في مشهدٍ يريد من ورائهِ داعش ترك صورةٍ موحية بوجود قدرة لديهِ على ادامة زخم الهجمات لضرب المعنويات داخل بغداد وحزامها الغربي، شنّ التنظيم هجوماً جديداً على مقر امني في منطقة ابي غريب غرب العاصمة بثلاثةِ انتحاريين واخرين بالاسلحة الرشاشة، أوقع خسائر بشرية ومادية بعد يوم من تفجيرات ثلاثة استهدفت مناطق ببغداد وأوقعت العشرات من الضحايا.
واقعٌ تنظر إليه قيادة التحالف الدولي بحذر وتدعو لتطويقه الا انها لا تعتبره مؤشراً على تعافي داعش ميدانياً وقدرته على إعادة عقارب الساعة لما كانت عليه قبل عامين، إذ يؤكد عضو قيادة التحالف الجنرال في الجيش الاميركي غاري فوليسكي ان التنظيم يخسر أراضي يومياً فيالعراق ويعيش وضعاً سيئاً يحتاج معه لأسبوعين او ثلاثة لإعادة تنظيم صفوفه وتنفيذ هجمات لا يشارك فيها سوى عشرة الى خمسة عشر من عناصره، مرجعاً سبب تراجع القدرة التحشيدية لدى التنظيم الى قطع طرق امداده بين واديي دجلة والفرات.
الاسباب اللوجستيّة هذه، عُزّزت بأخرى مالية عمقت من أزمات داعش الحالية وفقاً لما اكده دانييل جلاسر مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الإرهاب الذي أشار الى ان الضربات الجوية وانخفاض أسعار النفط وجهود مكافحة التهريب، أدت إلى خفض عائدات التنظيم بمقدار النصف لتصل إلى نحو مائتين وخمسين مليون دولار سنوياً الامر الذي دفعه لفرض ضرائب عالية في المناطق التي يسيطر عليها بالعراق وسوريا.
وأمام هذه المعطيات، يرى خبراء عسكريّون في تعزيز الجهد الامني في بغداد والمدن بتفعيل الجهد الاستخباري فيها لضرب خلايا داعش النائمة، يرون فيه وفي تحقيق مصالحة حقيقية بين المكونات والعشائر في المناطق التي حصلت فيها توترات، ضرورة قصوى يجب أن تعبر مرحلة التصريحات لمستوى العمل الحقيقي على الارض لمنع داعش من ايجاد اية حواضن آمنة قد لا تعيده الى ما كان عليه باعوام مضت.
لكنها قد توفر له الفرصة لإعادة ترتيب نواياه بين حينٍ واخر لتنفيذ هجمات تنقر على وتر الفتنة كما حصل بمرات عدة في ديالى وبابل لولا حكمة اهاليهما ووعيهم لما يحيكه الارهاب من مخططات لضرب السلم الاهلي.
http://www.alsumaria.tv