سجّلت المملكة المتحدة ثاني أكبر رقم قياسي بعد الولايات المتحدة الأمريكية في أفضل المدن الطلابية حول العالم، حيث تمتلك ثمان مدن في هذا التصنيف. وقد احتلت العاصمة الإنجليزية لندن، مكانًا بين أفضل خمس مدن في العالم، بينما الأربع مدن الأخريات إما جديدة أو عادت للقائمة بعد سنواتٍ من الغياب.
وقد تم تحديد أفضل مدن للدراسة بناءً على عدد من التقييمات، بما فيها تفاوت جنسيات الطلاب، والتصنيفات العالمية للمنشآت التعليمية، والأنشطة العمالية، والتي نجحت جامعات المملكة المتحدة في تأديتها بشكلٍ جيد. وكما هو مُتوقَع، تكاليف المعيشة هي نقطة ضعف مدن المملكة المتحدة، فمن المعروف أن المملكة المتحدة مكانٌ باهظ للدراسة بالخارج. رغم ذلك، هذا لم يثُثي آلاف الطلبة التي تستقبلهم المملكة عن رغبتهم في اختيار واحدة من افضل المدن للدراسة في بريطانيا كل عام.
هذه هي افضل المدن للدراسة في بريطانيا – ثمانية مُدن بالتحديد – كل مدينة تُقدّم – أو تحتوي – على الأقل جامعتين مصنفتين عالميًا، بالإضافة لتجربة دراسية فريدة.
لندن
تم تصنيف لندن، عاصمة إنجلترا، كأفضل خامس مدينة للدراسة في العالم هذا العام، فلا عجب من تواجدها بين افضل المدن للدراسة في بريطانيا .. وقد حققت أقوى نتيجة في قائمة “تقييمات الجامعات”. وقد تلقت لندن أيضًا تقييمًا عاليًا في فئة “تفاوت جنسيات الطلاب”، وهو المُتوقَع حيث أنه يتم التحدّث بأكثر من 300 لغة مختلفة هناك، و42% من طلاب المدينة من خارج المملكة المتحدة أصلًا.
لكن عند التحدّث عن تكاليف المعيشة، فإن لندن تتداعى، ورغم ذلك تظل اقتراحًا جذابًا للغاية، فبالإضافة لكونها محور أكاديمي عريق، فهي واحدة من أعظم مراكز الكوكب الثقافية والإبداعية، وهي مشهورة بمتاحفها، وفنونها المسرحية، وحياتها الليلية، وتنوعها.
إدنبرة
وبالحديث عن ثاني افضل المدن للدراسة في بريطانيا سننتقل إلى العاصمة الإسكتلندية إدنبرة، وقد تم تقييمها كرقم 33 في قائمة أفضل المدن الطلابية لهذا العام. وهي معروفة بقلعتها المدهشة، والمدينة التاريخية القديمة، والأحداث السنوية الضخمة مثل المهرجان الدولي وحفلة رأس السنة بالشوارع، وتعدّ المدينة أيضًا مركزًا لأفضل الجامعات في المملكة المتحدة. فتحتل جامعة إدنبرة رقم 21 في تقييمات الجامعات العالمية.
الرسوم المتوسطة للطلاب في جامعة إدنبره مرتفعة قليلًا مقارنةً بباقي مدن المملكة المتحدة المذكورة هنا. رغم ذلك، معظم رسوم الجامعات مدعومة من منظمة مكافأة الطلاب الإسكتلندية. لذا، مهما كان موطنك، إدنبرة هي واحدة من أكثر الخيارات التي تستطيع تحمل نفقتها في هذه القائمة. ولقد اجتذبت إدنبرة بالفعل عدد كبير من الطلاب، 40% منهم تقريبًا طلاب عالميين.
مانشستر
بتصنيفها الذي يحتلّ المرتبة 36 عالميًا، تمتلك مانشستر جامعات راقية وثقافة طلابية مرحة تجعل لندن تبدو لا شيء مقارنةً بها. فمدينة مانشستر الواقعة شمال غرب إنجلترا معروفة بموسيقاها، وقد أنتجت فرق موسيقية مشهورة مثل The smiths وJoy Division وفرقة Oasis.
فنون وثقافة وحياة المدينة الليلية هناك ممتازة ومُدعمة جيدًا، وأيضًا هناك فرص لاسكتشاف التاريخ الثري لهذا الجزء من المملكة المتحدة. وقد حققت مانشستر أهدافًا قوية في معدّل تفاوت جنسيات الطلاب وتحتل المركز الثاني بين افضل المدن للدراسة في بريطانيا في معدّل الأنشطة العمالية بعد لندن، والمرتبة 23 عالمياً، وذلك في محاولة لإثبات أن أرباب العمل يفضلون خريجيها، بجانب أنها مدينة طلابية ممتعة.
كوفينتري
رغم أنها أقل شهرة من باقي مدن المملكة المتحدة، إلا أنه لا يجب الاستخفاف بها. فقد احتلّت المرتبة رقم 44 في قائمة أفضل المدن الطلابية، هذه المدينة التي تقع في غرب ميدلاند تم دفعها لهذا المركز بسبب قربها من جامعة وارويك (والتي تحتلّ المرتبة الـ 48 عالمياً حاليًا).
