بقلم:مراد الغضبان...

آه عليك يا وطني...
إلا تعلم ماذا جنيت وما هو ذنبك ؟
إلا تعلم ماذا عصيت وما هو جرمك ؟
أنا أقولوا لك يا وطني الجريح.. يا وطني الذبيح..ياوطني السليب.
ماذا جنيت حتى تجرعت سموم الحقد ومرارة العلقم . وألقت بك أيدي الخيانة للمحن.
ومتطى صهوتك عســس الظّلام ( خفافيـش اللّيل )وزمر العمـــلاء والمســـتأجرين!
وهـيـهات أن يكونوا لك سيوفاً ولنا عدولا!
ماذا جنيت حتى اصابتك نيران اخوتك قبل نيران اعدائك.
وكيف اجتمعت مخالبهم عليك!
وكيف عاثوا فساداً بقلبك النابض!
وكيف البسوك اثواب الردىء وطرزوها بالمحن!
حتى أصبح حالك يرثى له في كل صباح ومساء.
رغم انك نجمة صبح تسبح بالأحداق. وأبهى من البدر في ليل التمام.
اعذرهم سيدي العراق.. ان كانوا لا يزالون يحسبون وجعك بالسنين .
اعذرهم ...فهم لا يعلمون..وربما يعلمون .ماذا فعلت بك السنين!
انك انت مهد تلك الالم التي تجتاح قلوب العالمين منذ سنين.
لا يعلمون انك اول من اطلق صرخات الوجع الاليم ...اظنهم يعلمون.
لا يعلمون انك انت اول من اكتحلت عيناه بالدمع الدميم .واظنهم يعلمون.
لا يعلمون انك انت صاحب اول قلب جريح وهامة شامخة تصد الريح.
اعذرهم سيدي العراق ....فهم لا يعلمون ان قلبك الكبير لازل ينبض بالحنين!
لا يعلمون ان اسمك ينبض من اسى جراحك...وان مياهك تجري من دمائك سنين وسنين!
لا يعلمون انك انت من تحبس في مقلتيك رياح الخناجر والبنادق ولازلت ضاغطا على جراحك براحتيك بدون انين.
لا يعلمون انك انت يا وطني ويا حبي .......
اكثر من عانى واضطهد ...ولكنه الى الان لم يتعب ولم ينحني ولم يركع.
اعذرهم .....فهم لا يعلمون ...
انك انت وحدك من اسقط وجه الحزن الاليم ليرتدي قناع الفرح.
لا يعلمون انك انت اول من فُتح باب الحزن امامه.ومشى ظلمة اليل وحده.
لا يعلمون انك انت ورغم المك ما زلت انتِ.........عراق.
فكون كما انت يا عراق......
فرغم عظم وكبر المك وجرحك ستظل باقِ تضحك فاعذرهم يا عراق!