أربعاء دامٍ آخر عاشته بغداد لا يمكن فصله بالتأكيد عما تعيشه البلاد من إرباك سياسي ، وهو أمر وإن كان يختلف حوله المتنافسون داخليا، إلا أنه يبدو في اعلى درجات الوضوح عند الاطراف الدولية والاقليمية التي أرفقت بياناتها المدينة للهجوم بنصائح للقوى السياسية العراقية على أمل أن تنفخ في روح العملية السياسية التي ربما تعيش أسوأ مراحلها.

وليس بعيدًا عن هذا الاطار، جاءت إدانة واشنطن التي سجّلتها السفارة الاميركية في بيان بهذا الخصوص، عدّت فيه الهجمات الارهابية التي تعرضت لها بغداد تذكيرًا بالخطر القائم الذي يمثله تنظيم داعش داعية القوى السياسية لانهاء خلافاتها والتركيز على الحرب ضد داعش، فيما شجبت بشدة الأمم المتحدة في بيانها الهجمات التي تعرض لها المدنيون ببغداد داعية الحكومة للقيام بكل ما في وسعها لتقديم الجناة للعدالة بأسرع وقت.

أما الساحة الاقليمية، فقد افرزت الكثير من بيانات الادانة جاء احدها من دولة الامارات التي أعربت عن تضامنها مع العراق حكومةً وشعبًا، مؤكدةً دعمه في مواجهة الهجمات الارهابية واصفةً اياها بأنها تستهدف مؤسساته ونسيجه الديني والثقافي والحضاري.

الجامعة العربية هي الأخرى لم تمرّ على الهجمات الارهابية في بغداد مرور الكرام، حيث ندّد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالهجمات مؤكدًا دعم الجامعة العربية للحكومة العراقية في اجراءاتها لمواجهة تنظيم داعش ومحاربة الجماعات المتطرفة بحسب البيان الذي دعا ايضا القوى السياسية الى إنهاء حالة الانقسام التي تعيشها.

الاربعاء الدامي الذي عاشته بغداد غير مرة أثار لدى الصحافة الاجنبية شعورًا بان استعادة استقرار الدولة والمجتمع العراقي بات أمرا بالغ الصعوبة، كما جاء في تقرير لصحيفة (الغارديان) البريطانية ذكرت فيه أن هجمات داعش في بغداد تأتي في وقت يتغنى فيه كثيرون باقتراب الانتهاء من مهمة القضاء على هذا التنظيم في العراق.


http://www.alsumaria.tv