تعتبر الجبة القبائلية من بين الفساتين التي تعتز بها النساء بمختلف مناطق الوطن، إذ لا يخلو بيت من بيوت العائلات وخاصة القبائلية من هذا اللباس التقليدي الأصيل الذي لديه مكانته منذ العصور، إذ لا يمكن لأي فتاة الإستغناء عنها خاصة أنها تحتل مكانة في تصديرة العروس يوم زفافها كونها تتماشى مع الذوق العام للزبائن المحبين للتغيير والتجديد نتيجة اللمسة التي تنفرد بها الجبة القبائلية عن باقي الفساتين التقليدية الأخرى التي تزخر بها مختلف أقطار الوطن.
بعدما عرفت رواجا كبيرا عبر مختلف منطقتي تيزي وزو وبجاية، فقد عرفت الجبة القبائلية رواجا كبيرا حتى خارج الإقليم، نظرا لنوعية القماش المستعمل والحاشيات المعتمدة في حياكتها التي تضم عدة ألوان داكنة مثل الأحمر، البرتقالي، الأبيض الأصفر والأزرق وغيرها من الألوان التي تضفي عليها جمالا، هذه الجبة التي تتفنن فيها أنامل الحرفيات تلبسها العروس يوم زفافها، إذ تقوم باقتناء جبّة قبائلية مصنوعة بإتقان لأن جبة العروس تختلف كثيرا عن الجبة العادية، إذ تكون ممتلئة عن آخرها بالحاشيات ذات اللون الجذاب حتى لا يكاد يظهر القماش فيها الذي يكون عادة أبيض ناصع اللون، لتلبسها يوم زفافها مع مجموعة من الحلي الفضية على غرار القلادة والأساور والأقراط، مما تزيدها جمالا وأناقة، ومن جهة أخرى، تتميز جبّة «عزازقة» ببريق حاشياتها وقماشها الذي يتكون من ثلاثة ألوان، ويزداد الإقبال على هذا النوع من الجبات التي يروج لها كثيرا من الفتيات والنساء متوسطات السن.
ورغم ولوج عالم الموضة على شتى الألبسة والتي تتهافت عليها الفتيات والنسوة من مختلف الأعمار، إلا أن الجبة القبائلية لا تزال تحتل الصدارة بين الألبسة وحافظت على مكانتها منذ سنوات مضت، إذ أصبحت الفتيات تتهافتن على شرائها من المحلات أو الورشات المختصة في صنع هذا النوع من اللباس التقليدي الأصيل، وتعرف تجارتها انتعاشا خاصة في فصل الصيف المتزامن مع مواسم الأعراس والأفراح، إذ تختلف الأذواق والألوان حسب الطلب وحسب السن، فالنساء المتقدمات في السن يفضلن الجبة التي اعتدن عليها دون إدخال الكثير من التغييرات عليها، بينما الفتيات فتفضلن آخر موديل وعادة ما تفضلن أن تكون الجبة غير ممتلئة وجميلة مع إدخال بعض اللمسات العصرية لإضفاء نوع من الموضة، دون أن تكون تلك التعديلات قد مست عراقة وأصالة بما هو أصيل في الجبة القبائلية.