لابد من الاعتراف أنّ كلًّا منا قد مرّ بتجربة غشّ خلال فترة دراسته كالنسخ من ورقة صديق أو كتابة الأجوبة على اليد أو على الطاولة، لكنّنا لم نفكّر قطّ بطريقة غشّ لا تثير الشّكوك ولا تتطلّب انتظار المراقب حتى يدير ظهره.
أما في جامعة رانجسيت في بانكوك، تمكن ثلاثة طلاب الغشّ خلال إمتحان الدخول مستخدمين الساعات الذكيّة والكاميرات. عندما اكتشف عميد الجامعة،أرثيت أورايرات، طريقة الاحتيال، أُلغيَت إمتحانات الدخول جميعها في كليّات الطبّ، و طب الأسنان، والصيدلة. وبات الآن على حوالي 3000 طالب إعادة الإمتحان.
واتّضح أنّ هؤلاء الغشاشين الثّلاث قد صوّروا أوراق الإختبار مستعملين كاميرات صغيرة مغروسة في نظّاراتهم. ثمّ أرسلوا الصور إلى فريقٍ خارجي الذي بدوره حلّ الأسئلة، وأرسل الأجوبة الصّحيحة إلى الساعات الذكيّة التي يلبسها الخاضعون للإمتحان. وأقرّ أحد المشاغبين أنّه دفع 24000$ للحصول على هذا النوع من المساعدة وتأكيد قبوله في كليّة الطبّ.
و أكّد أورايرات أنّ إثر هذا الاحتيال المدروس، أُدرج الطلّاب الثلاث في القائمة السوداء ومُنعوا من التّقديم للدراسة في جامعة رانجسيت من جديد غير أنّ عميد الجامعة رفض البوح عن أسمائهم. إضافةً، نشر أورايرات هذا الحدث على الفيسبوك كي يعلم به الجميع ويتوخون الحذر. وبالنّسبة إلى نائب العميد، إنّ الأمر المثير للجدل هو أنّ شركة تعطي دروسًا خصوصيّة قد زوّدت الطلاب بهذه الأجهزة.
وفي هذا السّياق، يكمن الخوف الأكبر عند أورايرات في أن يكون هؤلاء الطلاب قسمًا من شبكة احتيال أكبر من تصوّره بكثير. وبحال لم تكشَف عمليّة الاحتيال ونجح الغشاشون، كان عالمنا سيعاني من أطباء غير شرعيين لم يستحقّوا اللّقب. ومن يعلم؟ ربّما كانوا أساؤوا فحصنا أو معالجتنا.
منقول