وفي وقت قصير، أصبح مركز المدينة بمثابة منزل لجامعة كوفينتري حسنة السمعة. وبين كلا المؤسستين، أصبحت المدينة مليئة بالطلاب، وحوالي 40٪ منهم مغتربين. والمدينة أيضًا تم تقييمها تقييمًا جيدًا بفعل الموظفين الخريجين، وهذا يُظهر سمعة جامعاتها الحسنة وتاريخ قيادتها للتصميم والتصنيع.
بالنسبة للثقافة، يُعدّ مركز فنون جامعة وارويك الأضخم في المملكة المتحدة، كما تضم كوفينتري أيضًا مسارح عدة، ومعارض فنية، ومواقع عديدة للفعاليات الرياضية والموسيقية.
نوتنغهام
نوتنغهام هي المدينة التالية في قائمتنا – وهي مشهورة بأسطورة روبن هود، وأيضًا نظرًا لأهمية جامعاتها والمشهد الطلابي بها – حتى أنها تقدمت على مدينة باريس في جزء “التفاوت الطلابي”، وقد تم تقييمها كالمدينة الطلّابية رقم 57 هذا العام.
يتم ذكر نوتنغهام “كملكة منطقة الميدلاند” وتُعرف أيضًا كمركز مهم للرياضات، فقد أُطلق عليها “بيت الرياضات الإنجليزية” في أكتوبر 2015، ولا تملك المدينة نسبة سكانية عالية من الطلاب فقط، ولكن جامعتها تمتلك فروعًا في ماليزيا والصين، وأُشيد باتَباعِها للنهج الدولي في التعليم العالي.
غلاسكو
أعظم وأشهر مدن اسكتلندا، وقد احتلت المركز 63 في قائمة افضل المدن الطلابية، وتُعدّ مركزًا لاثنتين من أعظم 250 جامعة حول العالم: جامعة غلاسكو المصنفة رقم 63 وجامعة ستراثكلايد المصنفة رقم 249، وهما جامعتان من أقدم جامعات العالم حيث تم بنائهما منذ ما يقرب من 500 عامًا.
أصبحت غلاسكو من أعظم مراكز الثقافة، والتجارة، والبحث العلمي في المملكة المتحدة حاليًا. وكباقي مدن بريطانيا، تستضيف غلاسكو عدد ضخم من الطلاب العالميين كل عام، وبالتالي حققت تقييمًا عاليًا في فئة “التفاوت الطلابي”، موفرةً فرصًا عديدة لطلابها لمقابلة أشخاص آخرين بثقافات وخلفيات ثقافية مختلفة.
برمنغهام
تم تقييمها كالمدينة رقم 66 في قائمة أفضل المدن الطلابية، وهي ثاني أكبر مدن المملكة المتحدة، وتقع في منتصف إنجلترا وتُعدّ مأوى لـ (3.7 مليون شخص)، وبسبب جذورها الصناعية، أصبحت مركزًا ماليًا وتجاريًا هاماً جداً.
تُعدّ أهم مركز للتعليم العالي بعد مدينة لندن، حيث تمتلك خمس جامعات، اثنتين منهما تم تقييمهما من بين أفضل 350 جامعة عالمية. وكما هو المتوقع من مدينة بحجم برمنغهام، هناك العديد من الثقافات والنشاطات الليلية للاستمتاع بها، وهي واحدة من أكثر بلاد المملكة تنوعًا في الثقافة بالإضافة إلى تنوعها وكثرة الخبرات بها.
نيوكاسل
الممثل الأخير لقائمة افضل المدن للدراسة في بريطانيا حيث تحتل المركز رقم 67، وهي أكبر مدينة في شمال شرق إنجلترا. تتسم بالتنوع والنشاط والترحيب. وقد سُميت باسم قلعة نورمان في وسط المدينة (والتي لم تعد “جديدة” بعد الآن!)، ويمتد تاريخ المدينة من الفترة الرومانية، حيث كانت مركزًا اقتصاديًا مهمًا للتنقيب عن الفحم، والهندسة، والنقل البحري خلال القرن التاسع عشر.
استمرت كفاءتها في الهندسة حتى الآن، ويُعدّ جسر جيتسهيد دليلًا على ذلك. بالإضافة إلى مقابلة طلاب أصليين من سكان المدينة، يمكنك أيضًا التعرّف على ثقافات مختلفة – حيث أن 23٪ من الطلاب هناك مغتربين.
إضافة شرفية أخيرة: أوكسبريدچ
بالرغم من عدم ذكر مدينتي كامبريدچ وأكسفورد في القائمة، يجب ذكرهما بسبب شهرتهما العالمية كوجهتين للدراسة لأن خبرتهما مميزة للغاية (للدخول في تصنيف العالمي لأفضل المدن الدراسية، يجب على المدينة أن تملك تعداد سكّاني لا يقلّ عن 250 ألف نسمة، وأن تضم جامعتين في التصنيف العالمي).
كلا المدينتان قديمتان وتم بنائهما على أنهار في جنوب إنجلترا قريبًا من لندن. وهما توفران بيئة غنية وآمنة للطلاب، ونشاطات غير روتينية، بلا نقص في الليالي الطلابية الخاصة.
منقول