يتطلع صيادو الاسماك في اهوار قضاء الجبايش الى موسم وفير من الثروة السمكية بعد تدفق كميات جيدة من المياه اعادت الحياة الى الكثير من المسطحات المائية في هور الحمّار بعد اغمارها من جديد.
الصياد ابو حيدر في عقده الخمسين حدثنا مبتسما معبرا عن سعادته بالواقع الجديد بعد موجة الجفاف التي ضربت مناطقهم قبل عدة اشهر ويقول "وصلت المياه مؤخرا لاهوار قضاء الجبايش وانقضت فترة منع صيد الاسماك قبل اسبوعين"، لذا فهو وزملائه بانتظار عودة انتعاش الثروة السمكية من جديد لتكون مصدرا مزدهرا لمعيشتهم كون الاسماك تعتبر طبقا غذائيا رئيسا لجميع الاهالي في قضاء الجبايش ولكل ابناء المحافظة.
جولة مايكرفون اذاعة المربد كانت اكثر من رائعة في ظل اجواء ساحرة لما تعرف بـ (جنة عدن) زوارق سريعة وشباك تتناثر هنا وهناك وضحكات الصيادين تكسر حاجز صمت المسطحات المائية ليوقفنا الصياد شامل الاسدي (45 عاما) ليطربنا بصوته الشجي ويدعونا لشرب كأس من الشاي اعده على جرف احد مداخل هور المنطقة البغدادية. ويحدثنا الصياد شامل عن صيده اليوم لاسماك ليست بالكبيرة قائلا ان "الموسم في بدايته والحديث عن صيد ثمين لم يحن بعد وانه سعيد بما وصل من المياه الى مناطقهم لعلها تعوض الموسم السابق".
ودعنا شامل بابوذية ونحن على متن احد الزوارق ليبقى صدى صوته صادحا في عمق الاهوار ليحط بنا الرحال عند مجموعة من شباب اهالي الجبايش بالقرب من نصب الشهيد لنحدثهم عن اعمالهم ومشاعرهم بالواقع الجديد فبادر الشاب سعد خيون (30 عاما) بالقول انه يعمل مع زملائه في نقل السواح والزائرين داخل الهور والى الاماكن التي يرغبون بها مقابل اجور وصفها بالرخيصة مشيرا الى انهم يمتهنون ايضا جمع الحشائش لعلف الحيوانات قبل ان تنتعش عملية صيد الاسماك. وتوقع الصياد سعد موسما وفيرا هذه المرة بعد وصول كميات كبيرة من المياه معربا عن امله استمرار تدفق المياه لمناطقهم لضمان استمرار معيشتهم بشكل افضل.
عرجنا الى رئيس جمعية الصيادين في هور الحمّار ناجي رحيم لنتحدث عن واقع الصيد والصيادين فقال ان مناطقهم بدات بالانتعاش من جديد وان اكثر من 12 الف صياد يتطلع الى موسم وفير من الاسماك والطيور لتتحسن اوضاعهم
المعاشية من جديد. ودعا رحيم الحكومة الاتحادية الى الاهتمام باحتياجات الصيادين المجازين من خلال توفير القوارب وشباك الصيد والمستلزمات الاخرى لدعم المهنة التي يزاولونها، مناشدا وزارة الموارد المائية الاستمرار بدعم مناطق الاهوار بحصص مائية كافية وعدم الاكتفاء بالاطلاقات الحالية والتي قد تعيد المنطقة من جديد الى مرحلة الجفاف.
غادرنا جمعية الصيادين لنتوجه الى مبنى منظمة طبيعة العراق المعنية ببيئة الاهوار حيث رحب بنا جاسم الاسدي الاستشاري في المنظمة ليحدثنا قائلا ان "سكان المنطقة يتطلعون الى موعد التصويت على ملف انضمام الاهوار الى لائحة التراث العالمي منتصف تموز المقبل في العاصمة التركية لضمان حصة مائية كافية من دول الجوار لديمومة الحياة الطبيعية والتنوع الاحيائي وتحسين الاوضاع المعاشية للسكان المحلية الذي يعتمدون في حياتهم اليومية على مختلف انواع الصيد" مشيرا الى ان الثروة السمكية من اهم المصادر التي يعتاش عليها سكان الاهوار علاوة على انها عنوان الكرم لاهالي الجبايش حيث المضائف الكبيرة والسمك المسكوف ورغيف التنور والقهوة المعطرة.
بعدها توجهنا الى مبنى القائممقامية حيث الموقع الجميل على ضفاف نهر الفرات المغذي لمناطق الاهوار والمناظر الخلابة لحركة الزوارق وجموع الطيور وانتشار حيوانات الجاموس داخل النهر وقد كنا هذه المرة على موعد مسبق مع القائم مقام بديع لبنان الخيون، وقد حدثنا الخيون بسعادة لاتوصف عن ما يشهده القضاء من انتعاش للحياة وللمياه والمجموعات السياحية وزيارة المسؤولين والمنظمات المدنية والتي تدعم مشروع انضمام مناطق الاهوار الوسطى الى لائحة التراث العالمي.
وتابع ان "قضاء الجبايش اليوم في اعلى درجات الحياة بعد مراحل الجفاف السابقة وهو يسجل زيارة اكثر من 7 الاف زائر وسائح شهريا واهالي الاهوار منشغلون كادلاء سياحيون ويتطلعون لموسم صيد وفير للاسماك والطيور والقوارب اخذت مكانها الحقيقي في قلب الاهوار وازدهرت تجارة بيع شباك الصيد وصناعة القوارب". ويضيف انه يتطلع الى اليوم الذي تكون فيه مناطق الاهوار معلما دوليا للحفاظ عليه مستقبلا، مناشدا الحكومتين المحلية والاتحادية الى تفعيل قطاع الاستثمار في القضاء لبناء المشاريع السياحية والفنادق والمطاعم لخلق مناخ مناسب لاستيعاب الزائرين لما تتمتع به المنطقة من الامان والاستقرار.







المصدر
www.nasiriyah.org