نهر في تايلاند يقذف الكرات النارية ولا أحد يعرف السبب
حدث غريب يحدث في نهر ميكونج في فينتيان، عاصمة لاوس. حيث ترتفع كرات متوهجة حمراء خلال ساعات الليل من النهر لتذهب إلى السماء وتختفي عبر الهواء دون أن تُصدر ضجيجًا أو صوتًا! هذه الكرات النارية الغامضة التي قد يصل حجمها إلى حجم كرة السلة أثارت فضول السياح والعلماء لمتابعتها وتفسير سبب حصولها.
الكرات النارية المحيرة .. ظاهرة غريبة في تايلاند
تمت مشاهدة هذه الكرات ترتفع من نهر ميكونج البالغ طوله 250 كلم. كما تم الإبلاغ عن ارتفاع كرات أصغر من أنهار وبحيرات أخرى محيطة بالنهر في المنطقة. الكرات النارية لم يتم توثيقها إلا في وقتٍ متأخر من الزمن، فقد ورد ذكرها في سجلات قديمة محفوظة في معبد وات لوانج، كما أن بعض الجنود البريطانيين كتبوا في مذكراتهم عن ظاهرة نارية تحدث في النهر خلال ستينيات القرن الماضي. أما بما يتعلق بشهادات السكان المحليين، فقد ذكروا أنهم وأجدادهم شاهدوا الكرات النارية تخرج من النهر والبحيرات المجاورة طيلة فترة حياتهم.
مقطع فيديو يُظهر صعود كرات نارية من نهرج ميكونج خلال احتفال أُقيم في أكتوبر عام 2008م..
وعلى الرغم من أن الناس والسياح يتوقعون ويحتفلون بخروج الكرات من النهر في ليالٍ معينة من شهر أكتوبر، إلا أن تنبؤاتهم لا تُفلح في جميع المرات. فأحيانًا تخرج الكرات من النهر في أوقات غير متوقعة من السنة ما يُصعب رؤيتها وتصويرها. بعض المحظوظين نجحوا في رؤية هذه الكرات، ففي عام 2001م، تم الإبلاغ عن أكثر من 3000 كرة نارية. وخلال الاحتفال عام 2004م، لم تظهر أي كرة، على النقيض من عام 2008م حيث كانت فرصة رؤية الكرات ممتازة.
التفسير العلمي للظاهرة النارية في نهر ميكونغ..
منذ أن بدأ الناس يوثقون الظاهرة النارية المريبة في نهر ميكونغ، بدأ العلماء في دراستها والبحث عن أسباب حصولها. فبعض التقارير العلمية رجّحت السبب بخروج فقاعات الغاز بحركة صعودية من مياه ميكونج، وعندما وصلت الفقاعات إلى سطح النهر، احترقت بفعل تفاعلها مع أكسجين الهواء الجوي وتوهجت بلون أحمر ناري.
في وقت سابق، اعتبر العلماء أن السبب الأكثر ترجيحًا لصعود الكرات هو غاز الفوسفين أو الميثان، لكن النظرية تم تجاهلها ونفيها بسبب الحقائق التالية:
- الفوسفين ليس غازًا خفيف الوزن، فهو أثقل من الهواء ولا يرتفع بسرعة.
- عند احتراق الفوسفين فإنه يُنتج سحابة كثيفة بيضاء اللون وشديدة السمية، ولم يُلاحظ أي أثر لسحابة بيضاء فوق نهر ميكونغ من قبل
بعض العلماء يرون أن هذه الغازات البركانية يتم سحبها بشكلٍ أو بآخر من الرواسب النهرية في قاع النهر بفعل الأشعة الناتجة عن القمر المكتمل. بعض العلماء كتبوا تقارير معقدة للغاية عن عملية تكوين الغازات في الرواسب النهرية خلال اكتمال القمر وتأثير الأشعة فوق البنفسجية والشمس، وعوامل أخرى تبدو معقدة للغاية. وحتى اليوم، لم يتوصل العلماء إلى سبب نهائي ومحدد لهذه الظاهرة غير العادية التي تحدث في نهر ميكونغ.
نظرة أخرى للظاهرة المريبة..
البعض يعتقد أن الكرات النارية مصطنعة الفعل. بمعنى أنه كما يجد البعض متعةً في صناعة دوائر المحاصيل المريبة لاتهام الكائنات الفضائية، البعض الآخر يصنع كرات نارية تبدو كأنها تخرج من نهر ميكونج، خاصةً وأن الأمر مربحٌ للغاية بعد أن أصبحت احتفالات موسمية تُقام على شرف الظاهرة!
أضف إلى ذلك شهادات بعض السكان المحليين الذين أفادوا أن الكرات في القدم كانت صغيرة الحجم بيضاء التوهج وترتفع لأمتار قليلة فوق سطح النهر، أم اليوم ومع تزايد شعبيتها أصبحت كبيرة بحجم كرة سلة وحمراء اللون وترتفع لمئات الأمتار. لكن الكثيرين ينفون احتمالية أن تكون الكرات النارية من صنع الإنسان لأنها تظهر أحيانًا في أماكن منعزلة للغاية، ومن الصعب التخيل بأن الشعب التايلاندي وسكان لاوس يشغلون أنفسهم بإضاءة كرات نارية في البحيرات والأنهار!
شبكة ابو نواف