هل هذا ممرّ للمشاة أم حاجز في وسط الطريق؟ إنّه السّؤال الذي بات يتساءله الهنود خلال تنقلاتهم على الطرقات في الهند. وبيّنت دراسة سويديّة أنّ السائقين قليلًا ما يخفّفون من سرعتهم عند ممرّات المشاة ولا يتوقفون إلّا 5% من الأوقات كي يجتاز الناس الطريق. إذًا، يصلح القول إنّ معابر المشاة الشائعة على الطّرقات في العالم لا تؤثّر على السائق كما هو المعتاد.
في هذا النطاق، قرّرت شركة محليّة مسؤولة عن إدارة الطّرق السريعة في أحمد أباد في الهند أن تزيد منظارًا جديدًا على ممرات المشاة. لذلك، طلبت من الفنانتين، سوميا بانديا ثاكر وشاكونتالا بانديا، أن ترسما ظلالًا ثلاثيّة الأبعاد للمعابر كي تبدو من مسافةٍ كحواجز في وسط الطّرقات.
وقالت ثاكر: "طلبت منّا الشّركة أن نبدأ العمل بالأخص في المناطق العرضة للحوادث قرب المدارس لأن عند الذهاب إلى المدرسة أو العودة منها، يعبر الكثير من التلاميذ طرقات غير آمنة بسبب سرعة السيارات المتجوّلة عليها، وخاصّةً على الطريق السريع."
وكانت الفنانتان قد رأتا في صورٍ للوهم البصري في الصّين ظلالًا ثلاثيّة الأبعاد مرسومة على الطرقات، وقرّرتا تطبيقها في أحمد أباد. فبدأتا بممارسة فنّها على أربعة ممرّات في المدينة في كانون الثاني / يناير، وما زال ينال هذا العمل نجاحًا كبيرًا بعد أشهرٍ عديدةٍ.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأوهام البصريّة تفرض على السّائق تخفيف سرعته وهو يقترب منها بما أنّها تبدو من بعيد ثلاثيّة الأبعاد ومع اقتراب السائق منها تصبح ثنائيّة الأبعاد، فلا تجعله يستعمل المكابح بشكل فجائي.
وأضافت ثاكر: "سُرّت الشركة بعملنا. ومنذ ذلك الحين، لم يسجَّل أيّ حادث في هذه المناطق. هذا النوع من الفن أفضل من ممارسة الفن التقليدي، لكنّه لا يبدو في الواقع مثاليًّا كما هو في الصور. لهذا السبب، لا تشكّل هذه الحيلة خطرًا على السائق إذ يمكنه الملاحظة أنّها رسمة لا غير. وهدفنا هو أن نلفت إنتباه النّاس عند اقترابهم من ممرات المشاة من خلال الإبداعات الجديدة التي تدفعهم إلى الحذر والاحتراس."