لاشك أن ما يقوم به رئيسا مجلسي الوزراء والنواب من حراك سياسي ربما يُعد الأكثر في مشوارهما السياسي، وذلك لشدة ما تعانيه هاتان المؤسستان من تحديات جدية يرجح بعض المراقبين أن تؤدي الى سقوطهما في حال لم تستطع رئاستاهما وقف الشلل فيهما.
وفي هذا الاطار، لابد من القول أن كل ما يقوم به رئيس الوزراء حيدر العبادي من اتصالات مع الرئاسات الثلاث وقادة الكتل السياسية لم يحصد منه سوى مؤشرات ورسائل تزيد من التفاؤل بامكانية حل الأزمة في الأيام القليلة المقبلة، وذلك بحسب تصريحات سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء، التي اكد فيها ان حل الأزمة يتم عبر انجاز التغيير الوزاري ما يستدعي بدوره انجازا ربما يُعد الاصعب في هذه المرحلة وهو التئام مجلس النواب.
وذلك بحسب مراقبين استغربوا حديث الحديثي عن توجه رئاسة الوزراء لاعلان المزيد من الاصلاحات في المرحلة المقبلة التي يشكك المراقبون بامكانية وصولها قريبا.
ما يجري من ازمة خانقة في البلاد وان كانت تخضع لعملية تجميد مجهدة تحاول تأخير ظهور تداعياتها الخطيرة على الدولة والشارع، إلا أنها تثير الكثير من المخاوف لدى الجانب الاميركي بحسب تأكيدات الصحافة هناك، وهو ما يؤكده تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أوضح أن الادارة الاميركية تتخوف بشدة من عدم امكانية التئام مجلس النواب واستكمال التغيير الوزاري في العراق خصوصا وأن حوارات نواب جبهة الاصلاح مع رئاسة المجلس مازالت عقيمة، بحسب الصحيفة التي اكدت أن الاجواء النيابية مازالت تعيش قلقا من امكانية اقتحام المجلس مجددا ما يفسر استمرار الحديث عن ضمانات أمنية يجب أن تقدمها الحكومة.
وبحسب مراقبين، فان الأزمة السياسية هذه المرة ربما تكون الأكثر تعقيدا منذ عام 2003، لما لها من ابعاد شعبية فضلا عن خطورة الاوضاع الأمنية والاقتصادية، وان اخطر ما فيها هو عدم وجود سقف زمني لنهايتها ما يعني أنها ربما تفضي الى نهاية خارج مستوى التوقعات.
www.alsumaria.tv