فاجأت شبكة انستغرام العالم مؤخرًا بإطلاق تصميم جديد لشعار التطبيق مع تعديلات كبيرة طالت واجهاته أيضًا، فمن المُعتاد أن تُعدّل الشركات على شعاراتها بحذر وبشكل طفيف، إلا أن شبكة مُشاركة الوسائط المملوكة لفيسبوك قررت نسف العادات والتقاليد والمُضي قدمًا في تبنّي رؤوية فريق العمل وعدم الاكتراث لأي شيء آخر.
انقسم المُستخدمون بُعيد إطلاق الشعار الجديد بين مؤيد ومُعارض، وبين ساخر وعقلاني، وأصبح الحديث عن الشعار الجديد من أكثر المواضيع المُتداولة عبر الشبكات الاجتماعية ومنصّات التدوين الجماعية.
الشعار الجديد وراءه حكاية ولم يأتي من فراغ بكل تأكيد، ومن أجل ذلك حرص رئيس قسم التصميم في الشركة على تناول القصّة بشكل كامل، ليُبرر للبعض السبب وراء هذا التغيير الكبير.
منذ اليوم الأول لإطلاق انستغرام استخدمت الشركة شعار واحد مع تعديلات بسيطة عليه بين الفترة والأُخرى، لكن الشركة وجدت أن الوقت حان للتغيير خصوصًا مع تغيير اتجاهات التطبيق واتجاهات التقنية بشكل عام خلال الخمس سنوات الماضية.
فريق التصميم في الشركة قرر التغيير منذ عام تقريبًا، وحمل على عاتقه مسؤولية تغيير التصميم دون المساس بهوية التطبيق أبدًا، فلو تأملنا التصميم السابق لوجدنا آيقونة بكاميرا وقوس قُزح، وهي تشرح فكرة التطبيق؛ التقط صورة وطبّق بعض التأثيرات اللونية عليها وقُم بمشاركتها على الفور مع الأصدقاء، لكن ومع مرور الوقت ازدادت التأثيرات اللونية، وخيارات التعديل على الصورة، دون نسيان إمكانية مُشاركة مقاطع الفيديو أيضًا.
وبعد فترة من الضياع وعدم وجود أفكار جديدة لتطوير آيقونة التطبيق رأى فريق العمل أن الحل الأمثل هو الاطلاع على ما يُمثّله الشعار القديم بالنسبة للمُستخدمين، وتوجهوا لأجل ذلك إلى بعض الموظفين في الشركة طالبين منهم رسم آيقونة انستغرام خلال خمس ثواني فقط، وكانت النتيجة هي رسم الكاميرا داخل إطار بالإضافة إلى قوس قُزح، ولا توجد تفاصيل أكثر من ذلك.
انطلق فريق التصميم من هذه المُفارقات فقاموا باعتماد مبدأ التصميم المُسطّح Flat وحوّلوا الكاميرا القديمة إلى رسم بسيط مُسطّح للحفاظ على هوية الشعار القديم وتطويرها بما يتلائم مع صيحات التصميم الحديثة. وبما أن قوس القُزح كان موجودًا في رسومات المُستخدمين، بدأت الشركة في تطوير الفكرة أكثر وأكثر لتوظيف قوس القزح وألوانه بأفضل طريقة مُمكنة.
نشرت الشركة من أجل ذلك مقطع يتناول التصاميم والأفكار التي جالت في أفكار الفريق قبل الوصول إلى الشكل الأخير الذي يبدو مُختلفًا في بداية الأمر، لكنه في الحقيقة يحتوي على جميع العناصر الأساسية المتواجدة مُنذ أول آيقونة للتطبيق.
وحّدت الشركة أيضًا هوية تطبيقاتها الإضافية لتطبيق مثل Hyperlapse و Boomerang، واستفادت من التصميم الجديد وتدرّج الألوان المُستخدم في الخلفية لإضافته أيضًا في الآيقونات الجديدة.
واجهات التطبيق
عند النظر إلى آيقونة التطبيق الجديدة والواجهات الجديدة سنقع في حيرة كبيرة، فالآيقونة بألوان زاهية كثيرة، والواجهات بيضاء نقيّة، وسيشعر البعض أن فريق التصميم انقسم أثناء العمل وكُل غنّى على ليلاه.
الواجهات الجديدة رائعة وتحمل منطق عملي يُبرز الهندسة والتحليلات التي تقوم بها مثل هذه الشركات، فالتطبيق مُخصص لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو، أو بمعنى آخر، مُشاركة وسائط حيوية غنية بالألوان، وبالتالي فإن استخدام واجهات مُلوّنة سوف تؤثر على تركيز المُستخدم وتُشتت انتباهه، ومن هنا انطلقت فكرة الواجهات الجديدة.
عمل فريق العمل على تبسيط الواجهات بأكبر قدر مُمكن، ونتج عن ذلك واجهات بيضاء بآيقونات سوداء اللون، وكأن من يقف خلفها تعلّم لتوّه التصميم، لكن وبهذه الطريقة سوف يبرز المُحتوى بأكبر شكل مُمكن، وهكذا يُمكن للمُستخدم التركيز على الصورة أو مقطع الفيديو فقط دون شيء آخر.
الآن يُمكن لمُستخدمي التطبيق على نظامي أندرويد وآي أو إس الاستمتاع بواجهات مُوحّدة تمامًا هدفها إبراز المُحتوى دون أي شيء آخر، مثلما هو حال شبكة فيسبوك أيضًا، التي تستخدم ألوان قليلة، وتجعل المُحتوى هو جُل ما يظهر للمُستخدم مع القليل من الخيارات والتأثيرات اللونية.
أعجبني تصميم الآيقونة الجديد وكذلك الواجهات التي تسرّبت قبل أسبوعين من الآن. ماذا عنكم، هل تجدون أن شعار انستغرام الجديد مُميّز، أم مازلتم تُفضلون القديم عليه؟