اختيار الناس أباموسى الأشعري، كان أحد أسباب وقوع حرب نهروان
كان أمير المؤمنين(ع) قد رفض أن يكون أبوموسى الأشعري حكما! أما الناس صرخوا وأصرّوا على أن يكون هو الحكم! فرضي الإمام بذلك كرها؛ «...قَالَ عَلِيٌّ ع قَدْ أَبَيتُمْ إِلَّا أَبَا مُوسَى قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَاصْنَعُوا مَا شِئْتُمْ» [وقعة الصفين/500] وهذا الانتخاب قد أدى إلى وقوع حرب نهروان ومقتل 4000 نفر بسبب خروجهم على أمير المؤمنين(ع). طبعا كان دافعهم إل محاربة أمير المؤمنين(ع) دافعا سقيما جدا، إذ كانوا هم الذين قد أخطأوا وفرضوا على أمير المؤمنين(ع) حكمية أبي موسى الأشعري، وإذا بهم اعترضوا على أمير المؤمنين(ع) أن لماذا استجبت للناس! فقال: هذا ما أصرّ عليه الناس أنفسهم.
هل قد أناط الله سبحانه مصير الشعب بالانتخابات؟ إلى حد كبير، نعم!/ فإن لم نصب في الانتخاب، نتلقَّ الصدمات وتتعرّض حياتنا إلى خطر
هل قد أناط الله سبحانه مصير الشعب بالانتخابات؟ إلى حدّ كبير، نعم! لأن الناس يعبّرون عن رأيهم في الانتخابات، والله سبحانه وتعالى يحدد مصير الناس على أساس رأيهم سواء أكان حسنا أم سيئا.
يجب علينا أن نراقب أنفسنا لكي نصيب في الانتخاب، كما علينا أن نتواصى مع بعض في هذا المجال، وإلا فسوف نتلقّى الصدمات وتتعرّض حياتنا إلى خطر. وسوف أذكر نتيجة حسن الانتخاب والاستمرار على هذا الصواب.
قال النبي(ص): کَما تَکُونُونَ يولِّى علَيکُم/ إن سلوك الشعب ومستوى تفكيره وتقواه له دخل في من يحكمهم ويتصدى لإدارة شؤونهم
روي عن النبي(ص) أنه قال: «کَما تَکُونُونَ يولِّى علَيکُم» [شهابالأخبار/260] طبعا لم تكن انتخابات وقتئذ! ولكن قد اقتضت سنة الله أن يكون الناس مؤثرين في مصيرهم. إن لسلوك الناس وفكرهم وتقواهم دخلا في من يستلم زمام رئاستهم.
إن عملية الانتخابات المتعارفة اليوم، هي أحد مواطن تأثير الناس في مصيرهم. نحن الشعب مؤثرون ـ بشكل عام ـ في تحديد من يحكمنا ويدير شؤوننا. وإن الله هو الذي قد منحنا هذا الدور والتأثير. الناس مؤثرون سواء أكان الأنبياء وأولياء الله بينهم أم لا. حتى مع وجود رسول الله(ص) وأمير المؤمنين(ع) للناس دور كبير، فبإمكانهم أن يفسدوا مجتمعهم أو يصلحوه.
خاطبت فاطمة الزهراء(س) أهل المدينة بقوله تعالى: (أَ نُلْزِمُکُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها کارِهُون)؟!/ لقد رأى الناس نتيجة عدم مبالاتهم بحديث فاطمة الزهراء(س)
في آخر خطاب لفاطمة الزهراء(س) حيث كانت على فراش الموت ولم تكن تستطيع الخروج من بيتها، خاطبت نساء المدينة بخطبة سياسية جدّا فقالت لهن: «أَصْبَحْتُ وَ اللَّهِ عَائِفَةً لِدُنْيَاكُنَّ قَالِيَةً لِرِجَالِكُنَّ...» وبدأت تشرح سبب تألمها، ثم أنهت خطبتها بآية تنقل قول نوح(ع) مخاطبا قومه [أمالي الطوسي/376 , الاحتجاج/ج1/ص109]
الآية التي استشهدت بها فاطمة الزهراء(س) هي: (أَ نُلْزِمُکُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها کارِهُون) [هود/28] يعني تزعمون أيها الناس بأننا سوف نفرض عليكم ما تكرهون؟! فقد رفضتم حكم علي(ع) فاذهبوا وترقبوا نتائج فعلكم. وقد رأى أهل المدينة كيف جرت الدماء ولحقت بهم تبعات سوء انتخابهم. لقد استباح جيش يزيد أعراض أهل المدينة ثلاثة أيام، وقد ثبت في التاريخ عدد الأولاد الذين ولدوا على أثر تلك الليالي الظلماء التي استبيحت فيها الأعراض. كما سجّل التاريخ عدد الرؤوس التي احتزّت والجرائم التي ارتكبت! كل ذلك كان بسبب عدم مبالاة أهل المدينة بنداء الزهراء(س).
لقد أناط الله ـ إلى حدّ كبير ـ مصير المجتمع بانتخابه/ متى يستثني الله هذه القاعدة؟
لا يجوز لنا أن نكل الأمر كلّه إلى مسؤولينا في البلد، ثم نذهب وشأنَنا ببال مرتاح ورأس بارد! بل نحن مسؤولون تجاه مصيرنا ولنا تأثير فيه. إن مشاركتنا في الانتخابات لا يجلب لنا الأجر والثواب وحسب، بل نحن في الواقع، نحدد مستقبلنا عبر هذه الانتخابات.
هل قد أناط الله سبحانه مصير المجتمع بالانتخابات؟ إلى حدّ كبير، نعم! متى يستثني الله هذه القاعدة؟ عندما يقدّم هذا المجتمع مجموعة من الشهداء، ويقدّم نموذجا من المظلومين الأقوياء والمؤثرين في قلوب الناس.
متى عرف الناس خيانة بني صدر؟/ إن لم يتصف الناس بالفطنة في المجتمع الإسلامي، لا يكتشفون خيانة مسؤوليهم إلا بعد فترة طويلة
في بداية انتصار الثورة، انتخب الناس رجلا باسم «بني صدر» وقد رأيتم ماذا فعل. فقد خرجت وثائق عمالته لمنظمة cia بعد ذلك. كما في بداية الحرب، تنازل عن أراضي كثيرة للنظام البعث العراقي بحجة أنها خطّة! كان يأمر الجيش بالتراجع وقدّم أراضي كثيرة إلى العدوّ. لقد ارتكبت خيانات كثيرة، وقد أوشك أن يقضي على البلد. ولكن متى عرف الناس حقيقته؟
إن لم يتصف الناس في المجتمع الإسلامي بالفطنة والمتابعة والتحليل، لا يكتشفون خيانة مسؤوليهم إلا بعد فترة طويلة؟ أتعلمون السبب؟ لأن المجتمع الإسلامي مجتمع يستر على العيوب ويحافظ على سمعة الأشخاص. لم يسرع الإمام الخميني(ره) في الحديث ضدّ بني صدر. لقد قال سماحة السيد القائد قبل سنين: «لقد كان قلب الإمام الخميني مليئا بالآلام والمعاناة طوال تلك السنين العشر، وقد فاتح الناس عن بعضها، ولم يتحدث مع الناس عن كثير منها! وكذلك عندي حديث سأتحدث به عند الله المتعال إن أجاز لي بالنطق. فلا داعي لأن يتحدّث الإنسان بكل شيء» [26/11/1997] يعني يجب يتصف الناس بفطنة عالية.
يتبع إن شاء الله...