في حادثة هي الاولى من نوعها في العراق اقدم مواطن من محافظة ذي قار على تقديم طلب رسمي الى مكتب مفوضية الانتخابات في المحافظة لسحب صوته الذي ادلى به في الانتخابات الاخيرة ، وذلك شعورا منه بالندم وخيبة الامل لما الت اليه الاوضاع في العراق وفشل من انتخبهم في اداء مهامهم المنوطة بهم ، الامر الذي اعتذرت عن تلبيته المفوضية لدواع قانونية واجرائية .
وقال المواطن حسام مكي ابراهيم لشبكة اخبار الناصرية ، انه قدم طلبا رسميا الى مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في ذي قار بسحب صوته الانتخابي الذي ادلى به في الانتخابات التشريعية الاخيرة ، وابراء ذمته من نتائجها .
واضاف ابراهيم ان اقدم على هذه الخطوة بعد ان ايقن ان اشتراكه بتلك الانتخابات كان "جريمة" لانه اسهم بصوته الانتخابي بصعود اناس خانوا الامانة ولم يقدموا للجماهير ما وعدوا به ، على حد رايه.
وتساءل ماذا قدم السياسيون ازاء التفجيرات الارهابية الاخيرة التي ضربت بغداد ومدن اخرى وقتلت النساء والاطفال ، سوى الاستنكار والاحتجاج ، بينما اقاموا الدنيا ولم يقعدوها على اريكة ( قنفة ) اصابها بعض الدم داخل البرلمان العراقي بعد دخول المتظاهرين .
وتابع ، انهم يتباكون على هيبة الدولة التي سقطت بنظرهم اثر دخول المتظاهرين الى البرلمان ، لكن اين هم من هيبتها حين هزت التفجيرات بغداد ولم تهز مشاعرهم ، وفقا لرايه .
واضاف لقد شعرت حينها انني شريك بالجريمة لانني اعنت احدهم بصوتي الانتخابي على الوصول الى البرلمان ، وان كل ما يحصل من مجازر اليوم هو بسببهم وبسبب الخلافات السياسية الدائرة بينهم .
واوضح انه المفوضية وعدته بالرد بعد مراجعة الجنبة القانونية في الملف ، مثنيا على تعاون الموظفين فيها مع طلبه بسحب الصوت.
بدوره قال معاون مدير مكتب انتخابات ذي قار رافد الزيدي ان المكتب تلقى طلبا من المواطن حسام مكي ابراهيم بسحب صوته من الانتخابات البرلمانية التي اقيمت اخيرا.
واشار الى انه من الجانب القانوني لا يجوز رد الصوت او الغاءه ايا كانت الجهة التي ادلى بصوته لصالحها سواء كانت كيان سياسي او شخص في كيان لان الانتخابات البرلمانية انتهت منذ فترة طويلة ، وتم احتساب الاصوات للجهة التي صوت لها .
واشار كذلك الى ان التصويت الذي حصل هو تصويت سري ولا احد يعرف لمن صوت الناخب ، فضلا عن ان الاوراق التي تم التصويت عليها قد اتلفت بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية وجلوس النائب البرلماني في جلسته الاولى.
ولم يفصح صاحب الطلب على الجهة التي صوت لها او اسم المرشح الذي حضي بصوته .
وتعد هذه المرة الاولى التي يتقدم بها مواطن بطلب رسمي لسحب صوته ، الامر الذي يعكس تنامي حالة السخط الشعبي ازاء تدهور الوضع الامني والسياسي في البلاد.
www.nasiriyah.org