صلاة الفجر أو أخرتها كم من كنوز فقدتها يوم تكاسلت عن صلاة الفجر.

كثير منا يعطي أهمية للدوام والاستيقاظ له أكثر من الصلاة المشهودة من الملائكة وهي صلاة الفجر. فأيهما أولى عندك وأيهما تحب أن تقابل ربك به وربما لا نعرف فضائل صلاة الفجر والثواب العظيم الذي يمكن أن نناله لو حافظنا على أدائها


استيقظ أحد الصالحين يوما .. فى ساعة متأخرة من الليل قبل الفجر .... فوجد امرأته تتهجد .. وتصلى وتدعو دامعة العينين مخلصة الدعاء لله. فتعجب من صلاحها وكيف أنه الرجل ينام بينما تبقى هى زاهدة عابدة .

فقال لها : ألا تنامين .. ما الذى أبقاك الى الآن؟

فردت الزوجة الصالحة بخشوع :وكيف ينام .. من علم أن حبيبه لا ينام؟



صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز و جل

إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر .. وكأنها قد سقطت من قاموسهم .. فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتها قبل الظهر مباشرة ولا يقضيها الآخرون.

.. إن الإنسان منا إذا أحب آخرا حبا صادقا .. أحب لقاءه .. بل أخذ يفكـّـر فيه جل وقته .. وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم .. حتى يلاقي حبيبه ..

فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر .. يحبون الله ؟ هل حقا يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟

- دعونا نتخيل رجلا من أصحاب المليارات قدم عرضا لموظف بشركته خلاصته : أن يذهب ذلك الموظف يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا لبيت المدير بهذا الرجل ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق ).. ومقابل هذا العمل سيدفع له مديره ألف دولار يوميا .. وسيظل العرض ساريا طالما واظب الموظف على إيقاظ الثري ..

ويتم إلغاء العرض نهائيا ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها إذا أهمل ايقاظ مديره يوما بدون عذر ..


إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا .. هل ستفرط في الاتصال بمديرك ؟ ألن تحرص كل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟ ألن تحاول بكل الطرق إثبات عدم قدرتك على الاستيقاظ إذا فاتك يوم ولم تتصل بمديرك ؟

ولله المثل الأعلى .. فكيف بك أخي الكريم .. والله سبحانه وتعالى رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء .. نعمته عليك تتخطى ملايين الملايين من الدولارات يوميا فقد قال تعالى : "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "

.. أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الخامسة والنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة وآلائه الكريمة ؟

أيها الأحبة : تذكروا نعمة الله التي تتوالى تباعاً عليك وانظر في حال قوم ينام أحدهم ورأسه مثقل بالهموم والأحزان وبدنه منهك من التعب بحثاً عن لقمة يسد بها جوعته ، يستيقظ صباح كل يوم إما على أزيز المدافع ، أو لفح البرد أو ألم الجوع ، وحوله صبية يتضاغون جُوعاً ، ويتلَّوون ألماً ، وأنت هنا آمِنٌ في سِرْبِك ، معافىً في بدنك ، عندك قوتُ عَامِك ، فاحذر أن تُسلبَ هذه النعمة بشؤم المعصية ، والتقصير في شكر المنعم جل وعلا.

أخي : هل أمنت الموت حين أويت إلى فراشك ، فلعل نومتك التي تنامها لا تقوم بعدها إلا في ضيق القبر.فاستعد الآن ، مادمت في دار المهلة ، وأعد للسؤال جواباً ، وليكن الجواب صواباً.نسأل الله أن تكون ممن يستمعون الحق فيتبعون أحسنه ، وأن يختم لنا ولك بخاتمة السعادة ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته



حكم التفريط في صلاة الفجر

قال الله تعالى : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا "

- إن الإسلام منهج شامل للحياة .. هو عقد بين العبد وربه .. يلتزم فيه العبد أمام الله بواجبات .. ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا .. فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد .. ثم بعدها تفعل منه ما تشاء .. وتترك ما تشاء



أن نسعى جاهدين نلتمس كل الوسائل التي تعيننا على الاستيقاظ والقيام كي نصلي الفجر في وقته وما يلي بعض من هذه الوسائل:

1- أخلص لله تعالى وكن مستعدا لأن تضحي بكل شيء في سبيل رضاه بعدم تضييع صلاة الفجر.
2- اعزم على الاستيقاظ لصلاة الفجر فإن الإنسان إذا أراد شيئا سوف يفعله ولو شعر بقيمته فسوف يركز كل جهده لكي يقوم به وطالما أنك ذو عزيمة قوية فسوف يساعدك الله على تنفيذ ما تريد طالما أنك جاد وهمتك عالية وهدفك سام .
3- تجنب الذنوب وطهر قلبك من المعاصي انظر إلى قلبك ستجد فيه كبر أو حسد أو غضب أو حقد أو رياء وهذا ما يقعدك عن صلاة الفجر فنقي قلبك وتب إلى ربك وأسأله المغفرة.
4- أدع الله أن يمن عليك بالقيام لصلاة الفجر فالله هو الذي يوقظك من نومك فاجعل لنفسك ورد يومي تدعوه فيه بإخلاص أن يوفقك إلى القيام لصلاة الفجر في جماعة.
5- انقذ نفسك من أصحاب السوء وابحث عن صحبة صالحة تذكرك وتشجعك وتساعدك على القيام لصلاة الفجر.
6- نم مبكرا متوضأ على جنبك الأيمن وقل أذكار النوم وأخبر الناس بنظامك هذا حتى لا يتصل أو يزورك أحد بعد ساعة معينة تحددها لهم وهذا ليس عيبا بل العيب هو السهر وتضييع صلاة الفجر.
7- لا تكثر من الأكل قبل النوم لأن الأكل الكثير يسحب الدم من الجسم والمخ إلى المعدة والأمعاء لهضمه ويصاب المخ لذلك بشبه غيبوبة ويصبح قيامك لصلاة الفجر شبه مستحيل بالإضافة إلى الكوابيس والأحلام المزعجة التي تأتيك من الأكل الكثير قبل النوم.
8- اكتب بوضوح وبخط كبير فضائل الفجر وصلاته في جماعة على ورق كبير وعلقه في مكان ظاهر في البيت بحيث تراه دائما فيذكرك بالثواب العظيم ويشجعك على القيام لصلاة الفجر باستمرار هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هذا الورق الكبير يراه غيرك في البيت فيتذكر صلاة الفجر ويحاول الاستيقاظ لأدائها في وقتها وكل هذا في ميزان حساناتك.
9- اضبط المنبه على آذان الفجر واجعله بعيدا عنك حتى تضمن القيام من النوم إليه لتغلقه.
10- اتفق مع أحد أصحابك أن يرن عليك ليوقظك لصلاة الفجر والأحسن أن يكلمك حتى يضمن استيقاظك وعدم عودتك للنوم مرة أخرى وبمجرد استيقاظك يكون عليك واجب أن توقظ شخص آخر.



جعلنا الله وإياكم من المحبين لله عز وجل .. ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل

هذا الكلام المكتوب لن تستفيد منه حتى تحاول تطبيقه في نفسك

لا تنسونا من صالح الدعاء وفقني الله واياكم لما يحب ويرضى