خير الرجال
قالت لي إحدى قريباتي نقلاً عن جارتها
أنها يوما ذهبت برفقة زوجها إلى السوق فشاهدت خاتماً من فضة فأعجبها كثيراً..!!
ثم اتجهت إلى الزوج ومالت على أذن زوجها بلطف وهمست بصوت خافت
حبيب عمري
فأجابها ... نعم يا عمري
قالت : ممكن تشتري لي هذا الخاتم؟؟؟
رد عليها بكل أدب قائلا طبعا لا. . !!!
خرجت المسكينة من السوق والألم يعتصر قلبها
وهي بين مصدقة ومكذبه من تصرف زوجها الذي يدعي أنه يحبها
نامت الزوجة وهي تكلم نفسها مقهورة على زوج لم يقدر قيمتها
وعندما استيقظت وجدت بجانبها هدية فتحتها قائلةً
لعل زوجي شعر بحزني وعرف الخطأ الذي ارتكبه ضدي
فإذا بها تتفاجأ أن بداخل علية الهدية - خاتم ألماس - لم تتمالكها الفرحة
وشعرت بالسعادة الغامرة تقدير زوجها لها
نزلت دمعة من عينيها
و إذا بيد زوجها الحانية تسمح دمعتها
قائلاً لها : أنا أحبك و لهذا وجدت أن خاتم الفضة غير لائق بك و بأصبعك الجميل
فاشتريت لك خاتماً من ألماس لان الألماس للألماس فأنت على ما املك في دنياي..!!
،،،
كم نحن بحاجة لمثل هذا السلوك الجميل والموقف النبيل
وفي نظري وليس شرطا كون الهدية من الذهب أو الألماس
يكفي زوجتك وحبيبة فلبك خاتم حتى ولو من حديد
فقط هي تحتاج منك إلى تلطف ولين و كلمة طيبة و لمسة حانية و عبارة لطيفة
و خاصة وأنت في شهر الرحمة - شهر المغفرة
فكما تتعبد ربك بالصيام و القيام و قراءة القران بأن يعتقك من النار
أيضا من كمال التعبد لله عز وجل حسن المعاملة مع البشر
فكيف بحليلتك ومن أعطتك نفسها ومشاعرها
وهي أولى بحسن التبعل و التعامل الرقي ، فهي حبيبة قلبك التي اخترتها لنفسك من بين نساء العالمين
متذكراً قول المصطفى عليه صلوات ربي وتسليماته
(خيركم .. خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )
إن المتأمل في سيرة رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم
يجد نماذج و موقف من خلال سيرته وحياته اليومية
حيث كان يقدر المراة و يوليها عناية فائقة و محبة لائقة
و أول من يواسيها و يكفكف دموعها و يأخذ بخاطرها و يقدر مشاعرها و لا يهزأ بكلماتها و يسمع شكواها و يخفف أحزانها .!!!
فأين أنتم أيها الرجال من سيرة ( وإنك لعلى خلق عظيم ) صلى و عليه و سلم..؟؟؟
إذا هناك خلل يجب إصلاحه في تعاملنا من سيدة الدنيا وملكة الآخرة
: ومضة : اعتقد ان تصرف المراة السليم في مثل هذه المواقف ضروري جدا بل اساسي
فلو انها اكفهر وجهها وغضبت واحتقرت زوجها ونعتته بالبخل لما حصلت على الماس ابدا ناهيك عن الفضة !